أقلام ثقافية

عائد من ملتقى المناهج النقدية المعاصرة بجامعة البليدة

احمد ختاويسلطة الإدهاش في مداخلة الاستاذ منصور زغواني: وروافد (الانتهاج).عند دريدا وعبد الله الغدامي أنساقا..

من بين المداخلات التي دخلت منظومة تطبيق الإدهاش وخطفت الاضواء عند الحضور والقاعة بالملتقى الوطني للنقد: منعرجا ممنهجا: مداخلة الاستاذ، الطالب منصور زغواني من جامعة مولود معمري بتيزي وزو: (تطبيق التفكيكية في الدرس الجامعي بين الطرح الدريدي والفهم النقدي العربي المعاصر عبد الله الغدامي وبسام قطوش - أنموذجا).

ما كانت سلوكيات المنهج التحصيلي كطالب لتلجمه أو تكبله. وهو ما يزال يرتوي من التحصيل الجامعي كطالب دكتوراه. بل عرج دارسا وناقدا، وأحكم - أثناء مداخلته بقبضة من حديد على مَلكة الإتزان في سرد موازين القوى لديه في التعاطي مع فحوى مداخلته من منظور دارس واعد. حيث ابتعد بوعي إدراكي عن "الاستهلاكية التحصيلية" التقريرية كنمط تحليلي تحصيلي، بعبارة أوضح لم يحشر نفسه في سياقات تقديم بحث جامعي تحصيلي خال من إيغال ملَكته وهويته المبحثية بوعي منه دائما. في عمق ورقته المبحثية الإنمائية نقدا، ودراسة تفكيكية على صعيدي الالمام وبواذر ناقد واعد في الأفق. حيث سيطر على مكونات بحثه استشهادا بهؤلاء، فيما كانت ورقته المبحثية روافد لصناعة مادة نقدية واستباقية. من منطلق سيرورة المنحى التحليلي، التفكيكي لديه، مما جعله يصنع الفارق في التعاطي مع منهجيته المبحثية من جهة. وتأطيرها وتاثيثها بمرتكزات وآليات ومقومات معرفية، مما ينبىء بأن الاستاذ، مشروع ناقد، الاستاذ منثور زغواني سيكون له شأن وأفق الدراسة والنقد. في الحقل المعرفي، وانت تصغي إليه في نبراته المعرفية وإفضاءاته وتضاريس تفكيكياته، تحس أنك أمام الغدامي نفسه، جاك دريدا، أو امام فيزيائية وجغرافية المصطلح عند الناقد والمفكر بختي بن عودة. أو أنك تشتم عطر رولان بارث، التشكيليين الروس. وهكذا بدأ هؤلاء. فالاستاذ، الطالب منصور زغواني صنع - حضورا - هذا الحضور المعرفي.

هذا استجلاء مني كمتلق لتفكيكياته التي أدهشت ذائقة الحضور، وفككت المأمول في جميع المآلات بذرة نحو السؤدد. وهذا ما يبشر به أفقه.

نتمنى له موفور السؤدد على مدارج هذا الجنس (النقد) دراية بالمكنون والمأمول.

تحية إكبار لك أيها الفذ منصور زغواني.مدْرجا وسلما على سلم النقد وليس على سلم ريشتر. وان كان ذلك، فهو ارتدادية في حداثية التفكيك وتضمين الشواهد. والاستشهاد.

 

كتب : أحمد ختاوي

 

في المثقف اليوم