أقلام ثقافية

الأطباء العراقيون والقلم!!

صادق السامرائيعلاقة الطبيب العراقي بالقلم تبدو ضعيفة بالمقارنة مع الأطباء العرب، الذين برعوا في مجالات الأدب والكتابة المتنوعة.

وإرادة القلم وسطوته تسبق أي مهنة، فالمهنة لا تصنع كاتبا أو أديبا، بل الكاتب أو الأديب قد يستفيد من مهنته ويوظفها لصالح قلمه.

وقد نشأنا على أقلام طبية عربية وأجنبية، وما وجدنا قلما عراقيا نتأثر به!!

فكنا نقرأ ليوسف إدريس، عبد السلام العجيلي، مصطفى محمود، إبراهيم ناجي، إنطوان تشيخوف، وغيرهم.

فما برز طبيب عراقي في الكتابة والأدب، وشدَّ القراء إليه كما حصل في مصر وسوريا ولبنان.

ولا أستطيع تفسير هذه الظاهرة، فقد عملتُ مع أطباء ذوي مواهب كتابية ويترددون في النشر، ومنهم من لديه قدرات شعرية وأدبية، ويخشون الخوض فيها.

وكنتُ في الكلية الطبية أحسبُ عددا من الزملاء سيواصلون الكتابة، لكنهم كالشموع التي إنطفأت حالما تخرجت.

قال لي ذات يوم أحد الأساتذة: " أن الدول العربية تشجع صناعة رموزها في ميادين العلوم والمعارف، إلا العراق فأنه يقتل رموزه"!!

والسؤال : لماذا الطبيب العربي لديه مساهمات أدبية أكثر من الطبيب العراقي؟!!

هل بسبب أنظمة الحكم ؟

هل الشعور بعدم جدوى ممارسة الكتابة بأنواعها؟

هل هو الخوف من التبعات؟

ربما لعامل الخوف دوره، خصوصا في زمن بعض الأنظمة، التي قست وفتكت بالبشر بسبب كلمة.

كان لي أستاذ شاعر وأديب وألف بعض الكتب، وكنا نعمل سوية لإنجاز كتاب، وإذا به فجأة يتوقف، ويعتكف، وما عرفتُ السبب، وما كتبَ بعدها ولا نشر.

فهل أن الأطباء يصابون بالسكتة الإبداعية، وينفرون من القلم؟!!

وهل هذا يكفي لتوضيح أن القليل منهم تفاعل مع الكلمة وتواصل في العطاء الإبداعي؟!!

فهل من تفسير؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم