أقلام ثقافية

صادق السامرائي: نوال السعداوي وأمتي!!

صادق السامرائيكنت مولعا بكتبها في مرحلة المتوسطة والإعدادية، فقرأت معظم ما وجدته في مكتبة سامراء العامة،  وما إقتنيته من مكتبات ساحة التحرير.

وكنت معجبا بأسلوبها وجرأتها وبنوعية المواضيع التي تتناولها، بقدرة أدبية ومعرفية ذات قيمة ثقافية وتنويرية، وما وجدت حرجا فيما تكتبه، ولا ترددا في قراءة ما تنشره.

إنها تتناول مواضيع فاعلة في مجتمعاتنا ومدمرة لوجودنا، وتحاول أن توقظنا من غفلتنا الحضارية، وتعيدنا إلى جادة الصواب.

وبالمناسبة فأن مصر ترفد الأمة برموز ثقافية فذة على مر العصور، والقرن العشرون حافل بالرموز المعرفية من الذين تربينا على ما أصدروه من كتب وروائع أدبية تعلمنا منها، وأهلتنا للتفاعل مع الكلمة بأساليب ذات قيمة إدراكية.

ومنهن الدكتورة نوال السعداوي، وبنت الشاطئ، والسورية غادة السمان، وغيرهن في بلدان الأمة الأخرى .

قرأنا لهن وتمتعنا بإبداعاتهن الفكرية والأدبية المتنوعة، وما أن توفت المبدعة نوال السعداوي، حتى وجدتنا في خنادق، فهذا يكفّر ويزندق، وهذا يفند وينفث غضبا، وذاك يدافع ويمدح، وتتعجب من أمر أبناء أمة، تبرز فيها إمرأة ذات شأن فكري وثقافي ولا يتفاخرون ويتباهون، وأكثر مفكريها والمدّعين بدينها، يحتكرون المعرفة، وينفعلون وينطلقون في الهجوم والتعبير الغاضب عن موقفهم تجاهها، ويربطون الكثير من طروحاتها ومنطلقاتها بأنها من أصل مناهض للدين، ولا تدري عن أي دين يتحدثون، وكل منهم دينه هواه!!

نعم تتعجب من هذه الألسن المطلوقة والأقلام المفلوتة، والطروحات الغاضبة، والعدوانية، ولا تعرف دوافعها الحقيقية، والتي ربما تكون من مناهج النيل من الأمة وتعضيلها وتعطيل قدراتها الحضارية الصادقة.

فلماذا هذا الحنق والهجوم المسعور على رمز معرفي مؤثر في وعي الأجيال ويقظتهم من رقدة العدم؟!!

إنها أساليب تناهض وجود أمة ذات تراث عتيد!!

تحية لعقول الأمة المنيرة المكافحة من أجل كينونتها الأرقى!!

 

د-صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم