أقلام ثقافية

صادق السامرائي: علي بن أوتامش الوزير السفاح!!

صادق السامرائيأبو موسى أوتامش، مولود في سامراء على الآرجح ومقتول فيها، وهو من الموالي وكانت علاقته بالمنتصر بالله قوية، وتعاظم أمره في زمن المستعين بالله الذي إستوزره، فاستحوذ على أموال الدولة، وصار من المتنفذين المستبدين الجشعين فيها.

وكما يذكر المسعودي فأنه كان من المتهمين بقتل المتوكل أو شارك بذلك، وتأسد في سلوكه وبطشه وإستحوذ على أموال كثيرة، وبسبب سلوكه أثار ضغينة العديد من القادة الأتراك من حوله.

وهو شخصية دموية من موالي المعتصم في سامراء، وقد بطش وعذب وفتك بأناس كثيرين، وكان وزيرا سفاحا ومتنفذا، وهو القائل بعد مقتل المنتصر بالله: " متى وليتم أحدا من أولاد المتوكل، لا يبقي منا أحدا، فقالوا: مالها إلا أحمد بن المعتصم، وهو إبن أستاذنا".

وأوتامش هو الذي حرض المستعين بالله على منافسه (أحمد بن الخصيب)، فأخذ أمواله ونفاه إلى جزيرة أقريطش.

وعقد المستعين لأوتامش مع الوزارة الإمرة على مصر وسائر المغرب، وحصلت ثورة في بغداد فتصدى لها بغا وأوتامش.

وكاتب أوتامش إسمه شجاع (أميا لا يقرأ ولا يكتب ولا يفهم)، لكنه هو الحاكم والناهي في أمور كثيرة.

ويبدو أن المستعين بالله كان مسيّرا ولا مخيرا، ولا حيلة عنده سوى أن يسلم أمره لهؤلاء ويتركها تجري على عواهنها حتى يحكم الله بها.

وما جاء في مقاتل الخلفاء: "وإستبد أوتامش بأمور الخلافة مما أوغر صدر بُغا ووصيف، فكادا له بان أغريا موالي الأتراك به، وتطور الحال فخرجوا إليه وهو في الجوسق مع المستعين بالله، وأراد الهرب فلم يتمكن وما إستطاع المستعين أن يحميه، فحاصروه ليومين وفي اليوم الثالث دخلوا عليه الجوسق فقتلوه (863) هو وكاتبه شجاع بن القاسم، ونهبت داره ".

وفي المسألة تظهر شخصية المستعين ونقمته على أخيه المتوكل، فهو يعيّن قتلته وزراء عنده، كأوتامش ومن بعده (باغر التركي)!!

وهذه التفاعلات السلبية بين أبناء بني العباس من أهم الأسباب المغفولة التي أفقدتهم هيبتهم، وحولتهم إلى دمى بيد الأغراب من الموالي وغيرهم.

ففي تفاعلاتهم هناك دوما تعبيرات عن الكراهيات والأحقاد الشديدة المروعة، وما إتعظوا من سلوكهم، فطمع الخلافة قد أذهب بصيرتهم، وجعلهم يسفكون دماءهم، فالأخ يقتل أخاه والإبن يقتل أباه، وإبن العم يستبيح دم إبن عمه، وهكذا مضت حياتهم في قتال حتى نهايتهم المروعة في بغداد.

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم