أقلام ثقافية

صادق السامرائي: محمد بن مسرّة الأندلسي أول الفلاسفة!!

صادق السامرائيأبو عبدالله محمد بن مسرّة الجبلي (269 - 319) هجرية، مفكر ومتصوف  أندلسي، وهو أول فلاسفة الأندلس وأول مفكر أصيل فيها.

أساتذته:

أبوه الذي أشبعه بأفكار المعتزلة، إبن وضاح، محمد بن عبد السلام الخشني .

تلامذته:

حي بن عبدالملك، خليل بن عبدالملك القرطبي، إبن الموروري، أحمد بن فرج بن قيس، إبن المديني، إبن صقيل وغيرهم.

إعتزل في جبل قرطبة وتحدث بوحدة الوجود، فشن عليه الفقيه خالد بن أحمد الحباب المالكي حملة عنيفة، وألف كتابا في الرد عليه وإتهمه بالزندقة.

ففر من قرطبة سنة (301) إلى مكة، ثم عاد إليها بعد حين وقد كثر أتباعه.

مؤلفاته:

"خواص الحروف وخصائصها وأصولها، رسالة الإعتبار، التبصرة ، توحيد الموقنين (لا أثر له)

وتنسب إليه كتب أخرى: إختصار مدونة مالك، التبيين، الغريب المنتقى في كلام أهل التقى.

هذا ما تبقى من كتبه لأن الخليفة عبد الرحمن الناصر لدين الله أحرق كتبه ولاحق أتباعه سنة (340) هجرية، لأسباب طائفية وسياسية.

فهو مفكر ريادي إهتم بالدراسات العقلية ونبغ فيها، وتمكن من إستقطاب عدد كبير من الأتباع، تعمق في العلوم الباطنية والصوفية، وأدلى بما أدركه من أسرار العلوم، وما إستوعبه عصره، وثارت عليه ثائرة الفقهاء، وفسروا ما جاء به على أنه يتعارض مع الدين، وأنه من المضرين بالمجتمع والدين، ولهذا تعرض لهجمات وحملات لمحق ما جاء به بعد وفاته، رغم أنه لم يتعرض للأذى أثناء حياته، لأنه كان بليغا ومعقدا في طرحه لأفكاره، بحيث يصعب على الآخرين التوصل إلى مقاصده بسهولة.

وتلك حالة كل خطوة تنويرية في الحياة، وكان لمنطلقاته دورها في مسيرة الفكر والفلسفة في بلاد الأندلس فيما بعد، وكأنه كان القادح الذي أذكى جذوة الإدراك المعرفي العميق.

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم