أقلام ثقافية

عقيل العبود: الفراغ والاشكال التاريخي

عقيل العبودمن المواضيع المثيرة للجدل، قضية قراءة التاريخ والوقوف على الشخصيات، والمواقف. ومفتاح هذه القضية يتعلق بأمرين: الأول طبيعة مصادر البحث، والثانية اتجاه الباحث. والمقصود بإتجاه الباحث هو انتمائه المذهبي، والسياسي. وهذا الانتماء قد يقف حائلا دون الوصول الى الدقة المطلوبة. كونه يفرض في معظم الإحياء ميولا وأنماطًا خاصة تجاه هذا الموضوع، وذاك وهذه الميول هي التي تحول دون الوصول الى الحقيقة.

والتخلص من هذه الاشكالية يحتاج الى تحرير الباحث لنفسه من ربق الارتباط بهذه الثقافة، وتلك من خلال تفكيك المادة المراد تحليلها تاريخيا وفقا لما تفرضه ضرورة الامانة العلمية، والاخلاقية أولا.

والثانية تتعلق بموضوعة اختيار المصدر المراد اعتماده بشكل صحيح، ومن الملاحظ ان هنالك مصادرا باللغة الانكليزية، ولغات اخرى، وهذه المصادر هي من تناول المستشرقين، او الذين جاءوا من دول الغرب لقراءة وتحقيق الفترات والازمنة التي مرت بها الكيانات، والدول والامبراطوريات، والتي يتعلق قسم منها بالمادة التاريخية. وهذه المصادر تنفع للبحث، واستقراء ما يسمع بالفراغ، والإشكال التاريخي.

هنا باعتبار اننا نحتاج الى تجديد مصادر المكتبة العربية فلا بد من اعتماد الكنوز المكتوبة في المكتبات العالمية، والتي منها بعض المدونات الموجودة في لندن، وتركيا، ولبنان، ومصر. سيما ونحن بأمس الحاجة إلى مؤتمرات، وجلسات لإحياء المكتبة العربية، وتجديد الخطاب الثقافي بشكل عام خاصة في باب التراث وثقافة المجتمعات، والأديان.

وهذا يتطلب انشاء لجان، وحلقات مهمتها تحليل وجمع المدونات، والكنوز المكتوبة، ليتنا نصل الى رسم منهج ثقافي ديني حضاري متكامل.

 

عقيل العبود: سان دييغو

في المثقف اليوم