أقلام ثقافية

صادق السامرائي: محمد بن أسلم الغافقي وطب العيون!!

صادق السامرائيمحمد بن أسلم الغافقي، طبيب عيون وعالم نبات وصيدلي أندلسي، عاش في القرن الثاني عشر الميلادي.

ولد في بلدة (بلكازار) في قرطبة، وكان والده طبيبا مشهورا في الأندلس، وله مؤلفات في الأدوية المفردة

مؤلفاته:

المرشد في الكحل، الأدوية المفردة .

برع في عمليات إزالة المياه البيضاء من العين، (الساد)، أو (كتاراكت)، وتناول وشخص أسباب ضعف البصر، وقد شيدت له قرطبة تمثالا في إحدى ساحاتها الرئيسية عام (1956).

قالوا عنه: "الغافقي أعلم أطباء المسلمين في العصور الوسطى بالأدوية والأعشاب"

ومارس الطب بعد أن درس كتب إسحاق بن حنين، وعلي بن عيسى، والزهراوي وغيرهم.

وعرّفنا بالغافقي العالم الفرنسي (لوديرك)، في كتابه (تأريخ الطب العربي)، ومن ثم العالم (هرجبيك) في كتابه (أطباء العين عند العرب)، وترجم مخطوطاته العالم (ماكس مايرهوف)، أما إبن أصيبعة فلم يذكره في كتابه (طبقات الأطباء)، لكن إبن البيطار ذكره أكثر من (200) مرة في كتبه.

وهو يقدم لنا مثلا عن إهمالنا لعلمائنا ومخطوطاتهم وإسهاماتهم في ميادين المعرفة الإنسانية، فنجهلهم ويعرفهم غيرنا من الأجانب، ويدلونا على تراثنا العلمي ورموزه، ونحن في غفلة عن خزائن تراثنا المنير.

ولا تزال عشرات الآلاف من المخطوطات العربية قابعة في خزائن ظلماء، لم يجتهد أبناء الأمة في تحقيقها وإخراجها للنور.

ويقع على عاتق المختصين مسؤولية الإهتمام بتراث الأمة المعرفي، الذي على هديه مضت البشرية وإنطلقت في ثوراتها العلمية.

والذين يتوهمون بأن تحقيق المخطوطات العربية لا جدوى منه في هذا العصر، ينابزون أمتهم العداء، ولا يفقهون في معنى وجوهر الحياة والتقدم والرقاء.

فلا بد من حركة تبصيرية تنويرية جادة لإبراز التراث المعرفي العربي الساطع.

فهل من إرادة ذات أنوار؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم