أقلام ثقافية

منير لطفي: على هامش الأيام (2)

منير لطفي(16 نوفمبر) سبحان مَن تدرَّج بالعباد مِن لهيب الصيف إلى زمهرير الشتاء بما بينهما مِن خريف، ومِن قرّ الشتاء إلى حرّ الصيف بما بينهما مِن ربيع، وهكذا دواليك!

(17 نوفمبر) لا حكمة في التفكير بالبلاء قبل وقوعه، ولا منطق بالعيش فيه قبل بلوغه.

 (18 نوفمبر) حتى في معارض الكتب، تهزم المعدة الدماغ، إذ تتفوّق مبيعات المطاعم من البيرجر والكباب على مبيعات دور النشر من الكتاب!

(19 نوفمبر) العاقل لا يجادل، ولا يدير دفّة جدال إلى حوار سوى بطل مغوار.

(20 نوفمبر) تَأمَّل، كيف أنّ ذرّة أوكسجين تتّحد مع ذرّتَي هيدروجين فتُنتج الماء الذي هو أصل الحياة، بينما تتّحد أخرى مع ذرّتَي نيتروجين فتُنتج غاز أوكسيد النيتروز الذي يُغيِّب به الأطباءُ الوعي في غرف العمليات ويقف المريضُ بمقتضاه على شاطئ الموت!

(21 نوفمبر) حُقّ للّغة العربية أن تسجد على عتبات قرآن جدّد ميلادها وحوّلها من لغة إقليمية إلى لغة كونيّة.

(22 نوفمبر) ما كانت الغربة يوما غربة أرض، بل كانت وستظل غربة أهل.

(23 نوفمبر) على صفحة السماء، اكتب همومَك بقلم قلبك، وأَبشر بغسلها غسل الماء لثوبك.

 (24 نوفمبر) الأطفال لا يكثرون الأسئلة لأنهم ثرثارون، ولكن لأنهم فلاسفة صغار يستكشفون أسرار الوجود.

 (25 نوفمبر) الأدب متسامح للغاية؛ إذ لا يمانع في استخدامه كمسرح لعرض غريميْه العلم والفلسفة، بل وبصورة جمالية.

(26 نوفمبر) الجمباز الإيقاعي، الرقص الشرقي!!ألهذا الهراء لَيّن اللهُ لنا المفاصلَ ولَدَّن العضلات!

(27 نوفمبر) ستدرك معنى من معاني: "ولقد كرمنا بني آدم" ، حين تطالع المخلوقات تباشر طعامَها بفمها لتأكل، بينما تباشره أنت بيدك وتُلقمه فمك.

 (28 نوفمبر) نَعم: الطبيب يمرض كما الآخَرين، لكنه يشعر بالمرض قبل أن يتألّم، وهذا مرض فوق المرض.

 (29 نوفمبر) مهما كان صلاح الأعمال، لا بدّ من تذييلها باستغفار يجبر نقصها ويبلّغها الكمال.

(30 نوفمبر) كلّ العجب ينقضي أمام حجر أصمّ يبكي من خشية الله بلا ذنب جناه، بينما العبد الذي من لحم ودم يذنب ولا يبكي من خشية مولاه.

***

بقلم د. منير لطفي

طبيب وكاتب - مصر

 

 

في المثقف اليوم