أقلام ثقافية

سارة فؤاد شرارة: رسالتي إلى فنان بيت الرعب

سارة فؤادإن لم يكن لديك منطلق أهم منك، فما فائدة كرامتك ذات الريش؟ تلك التي تحط فوق الطامة الكبرى لتضع البيض الفارغ، كرامة تضاجع انعكاسها! ليتمخض الجبل عن فأر..

عن فقر.. عن تفاهة محلقة كالنسور!

**

أما إن سقيتَ أزهارَ النرجس وتوحشت قليلًا فشربتَ كأسين من دوار العزلة، فما فائدة أعمالك العميقة وهي تغادر عيون الجماهير كما تنسحب الديدان راقصة عبر الأزمان.. عبر تفاح المعرفة المصفوف كالديكور.. عبر مهرج الدهشة الخجول والعنيف في آن.. عبر نارجيلة العقد والافتتان؟

**

أصبحت - بسبب العزلة الطبيعية تتأهب للدفاع عن النفس ضد الأشباح - تشبه السفاح.. الذي اقتلع الرؤوس واحتفظ بها في الفورمالين لعمل معرض فني مفعم بالأصابع المنفلتة ومحاط بالنساء الصامتات النائمات في صبر . أن تعرف امرأة حية! أمر مستحيل بالنسبة إليك، تلهث فوق الكسالى، لأن كل المقتنيات لديك فاقدة الأطراف والإرادة .. وهكذا لن يعرفك الأحياء ! وسوف يمقتك الأموات! والأموات يتوسدون الجدران في بيتك!

يتمددون على حد السكين المشحوذ..على قارعة المخيلة حيث المارة يجتنبون حافلات الأحلام وجميعهم أنت..

أنت وأنت.. وأنت!

**

قلت لي مرة "الحياة تحولت إلى القاسية جدًا"

أتصور أن الحياة مزخرفة ملونة وكم تكره الزخارف، لأن عليك أن تراقص الوضع؛ بينما لا تجيد الرقص وإن فعلت كمعذب رخيص.. فخطواتك جافة وخطوطك جرداء!

**

الحياة! ليست هي القاسية ؛ كل ما يحدث أنك تعبت

أنت لوحة ضمن لوحاتك المرعبة، رأس ضمن رؤوسك الوحشية.. كرامة ذبيحة على الدوام! كرامة تخنق القتلى أكثر فأكتر كلما تألمت بالغرور .فاستمتع بحمَّام الدم الليلي

وتمدد أسفل الفورمالين اللازم لك ، كي لا تتعفن..!!

***

سارة فؤاد شرارة

 

 

في المثقف اليوم