أقلام ثقافية

عقيل العبود: شقاء المعرفة

صار يبحث عن موضوعات بها يستأنف معنى وجوده، ألفى نفسه أمام مهارات، بها يبلغ  مبتغاه، تمت مكافأته.. توصل إلى ابتكارات أذهلت من حوله، مسائل كان يتطلب الخوض فيها وقتا طويلًا، ودراسة متأنية، اكتشف مسميات بات فهمها أسهل من قبل.

أضحى الزمن بالنسبة اليه مثل دالة رياضية، تتحرك وفقا لمنظومة هذه العقارب التي تتلى أجزاؤها على شاكلة عناصر ذرية، تمت صياغتها بشكل دقيق، خاصة بعد أن تم تثبيت تجارب أبحاثه الطبية المتعلقة بموضوع الخلية الحيوانية، ليتم تداولها، وتدريسها لطلبة المراحل العليا من الكلية الطبية.

أمست الأفكار بالنسبة إليه مثل أشكال هندسية، تتغير بين الفينة والفينة، تكبر، تنشطر، ثم تلد، لتحط بأوزار أثقالها عند نقطة المنتصف،  ذلك بعد أن تخضع تماما لدائرة العقل.

ترتب عليه أن يواصل  مشوار شقائه الأزلي ، لعله يغترف من آباره كنوز ثروته التي بها يقدر أن يتجاوز حدود هذا القيد الذي يفرض معادلتي الفناء والبقاء.

قرر أن يستعيد صبره، راح يفكر على طريقة فاوست، أخضع نفسه لوثيقة التحدي، افترش جبروت شقائه المعرفي، ومضى لكي ينحت من الوجع أسطورة جديدة.

***

عقيل العبود

.................

* راجع اسطور فاوست، الميثولوجيا الاغريقية.

في المثقف اليوم