أقلام ثقافية

حيدر عبد الرضا: رواية أم بنيات قصص قصيرة!

لعل القارىء النهم إلى مجال الأدب الوسيط في أو ما يسمى بالعالم العمري الوسيط، يلاحظ أن الأدب الروائي كان أكثر حيوية وعضوية وفنية وجمالية من تمظهرات الرواية الحداثوية أو ما يطلق عليه حساسية الرواية الجديدة. أنا شخصيا لا أجد في هذه الروايات سوى ذلك الطابع البنائي من القصص القصيرة المجملة في سلم تتابعية تلصقية من مسرود يطلق عليه الرواية، في محاولة منها أي هذه الرواية إتباع الشكل النوعي من بنية تراصف الصفحات المعنونة إلى مجال خطية مفتعلة من الزمن الروائي، ولكن ليثق كل قارىء بأن ما يقرأ اليوم من حشود مصدرة بأسم الرواية، هي حقيقتها النوعية السردية، لا تتعدى بناء وأسلوب وإطار القصص القصيرة المجمعة في شكل سلس من التسمية للرواية، أين هذه الهزلات من روايات عبد الرحمن منيف وإبراهيم الكوني وتجارب أخرى من الأدب الروائي. أنا شخصيا ليس ضد ما ينمو في سلم تطور الحداثة الروائية، ولكن ضد هذه المهزلة التي صارت فيها القصص القصيرة تلصق في أشكال بنائية وتدعى إنها صناعة روائية ولا يمكن بخس شرعيتها في مجال تطورها الحداثوي: أي حداثة هذه قسرية. لقد زورتم دماء وروح الجسد الروائي، من خلال حكايات لها طابع ومزاج الأدب القصصي القصير ليس إلا. أنتم خلقتم في نصوصكم هذه رواية تحمل نكهة وطعم وظلال القصة القصيرة ليس إلا؟!.

***

رأي: حيدر عبد الرضا

في المثقف اليوم