أقلام ثقافية

توفيق التونچي: ‎ميغيل دي سيرفانتس ‎الرجل ذو اليد المبتور من ليبانتو

وُلِد الكاتب الاسباني ميغيل دي سيرفانتس في ألكالا دي إيناريس حوالي 29 سبتمبر 1547. كان والده جراحا و حلاقا، أي أنه عاش حياة متجولة بين المدن القشتالية المختلفة. استقرت عائلة ثيربانتس في مدريد عام 1566، وظهر اسمهم في عام 1568 في نهاية بعض المؤلفات حول وفاة إيزابيل دي فالوا، الزوجة الثالثة لفيليب الثاني. كان في إيطاليا عام 1569، وشارك هناك في معركة ليبانتو الشهيرة عام 1571، حيث هزم انذاك التحالف المقدس العثمانيين الأتراك، وفي هذه المعركة فقد الكاتب يده اليسرى. ومنذ ذلك الحين بات يُعرف بلقب "الرجل ذو اليد المبتورة من ليبانتو". يذكر ان عند عودته إلى وطنه، إسبانيا، تعرضت السفينة التي كانت تقله ويسافر على متنها لهجوم من قبل بعض القراصنة من البربر، وتم أسره ونقله إلى الجزائر العاصمة. حيث طالب الخاطفون فدية كبيرة، لم تحصل عليها الأسرة إلا بعد خمس سنوات. وحين عاد دي سيرفانتس إلى إسبانيا تزوج من الانسة (كاتالينا سالازار إي بالاسيوس)، والتي كانت تبلغ انذاك من العمر ثمانية عشر عامًا.

بحلول سن السادسة والثلاثين كان قد انتهى من كتابة رواية "لا جالاتيا"، وهي رواية جلبت له بعض المال. قرر في البدا أن يكرس نفسه لكتابة الكوميديا، وهو ما بدا أكثر ربحا في ذلك الوقت، ولكن على الرغم من أنه كتب عددًا لا بأس به من الكتب (حوالي ثلاثين)، إلا أنه لم يكتب سوى القليل منها للبحث والحصول على عمل وكسب قوته. لكن تم تعيينه جامعاً للضرائب، ولكن المصرفي الذي أعطاه بعض المال أفلس، وتم إرساله إلى السجن، حيث بقى في السجن لمدة خمسة اشهر حيث يعتقد أنه بدأ كتابة روايته الشهيرة عن دون كيخوت هناك.

الرواية دون كيخوت يحكي قصة رجل يمكن اعتباره عبقريا او مجنونا يدعي دون كيخوت من لامانشا بدأ بكتابتها 1605في مدريد. لقد حقق نجاحًا بعد نشره مباشرة ، ولكن دون اي ريع مالي لصاحبه، الذي واصل كتابة أعمال أخرى دون توقف. أربعة عشر عاما. تحكي قصة هذاً الرجل النبيل الذي أصيب بشىء من الجنون من كثرة قراءة روايات الفروسية. بدا يعتقد أنه فارس، فخرج مع حصانه القديم وصديقه (سانشو بانزا) السمين لحل مشاكل الأشخاص الذين التقى بهم، والأهم من ذلك، محاربة الظلم. أهدى نجاحاته إلى حبيبته زوجته دولسينيا ديل توبوسو. خلال رحلته، يواجه العديد من المغامرات والعديد من المصائب. وينتهي به الأمر دائمًا إلى ان يضرب ويجرح بشديد، كما حدث في مغامراته مع طواحين الهواء، والتي كان يعتقد أنها من العمالقة ويواجه الاعداء . وطبعا هناك حبيته زوجته التي يعشقها في صورة عاطفيةً وخياله كذلك. بعد العديد من المغامرات، يعود دون ألونسو كيجانو إلى منزله ليموت مع عائلته.

في عام 1614 ظهر الجزء الثاني من الرواية، كتبه شخص يدعى أفيلانيدا، الذي ادعى أنه استمرار للجزء الأول. انذاك أُجبر الكاتب ميغيل دي سيرفانتس ، الذي كان مريضًا بالفعل، على كتابة جزء ثانٍ من روايته دون كيخوت ليطلق عليه النسخة غير القانونية. صدر الجزء الثاني من الرواية الأصلية في عام 1615. وظل دي سيرفانتس يمارس الكتابة عملياً حتى يوم وفاته في 23 إبريل/نيسان 1616م في بيته بمدريد. يعتبر دي سيرفانتس الاسم الأكثر شهرة في عالم الأدب الكلاسيكي الإسباني وهناك معاهد تعليمية ومؤسسات باسمه كما يطلق اسمه على الشوارع والابنية وحتى على الفنادق.

***

د. توفيق رفيق التونچي

 

في المثقف اليوم