أقلام فكرية

النظرية التداولية: المفهوم والتصور (3)

ridowan alrokbi- جذور التداولية في التراث البلاغي العربي: إذا كانت نظرية التواصل اللساني تنطلق أساسا من معرفة كيف يتم التواصل، أكثر من معرفة ما يتم إيصاله، فهي رغم ذلك تفتح بابا مهما لمعرفة الطرائق والآليات والتقنيات التي تتم بها صياغة الأقوال، ومن ثمة فهي تدل على الكيفية التي يشتغل بها الذهن البشري لترتيب الأفكار والتعبير بها عن المشاعر والمعتقدات، و مدى تأثيرها في الآخرين.

وإذا كانت هذه الوظائف في غالبها؛ ترتبط بالمعنى الضمني وليس بالمعنى الحرفي الذي هو مجال النظريات التواصلية العلمية، فإن النظريات المعاصرة انفتحت على معطيات تجاوزت النقل الحرفي، إلى البحث في الخلفيات المعرفية والسياقية التي تحكم التواصل التفاعلي الايجابي بين المتكلمين والمستمعين، وهي معطيات تداولية تؤثث الفضاء التواصلي العام بمختلف العوامل المعرفية والسياقية...

وفي العقود الأخيرة من القرن العشرين، انكبت الدراسات والأبحاث على الجانب التواصلي، ومن بين الجوانب التي اهتم بها محللو الخطاب داخل نظرية التواصل، الجانب البلاغي، لما له من حضور فعال في كل الأنشطة الإنسانية؛ باعتبار الدرس البلاغي آلية رئيسة في تشكيل الخطاب لتحقيق تواصل مميز ومثمر.

واليوم نعيش عودة قوية للبلاغة، إنها تعرف حضورا متميزا في مشهد التواصل، وذلك عن طريق الإشكالات التي تضعها داخل الخطابات التي يتداولها الناس، ولذلك يرى ليتش Leitchأن البلاغة تداولية في صميمها، إذ أنها ممارسة الاتصال بين المتكلم والسامع، بحيث يحلان إشكالية علاقتهما مستخدمين وسائل محددة للتأثير على بعضهما.

وفي نفس الإطار يرى لوسبرج Lausberg أن البلاغة هي نظام له بنية من الأشكال التصورية واللغوية، يصلح لإحداث التأثير الذي ينشده المتكلم في موقف محدد. وعلى هذا الأساس فإن كل من البلاغة والتداولية تستعمل اللغة، باعتبارها أداة لممارسة الفعل على المتلقي[59].

إن الدرس البلاغي له ارتباط وطيد بالبعد الاستدلالي التداولي؛ الذي يقتضي تحليلا للسياقات والمواقف التي ترد فيها الأساليب البلاغية العربية، تبعا للاستدلال وطرق التأويل التي تقتضيها. فتصورات البلاغيين للظواهر اللغوية ومعالجتهم لمعانيها وفق الاستعمالات الاستدلالية؛ تعتبر مظهرا من مظاهر البعد التداولي في الدراسات الحديثة، وذلك لاشتمالها على دراسات ومباحث لغوية ترقى إلى ما يثار حديثا في الحقل اللساني في مستوياته النظرية المتنوعة والجديدة.

وفي تأملنا لتصورات البلاغيين العرب، نلاحظ أنهم ركزوا على مفهوم المعنى في أبحاثهم، وذلك وعيا منهم في إدراك أهمية السياق بشقيه اللفظي والاحتمالي؛ أي المقالي والمقامي، كما كان اهتمامهم بالدلالة في تحديد العلاقات بين أطراف الخطاب؛ بين المتكلم والمخاطَب؛ مع اهتمامهم بالألفاظ على أنها الوسيلة القصدية إلى معرفة مراد المتكلم، ولذلك اتجهوا باهتمام وعناية كبيرة إلى دراسة القرائن والمواقف الكلامية المتعلقة بظروف النص وملابسته من حيث الورود والدلالة، لما في ذلك من الكشف عن المعنى المقصود، وتدقيق مجاله في الوضع والاستعمال اللغوي، وما يرتبط به من تعلق معنوي في موضوع الحقيقة والمجاز، وغيرها من المواضيع التي تفسر اهتمام الدرس البلاغي العربي بالألفاظ اللغوية في شيوع تداولها في بيئات لغوية متعددة وفي سياقات محددة.

وتأسيسا على ما سبق كان الاهتمام البلاغي بمبادئ الاستعمال اللغوي، جانبا من جوانب"الاهتمام بالقوة التكلمية La force illocutionnaire في الدراسات التداولية الحديثة، وما يتعلق بهذه القوة التكلمية من دلائل الخطاب كالروابط الاستدلالية Les connecteurs argumentatif التي تؤدي معاني الحروف بعض أدوارها في ربط الخطاب بظروفه المعينة؛ مع انجاز الأغراض الاستدلالية باعتبارها وظيفة من وظائف النشاط التلفظي"[60].

إن دراسة عملية التواصل أو الاتصال قديمة، تعود جذورها إلى الدراسات التنظيرية الأولى عند الجاحظ... وأبي هلال العسكري... وحازم القرطاجني[61] وغيرهم، لكنها ذات طابع معياري؛ تهتم بأثر الناتج مباشرة عن الرسالة، والشروط التي تجعل الخطاب ناجحا، وفي هذا ملامح للتداولية الحديثة، فكما ركز هؤلاء المنظرون على المرسل والمتلقي والرسالة وعملية التأثر والقصد ونوايا المتكلم والفائدة من الكلام والإفهام... فإنها أيضا تعد جوهر النظرية التداولية.[62]

وعلى هذا الأساس ذهب الأستاذ محمد العمري إلى أن التداولية بعد جاحظي* في أساسه قائلا: "إن هذا البعد هو أحد الأبعاد الأساسية في البلاغة العربية، وهو بعد جاحظي في أساسه. وأن تخلي البديعيين عنه في مرحلة لاحقة أدى إلى اختزال البلاغة العربية وتضييق مجالها. وتحظى نظرية التأثير والمقام حاليا بعناية كبيرة في الدراسات السميائية، ومن ثم الشروع في إعادة الاعتبار إلى البلاغة العربية تحث عنوان جديد: هو التداولية[63].

إن ندرة الدراسات العربية المتخصصة والموصلة للمنهج التداولي**لا تعني غيابها تماما في الدراسات القديمة بصورة عامة، إذ وردت في صور مبثوثة ومعالجات متفرقة بقصد أو بغير قصد، من خلال طرق العرض المتفاوتة، أو انطلاقا من ضرورة النهج اللغوي نفسه، أو من ضرورة المعالجة التي يستدعيها إنتاج الخطاب أو تأويله بشتى ضروبه ومختلف ميادينه.

ومن ذلك ما تطرق له القدامى في المؤلفات اللغوية بصورة عامة، فمثلا البيئة النحوية قد أولت للظواهر التداولية كبير اهتمام " فركزت على ظروف الخطاب؛ ومقاصد المتخاطبين وعلاقتهم، وأشارت إلى أن تفسير الظواهر اللغوية تفسيرا كافيا، لا يتحقق دون إقحام العناصر المقامية في التحليل."[64] وهذا ما حدا بالغزالي إلى تحديد مفهوم النحو حسب الوظيفة التداولية التي يؤديها. فعرفه بأنه العلم الذي " يفهم به خطاب العرب وعاداتهم في الاستعمال، إلى حد يميز بين صريح الكلام وظاهره ومجمله وحقيقته و مجازه وعامه وخاصه ومحكمه ومتشابهه ومطلقه ومقيده ونصه وفحواه..."[65]

ويبين الإمام الشاطبي أن سيبويه ضَمَّنَ كتابه مقاصد العرب في خطابها، وأنحاء تصرفاتها ولم يقتصر فقط على بيان أن الفاعل مرفوع يقول: " وكتاب سيبويه يتعلم منه النظر والتفتيش، والمراد بذلك أن سيبويه وإن تكلم في النحو فقد نبه في كلامه على مقاصد العرب و أنحاء تصرفاتها في ألفاظها و معانيها، ولم يقتصر فيه على بيان أن الفاعل مرفوع والمفعول منصوب ونحو ذلك، بل هو يُبين في كل باب ما يليق به، حتى أنه احتوى على علمي المعاني والبيان ووجوه تصرفات الألفاظ والمعاني[66].

كما اقتضت الحاجة في دراسات الأصوليين إلى الإلمام بأدوات المنهج التداولي والياته، واعتبار متطلباته السياقية واستحضارها، كون دراستهم قائمة أساسا على البحث في خطابات متنوعة ذات سياقات مختلفة، من هنا كانت هذه الدراسات من أبرز الدراسات القديمة التي عالجت بعض جوانب المنهج التداولي. مثل ما يتعلق بإنتاج المعنى وتأويله وشروط ترجيح معنى آخر.

أما البلاغة العربية فقد أولت للظواهر التداولية اهتماما كبيرا، حيث ركزت على ظروف الخطاب، ومقاصد المتخاطبين وعلاقتهم، وأشارت إلى أن تفسير الظواهر اللغوية تفسيرا كافيا لا يتحقق دون إقحام العناصر المقامية التداولية في التحليل. على أساس أنهم نظروا إلى اللغة على أنها" ظاهرة اجتماعية، وأنها شديدة الارتباط بثقافة الشعب التي يتكلمها، وأن هذه الثقافة في جملتها يمكن تحليلها بواسطة حصر أنواع المواقف الاجتماعية المختلفة التي يسمون كل منها كلاما، وكان من رأي البلاغيين أن لكل مقام مقالا، لأن صورة المقال تختلف في نظر البلاغيين بحسب المقام.[67]

وفي تأملنا لكتابات عبد القاهر الجراحي – أسرار البلاغة و دلائل الإعجاز– نجده يبسط فيهما نظريته في تأليف الكلام والمُسماة بنظرية النظم، قائلا " معلوم أن ليس النظم سوى تعليق الكلم بعضها ببعض، وجعل بعضها بسبب من بعض[68]." وحتى تتبين هذه النظرية يمكن رصدها في مستويات ثلاث تؤلف الدرس البلاغي عند الجرجاني.

- المستوى النفسي: وهو ما تقتضيه النفس من نظم للكلم بحسب تربيتها فيها يقول الجرجاني موضحا ذلك: " فأما نظم الكلم فليس الأمر فيه كذلك، لأنك تقتفي في نَظمِها أثار المعاني، وتُرتِّبُها على حسب تَرَتُّبِ المعاني في النفس[69]."

- المستوى النحوي: وهو المستوى الذي ترتبط فيه أجزاء الكلام بمجموعة من العلاقات النحوية، أو يعلق بعضها ببعض، يقول موضحا ذلك: " لا نظمَ في الكَلِمِ ولا ترتيبَ حتى يُعلَّق بعضها ببعض، ويُبنى بعضها على بعض، وتُجْعَل هذه بسببٍ من تلك... فبنا أن ننظر إلى التعليق فيها والبناء وجعل الواحدة منها بسبب من صاحبتها، ما معناه وما محصوله؟. وإذا نظرنا في ذلك علمنا أن لا مَحصُول لها غير أن تعمد إلى اسم فتجعله فاعلا لفعل أو مفعولا، أو تعمد إلى اسمين فتجعل أحدهما خبراً عن الآخر...[70] "

- المستوى التداولي: وهو المستوى موضوع الدراسة. ففي هذا المستوى يؤكد الشيخ عبد القاهر على ضرورة الاستعانة بالآليات التداولية غير اللسانية في التحليل، من مثل العناية و الاهتمام و الأغراض و المقاصد و مراعاة الظروف و الملابسات التي تحيط بالكلام، فبذلك يَحسُنُ الكلام و تكون المزية، لان المعاني و التراكيب تتعدد بتعدد المقامات، ذلك أنه كلما تعددت المقامات، تباينت المعاني واقتضت تراكيب تناسبها، وهي التي سُميت مقتضيات الأحوال.

وعلى هذا الأساس فلمعرفة المعنى المقصود، يجب استدعاء سياقات ومقامات الكلام باعتبارها محددات ومخصصات له، فالمعاني لا تتحدد إلا بحسب سياقها.

يقول الجرجاني موضحا أهمية الاستعانة بالعوامل التداولية، أثناء حديثه عن حقيقة التقديم والتأخير" واعلم أنا لم نَجدهُم اعتمدُوا فيه شيئا يجري مجرى الأصل، غير العناية والاهتمام..... و قد وقع في ظنون الناس أنه يكفي أن يُقال: إنه قدم للعناية، ولأن ذِكْرَه أهم، من غير أن يُذْكَر، من أين كانت تلك العنايةُ؟ وبِمَ كان أهمَّ.... وكذلك صنعوا في سائر الأبواب، فجعلوا لا ينظرون في الحذف والتكرار و الإظهار،والإضمار والفصل و الوصل، ولا في نوع من أنواع الفروق والوجوه، إلا نظرَك فيما غيرُه أهمُّ لك[71]" .

ويتحدث السكاكي عن مستويات ثلاثة للتحليل قائلا:" وإنما أغنت هذه لأن مثارات الخطأ إذا تفحصتها ثلاثة: المفرد، و التأليف، و كون المركب مطابقا لما يجب أن يتكلم به[72]". و في المستوى الأخير، أي المستوى المقامي، يُعرف السكاكي علم المعاني بقوله "اعلم أن علم المعاني هو تتبع خواص تراكيب الكلام في الإفادة و ما يتصل بها من الاستحسان و غيره ليحترز بالوقوف عليها عن الخطأ في تطبيق الكلام على ما يقتضي الحال ذكره[73]." كما يعرف علم البيان بقوله: "وأما علم البيان، فهو معرفة إيراد المعنى الواحد في طرق مختلفة بالزيادة في وضع الدلالة عليه بالنقصان ليحترز بالوقوف على ذلك عن الخطأ في مطابقة الكلام لتمام المراد منه[74] .

و يظهر جليا من هذه النصوص أن البلاغة العربية تؤكد على ضرورة حضور مراعاة المتكلم لمقام التكلم، أو مطابقة الكلام لتمام المراد منه، على اعتبار أن المقام هو الذي يقتضي تركيبا و يرفض آخر، و في هذا يؤكد السكاكي أن لكل مقام مقال، قائلا : لا يخفى عليك أن مقامات الكلام متفاوتة، فمقام الشكر يُباين مقام الشكاية... ثم إذا شرعت في الكلام، فلكل كلمة مع صاحبتها مقام، و لكل حد ينتهي إليه الكلام مقام، و ارتفاع شأن الكلام في بيان الحُسن و القبول وانحطاطه في ذلك بحسب مصادفة الكلام لما يليق به، وهو الذي نسميه مقتضى الحال...[75].

وفي مراعاة المتكلم لمقتضيات الخطاب التداولية يقول إبراهيم بن المدبر:" وأدر الألفاظ في أماكنها وأعرضها على معانيها، وقلبها على جميع وجوهها حتى تقع موقعها، ولا تجعلها قلقلةً نافرة، فمتى صارت كذلك هجنت المَوضِع الذي أردت تحسينه، وأفسدتْ المكان الذي أردتَ إصلاحه، واعلم أن الألفاظ في غير أماكنها والقصد بها الى غير مَظانها كترقيع الثوب، الذي إذا لم تتشابه رِقاعه، ولم تتقارب أجزاؤه خرج عن حد الجدة وتغير حُسنه."[76]

واعتبار المقام محددا لفهم المعنى المقصود، غير مقصور كما قلنا على البيئة البلاغية، بل هو عام في جل الأوساط الفكرية والمعرفية التراثية، ولهذا نجد الشافعي في رسالته قد أشار إلى هذا المعنى، بأن الله خاطب العرب في كتابه بلسانها على ما يعرف من معانيها، ثم ذكر مما يعرف من معانيها اتساع لسانها، وأن تخاطب بالعام مراد به ظاهره، وبالعام يراد به العام ويدخله الخصوص، ويستدل على ذلك ببعض ما يدخله في الكلام، وبالعام يراد به الخاص ويُعرف بالسياق[77].

ويبين حازم القرطاجني بعد تقسيمه المعاني إلى صنفين، أن هذه المعانيمتعلق بعضها ببعض، ومرتبطة بكيفية مآخذ مواقعها وضروب تصرفها. قائلا: " فقد تبين بهذا أن المعاني صنفان: وصف أحوال الأشياء التي فيها القول، ووصف أحوال القائلين أو المقول على ألسنتهم، وأن هذه المعاني تلتزم معاني آخر تكون متعلقة بها وملتبسة بها، وهي كيفيات مآخذ المعاني ومواقعها من الوجود أو الغرض أو غير ذلك ونسب بعضها إلى بعض، ومعطيات تحديداتها وتقديراتها، ومعطيات الأحكام والاعتقادات فيها ومعطيات كيفيات المُخَاطبة[78]."

فحازم لا يعتبر الكلام الذي لا يدل على معنى كلاما. حيث يشير إلى فكرة القصد، إذ يجعل الفائدة المتداولة بالقصد. فالكلام الذي يكون دليلا على المعنى، يشكل أساس الدراسات اللسانية الحديثة، والتفاهم الذي قصده حازم هنا هو تحقيق التواصل، وهذا يدخل في نطاق التداولية التواصلية. فحازم هنا يتفطن للبعد التداولي في العملية التواصلية.

إن هذا التصور النقدي للتواصل الشعري متطور جدا، ويعكس عُمقا في النظرة ووعيا بعناصر التجربة الشعرية، باعتبارها تجربة لغوية نفسية يكتنفها إطار اجتماعي ومقام خارجي تؤثر فيه وتتأثر به[79].." إضافة إلى القصد والمنفعة والإفهام يشير حازم إلى قضية التأثير بين المتكلم والمتلقي، ويرى أنه ضروري في العملية التواصلية يقول: بأنه يجب أن يكون المتكلم يبتغي إما إفادة المخاطب والاستفادة منه. " لأنه من شروط البلاغة والفصاحة حسن الموقع من نفوس الجمهور. [80]".

 

على سبيل الختم:

من خلال ما تقدم ذكره – ولو بإيجاز شديد- حول جذور التداولية ، نلاحظ أن التداولية لها حضور قوي، وقديم جدا في التراث العربي، لا يقل عنه في التراث الغربي. هذا ونستطيع أن نسجل – وبدون مجازفة – أن في التراث اللغوي العربي من الالتفات إلى المفاهيم التداولية واستثمارها، ومن التنبيه إلى كبير دور اعتمادها في متابعة الظواهر الخطابية تركيبا ودلالة، إنتاجا وتأويلا، ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة، وأن القيام على هذا الأمر ليحتاج إلى الجلد في المتابعة والمساءلة، والرغبة في جمع الشمل ولم الشتات، والثقة بالذات لأجل إعادة بنائها[81].

ومن أجل الوصول إلى ذلك المُبتغى، سنسلك طريقين متوازيين:

أولهما: أن نقبل على تراثنا القديم، ننفض عنه غبار الزمن و نجلو ما في معدنه من أصالة، ونقدمه في لغة العصر، ونجعل ذلك قاعدة الانطلاق إلى بناء شخصيتنا في الحاضر، كما كانت في الماضي، مستقلة متميزة الذات والملامح.

ثانيهما: أن نقبل على كل جديد في الآداب العالمية، نلقح به آدابنا لنزيدها قوة وفتوة طالما كان هذا الجديد صالحا للتلقيح والإمداد بالقوة والفتوة. بحيث يتفاعل معها ويذوب فيها مع الأيام، وكذلك فعل أسلافنا – رحمة الله عليهم- من قبل، تلقفوا ثقافات اليونان والفرس، وصهروها في ثقافتهم صهرا حتى ذابت فيها بعد قليل، فأصبحوا أحق بها من أهلها. وتلك طبيعة الأقوياء.

ونحن إذ نروم في هذا العمل استجلاء ملامح التصور التداولي، فإننا نسعى إلى الإسهام في إحياء البلاغة العربية والعودة بها إلى عهد الازدهار. وذلك بجعلها شأنا يوميا.

وهذا الأمر لن يتحقق إلا إذا حاولنا تأثيث البيت البلاغي، وذلك بمحاولة تجاوز التقسيمات والتحديدات المنطقية التي جعلت من البلاغة علما جافا، أي تخليص البلاغة من براثن المنطق، وإقرارها في ساحة الفن، وباحة الوجدان أي " تحقيق فنية البلاغة، والانتهاء بها إلى أن تكون فن القول[82]" أي البحث عن بلاغية البلاغة. وكذلك محاولة تجاوز الوظيفة التقريرية المعيارية التي اصطبغت بها البلاغة العربية؛ يوم أن خرجت من أحضان النقد، وأصبحت علما ينتج قواعد يجب احترامها.

 

لائحة المصادر والمراجع

 

1-الاستدلال في معاني الحروف دراسة في اللغة والأصول: أحمد كروم. المطبعة والوراقة الوطنية المغرب الطبعة الأولى 2000.

2- أسرار البلاغة: عبد القاهر الجرجاني.(474هـ) تحقيق محمود محمد شاكر. مطبعة المدني مصر الطبعة الأولى 1412/1991 .

3- إعلام الموقعين عن رب العالمين: ابن القيم الجوزية.(751هـ) د- ت

4- البحث الدلالي عند الأصوليين: محمد يوسف حبلص. مكتبة عالم الكتب الطبعة الأولى 1991.

5- بدائع الفوائد: ابن القيم الجوزية.(751هـ) دار الفكر(د،ط) (د، ت).

6- البرهان في أحكام القران: بدر الدين الزركشي.(794هـ) خرج حديثه وقدم له وعلق عليه مصطفى عبد القاهر عطا. دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1988

7- البلاغة الجديدة بين التخييل والتداول: محمد العمري. إفريقيا الشرق 2005.

8- البلاغة والأسلوبية نحو نموذج سميائي لتحليل النص: هنريش بليت. ترجمة محمد العمري. دار إفريقيا الشرق البيضاء 1999.

9- البلاغة تطور وتاريخ: شوقي ضيف. طبعة دار المعارف د- ت.

10- بلاغة الخطاب وعلم النص: صلاح فضل. عالم المعرفة العدد 164/1992.

11-البلاغة العربية أصولها وامتداداتها: محمد العمري. إفريقيا الشرق المغرب 1999.

12- تاج العروس من جوهر القاموس: السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي(1205هـ). تحقيق عبد العزيز مطر. دار الهداية للطباعة والنشر والتوزيع.

13- تجديد المنهج في تقويم التراث: طه عبد الرحمن. المركز الثقافي العربي الطبعة الثانية.د – ت

14- تحليل الخطاب: جون براون، جون بول ترجمة مصطفى الزليط ومنير التريكي. النشر العلمي والمطابع جامعة الملك سعود الرياض 1418/1997.

15- التعريفات: الشريف الجرجاني.(816هـ) دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الأولى 1403/1983.

16- تهذيب اللغة: لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري.(370هـ) تحقيق عبد السلام هارون محمد علي النجار. دار القومية العربية للطباعة 1384/1964.

17- جمع الجوامع: تاج الدين عبد الوهاب بن السبكي.(771هـ) دار الفكر دون طبعة دون تاريخ

18- جمهرة اللغة: ابن دريد.(321هـ) دار صادر بيروت لبنان الطبعة الأولى 1944.

19- الحوار ومنهجية التفكير النقدي: حسان الباهي. إفريقيا الشرق الطبعة الأولى 2004.

20- خطابات الحداثة: مانويل مارياكاريلو. ترجمة إدريس كثير وعز الدين الخطابي. منشورات ما بعد الحداثة الطبعة الأولى 2001.

21- النص والسياق استقصاء البحث الدلالي والتداولي: فان دايك. ترجمة عبد القادر قنيني. إفريقيا الشرق 2000.

22- دراسات في نحو اللغة العربية الوظيفي: احمد المتوكل. منشورات دار الثقافة البيضاء الطبعة الأولى 1406- 1986

23- دلائل الإعجاز: عبد القاهر الجرجاني(474هـ). تحقيق محمود محمد شاكر. مكتبة الخانجي القاهرة الطبعة الخامسة 1424/2004.

24- سر الفصاحة: ابن سنان الخفاجي(466هـ). تعليق علي فودة. مكتبة الغانجي القاهرة الطبعة الأولى 1932.

25- علم لغة النص (المفاهيم والاتجاهات).سعيد بحيري. مكتبة ألا نجلو المصرية الطبعة الأولى 1993.

26- علم النص مدخل متداخل الاختصاصات: فان دايك. ترجمة سعيد بحيري. الطبعة الأولى دار القاهرة للكتاب مصر د- ت.

27- علوم البلاغة: احمد مصطفى المراغي. دار القلم بيروت لبنان الطبعة الأولى 1990.

28- العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقدهابن رشيق القيرواني(456هـ).حققه وفصله وعلق على حواشيه محمد محي الدين عبد الحميد. دار الجيل بيروت لبنان الطبعة الرابعة 1972.

29- الفروق في اللغة: أبو هلال العسكري(390هـ). ضبط وتحقيق حسام الدين القدسي. دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الأولى 1401/1981.

30- في أصول الحوار وتجديد علم الكلام: طه عبد الرحمن. المركز الثقافي العربي الطبعة الثانية، 2000.

31- قراءة جديدة في البلاغة الغربية: رولان بارت. ترجمة عمر أوكان. إفريقيا الشرق 1994.

32- القاموس المحيط: مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزابادي.(816هـ) دار الفكر بيروت 1403/ 1983.

33- كشاف اصطلاحات الفنون: محمد علي الفاروقي التهانوي. حققه لطفي عبد البديع. ترجمة النصوص الفارسية عبد النعيم محمد حسنين. راجعه أمين الخولي. مكتبة النهضة المصرية 1382/1963.

34- الكليات معجم المصطلحات اللغوية: أبو البقاء أيوب بن موسى الحسيني الكفوي.(1094هـ) تحقيق عدنان درويش ومحمد المصري. دار الكتاب الإسلامي القاهرة الطبعة الثانية 1913/1992.

35- لسان العرب: ابن منظور.(711هـ) إعداد وتصنيف يوسف خياط. تقديم الشيخ عبد الله العلايلي. دار لسان العرب بيروت د- ت.

36- اللسان والميزان أو التكوثر العقلي: طه عبد الرحمن. المركز الثقافي العربي الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 1998.

37- لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب: محمد خطابي. المركز الثقافي العربي الطبعة الأولى 1991.

38- واللغة العربية نماذج تركيبية دلالية: عبد القاهر الفاسي الفهري. دار توبقال للنشر الدار البيضاء الطبعة الثانية 1993.

39- اللسانيات و منطق اللغة الطبيعية: جورج لايكوف. ترجمة عبد القادر قنيني. إفريقيا الشرق 1991.

40- أبي بكر الرازي.((660هـ) عني بترتيبه محمود خاطر بك. دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع طبعة 1401/1981.

41- مختصر الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية: ابن القيم الجوزية.(751هـ) اختصره محمد الموصلي. دار الكتب العلمية بيروت د- ت.

42- المعجم الفلسفي بالألفاظ العربية والفرنسية والانجليزية واللاتينية: جميل صليبا. بيروت الطبعة الأولى 1971.

43- المعجم الوسيط: مجمع اللغة العربية.قام بإخراجه إبراهيم مصطفى واحمد حسن الزيات و حامد عبد الغفار ومحمد علي النجار. إشراف عبد السلام هارون. دار إحياء التراث العربي بيروت د- ت.

44- مفتاح العلوم: السكاكي.(626هـ) ضبطه وكتب هوامشه وعلق عليه نعيم زرزور. دار الكتب العلمية لبنان الطبعة الثانية 1407/1987.

45- المقاربة التداولية: فرانسوا أرمينكو. ترجمة سعيد علوش. المؤسسة الحديثة للنشر والتوزيع الطبعة الأولى 1987 .

46- مقاييس اللغة: ابن الحسن احمد بن فارس بن زكرياء.(395هـ) تحقيق عبد السلام هارون. دار الفكر بيروت لبنان.

47- منهاج البلغاء وسراج الأدباء:حازم القرطاجني(684هـ) تحقيق محمد الحبيب بن الخوجة. دار الغرب الإسلامي بيروت الطبعة الثانية 1981.

48- الموافقات في أصول الشريعة: أبو إسحاق الشاطبي.(790هـ) ضبطه محمد عبد الله دراز. المكتبة التجارية الكبرى مصر 1395/1975 .

49- النظرية التأويلية عند ريكور: حسن بن حسن. دار تينمل للطباعة والنشر طبعة الأولى مراكش 1992.

2 ـ الرسائل الجامعية:

 

50- الاستفهام في اللغة العربية دراسة دلالية تداولية: بنعيسى ازابيط رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا جامعة سيدي محمد بن عبد الله كلية الآداب ظهر المهراز فاس 1997/1998.

51- إشكالية التواصل والحجاج مقاربة تداولية معرفية: عبد السلام عشير أطروحة دكتوراه كلية الآداب ظهر المهراز فاس 2000.

52- التواصل بين القصد والاستقصاد مقاربة تداولية لفاعليتي التدليل والتأويل: عبد العزيز بنعيش أطروحة دكتوراه كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز فاس 2003/2004.

53- مقاربات نظرية في تأويل النص وتحليل الخطاب في الأدب العربي القديم:رضوان الرقبي رسالة دبلوم الدارسات العليا المعمقة جامعة ابن زهر اكادير 2003.

3 ـ المقــالات

54- التداولية وتحليل الخطاب الأدبي مقاربة نظرية: راضية خفيف بوبكري. مجلة الموقف الأدبي العدد 399 تموز 2004.

55- الدلاليات والتداوليات أشكال الحدود: طه عبد الرحمن. مجلة البحث اللساني والسميائي سلسلة ندوات مناظرات العدد 2/3/4 رقم 6 / 1981 .

56- رسالة في المنطق الاستدلالي الحجاجي والطبيعي ونماذجه: طه عبد الرحمن. مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط العدد 12/1986.

57- مقاربات نظرية في مظاهر الربط الحجاجي لبنية الاقتضاء: احمد كروم. مجلة عالم الفكر العدد3 المجلد 32 يناير مارس 2004.

58- نظرية المقاصد بين حازم ونظرية الأفعال اللغوية المعاصرة: محمد أديوان. مجلة الوصل معهد اللغة والآداب العربي تلمسان العدد الأول 1994.

 

 

 

 

[1] اللغة العربية معناها ومبناها: ص 337.

* نتذكر تعريف التداولية التي يتبناها الباحثان، وهي أن التداولية دراسة خضوع القضايا للسياق، فالاقتضاء الأولي لهده التداولية هي وجود مفهوم بسيط ووحيد للسياق، لان السياق الذي تخضع إليه الجمل هو الذي يستعمل في تحليل أفعال اللغة، والذي يعبر من خلاله عن قواعد منطق المحادثة.

[2] النص والسياق: فان دايك ص 258.

[3]لسان العرب: ابن منظور إعداد وتصنيف يوسف خياط تقديم الشيخ عبد الله العلايلي .مادة (دول). دار لسان العرب بيروت.

[4]المعجم الوسيط: مجمع اللغة العربية. مادة (دول).دار إحياء التراث العربي بيروت.

[5]تجديد المنهج في تقويم التراث: طه عبد الرحمن ص 244 المركز الثقافي العربي. الطبعة الثانية. (د.ت).

[6]الدلاليات والتداوليات: أشكال الحدود: طه عبد الرحمن ص299 مجلة البحث اللساني والسميائي عدد 2-3-4 1981 سلسلة ندوات ومناظرات رقم 6 كلية الآداب الرباط.

[7]نفسه: ص299

[8]المقاربة التداولية:ص50 فرانسواز أرمينيكو.ترجمة سعيد علوش. المؤسسة الحديثة للنشر و التوزيع الطبعةالأولى1987.وهناك مجموعة من الأسباب تقف وراء الاهتمام بالتداولية مؤخراً . بعضها تأريخي وبعضها غير ذلك ؛ فقد بدأ الاهتمام بها باعتبارها ردة فعل على معالجات تشومسكي للغة بوصفها أداة تجريدية أو قدرة ذهنية قابلة للانفصال عن استعمالاتها ومستعمليها ؛ والسبب الآخر هو التوصل إلى قناعة مفادها أن المعرفة المتقدمة بالنحو والصوت والدلالة لم تستطع التعامل مع ظواهر معينة ذات أهمية بالغة ؛ و يمكن اعتبار الإدراك المتزايد بوجود فجوة بين النظريات اللسانية من جهة ودراسة الاتصال اللغوي من جهة أخرى سبباً آخر في الاهتمام بالتداولية . ومن الأسباب الأخرى ، اتجاه معظم التفسيرات اللسانية لتكون داخلية بمعنى أن السمة اللغوية تُفسر بالإشارة إلى سمة لغوية أخرى أو إلى جوانب معينة من داخل النظرية ، وظهرت الحاجة إلى تفسير ذي مرجعية خارجية وهنا ظهرت الوظيفية اتجاهاً ممهداً للتداولية .

 

[9]الخطاب والسياق استقصاء البحث في الخطاب الدلالي و التداولي :فان دايك:.ترجمة عبد القادر قنيني ص255 إفريقيا الشرق 2000.

[10] لقد سارت التداولية منذ ذلك الوقت في اتجاهين هما: الدراسات اللسانية و الدراسات الفلسفية. ففي الاتجاه الأول استعملت التداولية بوصفها جزءً من السيميائية اللسانية وليس بعلاقتها بأنظمة العلامات عموماً . وما يزال هذا المنحى اللساني قائماً لحد الآن في اللسانيات الأوربية ، أما في الدراسات الفلسفية وخصوصاً في إطار الفلسفة التحليلية ، فقد خضع مصطلح التداولية إلى عملية تضييق في مجاله . وقد كان للفيلسوف و المنطقي كارناب دوره، فقد ساوى بين التداولية و السيمياء الوصفية.

* لقد وجه الكثير من النقد إلى التداولية، إذ كان النقد التقليدي ينعتها بانها لا تمتلك قوة تصورية واضحة في اللسانيات، ولذلك اقترنت التداولية آنذاك باستعارة معروفة عند الدارسين وهي أن التداولية" صندوق القمامة" للسانيات حيث يرمى فيها كل مالا يمكن دراسته ضمن مبادئ اللسانيات آنذاك وهو الفونولوجيا (الصوتيات) وعلم الدلالة والنحو (التركيب)، ومن بين النقاط أن التداولية وبخلاف النحو الذي يستند إلى قواعد محددة، مبهمة المبادئ حيث أن هذه المبادئ غير قادرة على إقناع الناس بحدود السياق الذي يؤخذ بنظر الاعتبار لتحديد المعاني الممكنة لملفوظ ما. وهناك نقد متطرف يقول أن التداولية ليست مبحثاً مستقلاً طالما أن علم الدلالة هو الذي يدرس المعنى.

[11] لقد كان تعريف موريس محفزاً و سبباً للنهوض بمجموعة من الدراسات تضمنت دراسة الظواهر النفسية والاجتماعية الموجودة داخل أنظمة العلامات بشكل عام أو داخل اللغة بشكل خاص ، ودراسة التصورات التجريدية التي تشير إلى الفاعلين) أحد مفاهيم كارناب ) ، ودراسة المفردات التأشيرية والدراسات الانكلو أمريكية في اللسانيات وفلسفة اللغة.

[12]Moris (ch):fondements de la théorie du signe trad. guérette la traverse et paillet in langages N° 35 Larousse Sep 1974 P :17.

[13]المقاربة التداولية: ص 12

[14] Leitch ( G):principles of pragmatics Longman : 1983 England p.6

[15]المقاربة التداولية: ص 12

[16]المقاربة التداولية: ص 13

[17]الخطاب والسياق استقصاء البحث في الخطاب الدلالي و التداولي: ص 256

[18] Levinson: pragmatics is one of those words.( Societal and cognitive are others...) 1985نقلا عن الاستفهام في اللغة العربية دراسة دلالية تداولية : بنعيسى ازابيط: ص 64-65 رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا جامعة سيدي محمد بن عبد الله ظهر المهراز فاس لموسم 1997-1998.

[19]علم النص مدخل متداخل الاختصاصات::فان دايك: ص 114 ترجمة سعيد بحيري الطبعة الأولى دار القاهرة للكتاب مصر.

[20] ينظر: التواصل بين القصد والاستقصاد مقاربة تداولية لفاعليتي التدليل والتأويل: عبد العزيز بنعيشص35 أطروحة لنيل دكتوراه الدولة. كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز فاس 2003/2004.

[21]الاستفهام في اللغة العربية دراسة دلالية تداولية: بنعيسى ازابيط: ص 67-68

[22]ينظر المقاربة التداولية: ص 11

[23]المقاربة التداولية: ص 13-14 بتصرف

[24]المقاربة التداولية: ص 52 بتصرف

[25] Elued :la pragmatique linguistique nathon France 1985 p 5

[26]الاستدلال في معاني الحروف دراسة في اللغة والأصول: أحمد كروم ص186 المطبعة والوراقة الوطنية المغرب. الطبعة الأولى 2000.

[27] تتمثل أطروحة هؤلاء الفلاسفة الذين يلتقون في نطاق الفلسفة الوضعية، في ضرورة إيجاد لغة مثالية في مجال الفلسفة والمنطق شبيهة بلغات العلوم الحقة، تكون قادرة على التعبير عن كل القضايا الفلسفية والمنطقية بشكل دقيق وواضح، وكان دافعهم إلى ذلك ما لاحظوه في اللغة العادية من لبس دلالي وقصور ناتجين عما تعرفه هذه اللغات من ظواهر مثل الترادف والاشتراك اللفظي.... وإمكان تغير معاني المفردات والتراكيب بتغير مقامات استعمالها أو مستعمليها.

[28]الحوار ومنهجية التفكير النقدي: حسان الباهي ص 123 إفريقيا الشرق المغرب الطبعة الأولى 2004.

[29]الحوار ومنهجية التفكير النقدي: ص123

[30] للتوضيح أكثر ينظر: Austin: How to do things with words University press Oxford 1962.

[31] وعلى أساس هذا المبدأ يجب تبرير أقوال المتخاطبين وتصرفاتهم بالإقرار بما يلي:

1 صدق وليس كذب فعلك لأشياء تعتقد أنها واقعية ومتحققة.

2 صدق وليس كذب بعض الشروط الممكن تنفيذها أو تحصيلها بتطبيق القواعد.

3 صدق وليس كذب بعض الشروط التي تحصل عليها، خصوصا ما تعلق بأمور نفكر فيها.

4 صدق وليس كذب أنني ملتزم بفعل بعض الأمور.

22 الحوار ومنهجية التفكير النقدي: ص 124

[33]voire: Grice...meaning the philosophical Review. 1957

[34]الحوار ومنهجية التفكير النقدي: ص125

[35] voire: Speech acts Cambridge university press Cambridge mass 1969

[36]Voire:Wittgenstein l. philosophical Investigations Oxford 1953

[37]Voire:Leitch J. the principles of pragmatics Longman 1983

[38]الحوار ومنهجية التفكير النقدي: ص 126

[39] François Flahault: le fonctionnement de la parole remarques à partir marines de Grice communications .30 1979 Seuil .p.73

[40] Grice : Logique et conversation. Communications 30/ 1979. pp.57.58

[41]Logique et conversation p.60

[42]المقاربة التداولية: ص 71

[43] لقد استعمل غريس هذا المبدأ من خلال أربع حكم اقتبس فيها التوزيع والتسمية من جدول الإحكام عند كانط،وهي تخص المبدأ المعني، بحسب الأبواب المعروفة عند كانط باعتبارها أبوابا رئيسية في أحكامنا وهي: 1 حكة كمية: اجعلوا خطابكم أكثر غنى بالإخبار على إلا يتعدى ذلك حده، ليصبح هدفا للتواصل.2: حكمة كيفية: لا تقل ما تعتقد في خطئه، ولا تفتقد البراهين الكافية عنه. 3 حكمة العلاقة: كن دقيقا. 4 حكمة الصيغة: كن واضحا دون التباس وموجزا ومنظما .وبهذا نحصل على حكمة إخبارية محضة، وحكمة إخلاص، وحكمة دقة، وحكمة التصرف الجيد.المقاربة التداولية: ص72.

[44]Logique et conversation p.62

[45]في أصول الحوار وتجديد علم الكلام: طه عبد الرحمن. ص 104

[46]Logique et conversation p65

[47]الحوار ومنهجية التفكير النقدي: ص 129

[48]Logique et conversation p70

[49] التواصل بين القصد والاستقصاد: ص 202

[50]اللسان والميزان أو التكوثر العقلي: طه عبد الرحمن: ص 97

[51]نفسه: ص 98

[52]نفسه: ص 97

[53]Logique et conversation p.71-72

[54]اللسان والميزان: طه عبد الرحمن: ص 234

[55]الحوار ومنهجية التفكير النقدي: ص 131

[56] Deirdre Wilson et Dan Sperber: Remarques sur l’interprétation des énoncés selon Paul Grice communications 30 (1979) p.96

* وعن الملاءمة الكمية لا باس أن نورد نصا للجاحظ يشير فيه إلى انه " إنما وقع النهي على كل شيء جاوز المقدار ووقع اسم العي على كل شيء قصر عن المقدار، فالعي مذموم والخطل مذموم".البيان والتبيين: 1/202 فالجاحظ يحدد في هذا النص ضرورة مراعاة المتكلم المقدار المناسب لكي يتحقق التواصل الفعال. بل إن من التعاريف المقدمة للبلاغة أنها : " حسن الاقتضاب عند البداهة والغزارة يومَ الإطالة ". البيان والتبيين: 1/87 وبهذا تكون البلاغة العربية قد راعت مبدأ الملاءمة في الخطاب لكي تتحقق العملية التواصلية، بين المتكلم والمخاطب.

[57]اللسان والميزان: طه عبد الرحمن. ص 243

[58] ينظر تفريع هذه القواعد في: اللسان والميزان: طه عبد الرحمن. ص 249-253

[59] ينظر علم النص: صلاح فضل ص 92

[60]الاستدلال في معاني الحروف دراسة في اللغة والأصول: احمد كروم.ص 184.

[61] سنورد نصوصا من التراث لمختلف النقاد والبلاغيين العرب تبين جذور البحث التداولي عندهم ، من خلال اهتمامهم بتحليل الخطاب، واهتمامهم بالقوة التكلمية حسب تعبير التداوليين المعاصرين، وتجنبا للتكرار فإننا تعمدنا عدم ذكر كثرة النصوص في المدخل الذي خصصناه لإبراز جذور التداولية في التراث العربي ، إذ سنوظف هذه النصوص في ثنايا هذا العمل خصوصا في الباب الأول.

[62]التداولية وتحليل الخطاب الأدبي مقاربة نظرية: لراضية خفيف بوبكري مجلة الموقف الأدبي العدد 399 تموز 2004.

* تتجلى جذور التداولية عند الجاحظ من خلال تقسيمه البيان إلى ثلاث وظائف: الوظيفة الإخبارية والوظيفة التأثيرية والوظيفة الحجاجية، فكل هذه الوظائف تشكل جوهر النظرية التداولية في الدراسات المعاصرة، باعتبارها مقاربة تهتم بالتواصل في الدرجة الأولى والإقناع والتأثير وإيصال المعنى وتقديم الفائدة.

[63]البلاغة العربية أصولها وامتداداتها: محمد العمري: ص 293 إفريقيا الشرق المغرب 1999.

** هناك بعض الدراسات المحدثة التي وظفت هذا المنهج التداولي واستثمرته، فأفادت منه من خلال المزج بين التراث والنظريات الغربية الحديثة، كما فعل طه عبد الرحمن في دراساته التداولية التي تعالج الخطاب والحوار والحجاج من وجهة نظر فلسفية وأخرى لغوية، ليس هذا فحسب بل انبنت على هذه الجهود بعض الدراسات الأخرى مثل دراسة محمد يونس علي الذي بحث في كيفية تحليل الفقهاء للخطاب الفقهي تحليلا تداوليا في سبيل استخراج الأحكام الشرعية والتقعيد لها وتصنيف مراتبها. ومنها كذلك أعمال أبو بكر العزاوي التي اهتمت بالأساليب الحجاجية من الوجهة التداولية. ومن الأعمال كذلك ذات البعد التداولي دراسات احمد المتوكل الذي اتخذت من النحو الوظيفي إطارا عاما لها، فقد حاول أن يوفق في بعظها بين الدراسات العربية القديمة وبين الدراسات الغربية الحديثة، مع شيء من النقد والتنقيح. وهناك بعض الدراسات ذات النهج البلاغي ومن ابرزا دراسات محمد العمري خصوصا دراسته في بلاغة الخطاب الاقناعي التي حاول فيها دراسة الخطاب الاقناعي في صدر العصر الإسلامي بتطبيق ما ورد عند أرسطو عليها، ومنها كذلك دراسة مجموعة البلاغة والحجاج بتونس التي ركزت على الحجاج في التقاليد الغربية . ومنها كذلك مجموعة من الأبحاث الأكاديمية - أطروحات؛ رسائل - والتي سنشير إلى بعضها في ثنايا هذا العمل بالإضافة إلى عدد من المقالات المتنوعة في المجلات والدوريات التي تباين أصحابها بين إتباع وجهة نظر معينة وبين ابتداع طريقتهم.

[64]التواصل بين القصد والاستقصاد مقاربة تداولية لفاعليتي التدليل والتأويل: عبد العزيز بنعيش ص 78 أطروحة دكتوراه كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز فاس 2003-2004.

[65]المستصفى من علم الأصول: أبو حامد الغزالي. 2/352 الطبعة.الأميرية.1324ه.

[66]الموافقات في أصول الشريعة أبو إسحاق الشاطبي ضبطه محمد عبد الله دراز: ص 4/ 60 المكتبة التجارية الكبرى مصر 1395/1975.

[67]اللغة العربية معناها ومبناها: لتمام حسان. ص 337 مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء.

[68]دلائل الإعجاز: عبد القاهر الجرجاني تحقيق محمود محمد شاكر.ص 4مكتبة الخانجي القاهرة الطبعة الخامسة 1424/2004.

[69]دلائل الإعجاز: ص 49

[70]نفسه: ص 55

[71]دلائل الإعجاز: ص 107-109

[72]مفتاح العلوم: السكاكي: ص8 ضبطه وكتب هوامشه وعلق عليه نعيم زرزور. دار الكتب العلمية لبنان الطبعة الثانية 1407/1987.

[73] مفتاح العلوم: ص 161

[74]نفسه: ص 162

[75] مفتاح العلوم: ص 169

[76]الرسالة العذراء: إبراهيم بن المدبر صححها وشرحها زكي مبارك ص: 29-30 دار الكتب المصرية القاهرة مصر الطبعة الأولى 1931.

[77]الموافقات في أصول الشريعة أبو إسحاق الشاطبي 4/61.

[78]منهاج البلغاء وسراج الأدباء حازم القرطاجني تحقيق محمد الحبيب بن الخوجة: ص 14 دار الغرب الإسلامي بيروت الطبعة الثانية 1981.

[79]نظرية المقاصد بين حازم ونظرية الأفعال اللغوية المعاصرة. محمد أديوان ص 26. مجلة الوصل معهد اللغة والآداب العربي. تلمسان. العدد الأول 1994.

[80]منهاج البلغاء وسراج البلغاء: ص 25

[81]التواصل بين القصد والإستقصاد مقاربة تداولية لفاعليتي التدليل والتأويل: ص 92

[82]مناهج تجديد في النحو والبلاغة والتفسيرات والآداب: أمين الخولي ص324

 

في المثقف اليوم