أقلام حرة
دعاة الأمس جبابرة اليوم .....
الألغام التي زرعها نظام البعث دون خوف أو ملل ونقتحم معاقل الطغاة دون أن نشعر ببرد الشتاء وحرارة الموت والرعب المنتظر متباهين بالقيم والأفكار التي يطرحها وكأننا نواقيسها ومآذن صلاتها.
أما اليوم ففكر الأمس أصبح ماضياَ تخافه تلك الرجال التي كانت تجلس تحت منبر ثقافة الصدر، ذلك الرجل الطاهر الذي كان يحاول أن يصوب بوصلة الإسلاميين نحوا الارتقاء والتسامي والإيثار وحب لأخيك ما تحب لنفسك وكن محطة انتقال الفقراء وزادهم، ولحاف بردهم وطعام جوعهم.
وكانت تلك الفحول تجتهد بتحذير الناس من حب الدنيا وتخوفهم من الوقوع في فتنها ولذاتها، وكانوا محطة لنقل فلسفة الصدر الأول وهم يرددون عبارته الشهيرة (عجبا عرضت علينا دنيا هارون الرشيد فرفضناها).
أما اليوم فلا نسمع لها صدى، ولا نرى لها رسما، ولم نحس لها وزنا، فهل كانت أقوالهم شعارات للتسويف؟ وسوقا رائجا للتخفيف والترجيف؟ أم كانت نواة للحق نتخذها حين التمحيص ونعمل بها حين التكليف.
فهل تعجل العجل، كي يتناهى الأمل؟
وأضحى للداعية بيتا فاخرا وعربة يجرها محرك بقوة (594 حصان) ومصفحة ضد قذائف الجيران، وخدماَ وحشماَ، ويسجد لفخامته الفقراء ويقف على بابه الأيتام والمساكين، وترمى من نوافذهم العالية كسرة من رغيف يمتصها الفقير بتلك الشفاه اليابسة فيستطعم رائحة ترفها ونعومة قاذفيها.
وتحرك راجعا ذلك المسكين داعيا للسيد والمولى أن من عليه من رغيفه رغيف خبزا، وأطعمه من تواضعه علواَ وتباهى في حصنه كالطواويس جمالا.
وهو يتطلع لدورة ثانية ويسألكم أيها الشعب الفقير أن تشكرون له صنيعته وتدعون الله أن يحفظه وعائلته وليحيى كما يحيى، فالموت لا يجيء إلا للفقراء والمرض لا يطرق أبواب السعداء، وهنيئا لسيدنا الجديد ولمولانا العتيد والموت كل الموت للعبيد.
وأفاجئكم من صميم قلبي حينما أقول (قال لي صديق: انك حتى هذه اللحظة لا تريد أن تعترف بان الداعية أصبح هو السيد وهو الرئيس).
سلمان السلمان
أمريكا
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1335 الخميس 04/03/2010)