أقلام حرة
سبع سنوات عجاف ... ربما
وآية الله السيد محمد باقر الحكيم وأخيه العزيز وآية الله الشيخ مهدي العطار وغيرهم الكثير من رجالات العراق.
سبع سنوات شهدنا فيها إعدام الطاغية وزمرة من أعوانه وأدواته ونحن نهلل فرحين وشهدنا مقتل الإرهابي الزرقاوي وغيرهم الكثير من القتلة والمجرمين وأعداء العراق.
سبع سنوات شهدت عودة رجال إلى العراق وخروج من كانوا يعيرونهم بهجرتهم خارج العراق.
سبع سنوات كان ختامها مسكاً أو هكذا حسبنا حين زحف العراقيون في يوم العرس الانتخابي وللمرة الخامسة خلال هذه السنوات ليرسخوا الممارسة الديمقراطية ويعاقبوا من قصر وينتخبوا من يثقون به.
وها نحن نقف لنقيم هذه السنوات ونتساءل هل كانت سنيناً عجافاً أم كانت السنين السمان وستعقبها السنين العجاف.
بيدنا اليوم أن نقرر كيف يجب أن توصف تلك السنون وكيف ستكون القادمة، وعلى من يقودون التفاوض اليوم حول الحكومة القادمة أن يعو هذا الأمر جيداً، وليعلموا أن مستقبل العراق لا يعتمد على رؤيا لملك يفسرها نبي الله يوسف عليه السلام ولكن مستقبل العراق يعتمد على ما يدور في كواليس المفاوضات.
لا نحتاج إلى كثير عناء لنعلم من سيحول سنينا القادمة إلى سنين عجاف، ومن سيقتل الأمل في عيون الثكالى واليتامى، ولا أحسب أحداً يجهل كيف ستصبح السنين القادمة عجافاً تقلق راحة الشهداء في قبورهم وتهيج آلام من سجنوا وعذبوا على يد الطاغية وكأني بهم يرددون اليوم (رب السجن أحب إلي)
لقد كشفت اللحظات الأخيرة من عمر هذه السنوات (العجاف أو السمان) القناع عن الكثيرين وعرت سوءاتهم وبدا منهم ما كانوا يكتمون وأصبحوا مصداقاً للآية (ولتعرفنهم في لحن القول)
فممن يحتفل البعث بانتصاره من خلف الحدود إلى من يجوب العالم شرقاً وغرباً متودداً لأعداء العراق، إلى من يقبع خلف الحدود ليدعو لمسرحية هزلية لاختيار رئيس الوزراء ضارباً عرض الجدار بأصوات الملايين، إلى من يتمسك بالمحاصصة في أبشع صورها ويفرق بين العراقيين على أساس القومية.
والجماهير تتابع غاضبة ما يجري فبعد أن زورت إرادتها وأهمل رأيها ونقضت الوعود الانتخابية قبل أن يجف حبرها لم يبق إلا أن يتسلق هرم السلطة الجلادون من البعث أو المليشيات فلا فرق بينهما وكلاهما سيحيلان السنين القادمة إلى سنين عجاف.
كيف يجرؤ حزب أو تيار (سمه ما شئت) أن يرشح قاتلاً مجرماً طائفياً ليصبح وزيراً للداخلية ومسؤولاً عن أمن الناس وأمانهم. أم كيف تجرؤ كتلة أو حركة على ترديد أهازيج البعث وهتافات الولاء للطاغية المقبور لتصنع منها طاغية جديداً، وكيف يجرؤ زعيم أو قائد (وما أكثرهم هذه الأيام) على الدفاع عن أمثال هذه التصرفات وعن أصحابها، بل كيف لا يتوانى البعض ولا يستحي من أن يعترض على أكثر السياسيين شعبية ولا يمانع في الوقت ذاته من أن يتولاها الطلقاء وأبناء الطلقاء ممن يرددون في أنديتهم (تلاقفوها تلاقف الكرة).
أيام قلائل وتتكشف نتائج المفاوضات وسنعلم من وضع مصلحة العراق وأهله نصب عينيه ومن استغل المحنة ليحصد المكاسب والمناصب، ولكن الجماهير بالمرصاد لهؤلاء وستعاملهم بما يستحقون ولهذه الجماهير أقول كما قال الجواهري:
ويا جموعاً يهاب الموت زحفتها سدي الطريق على الردات واختصري
د. سالم الصراف
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1370 السبت 10/04/2010)