أقلام حرة
من نصدق مقتدى أم الأعرجي؟
وقد جاء توقيت المقابلة واختيار الجهة التي أجرتها المعروفة الولاء والتمويل ليزيد من الشبهات أو قل ليؤكدها.
حذر الكثيرون أن التيار الصدري الذي يفترض أن يمثل المحرومين والمستضعفين في العراق مخترق من بقايا البعث أولاً ومن الاطلاعات الإيرانية تالياً التي اشترت قادة التيار بالأموال وأصبحت تسيرهم كيف تشاء، وحسبك مثل هذا الخليط العجيب بين من ينفذ أوامر البعث ومن يتلقى تعليمات طهران وما بينهما يضيع أبناء التيار من الفقراء والمعدومين ليصبحوا محرقة لنار يؤججها من لا يريد للعراق الخير.
أطل علينا السيد مقتدى بعد طول غياب ليشتم هذا ويسب ذاك، وليزيد من تشرذم هذا الشعب المسكين حين عزف على نغمة طالما عزفت عليها قوى مشبوهة، فهذا من عراقيي الداخل وذاك من الخارج !! ولا أدري أليس مقتدى نفسه اليوم من عراقيي الخارج أم أن هذا التعريف لا ينطبق إلا على الذين خرجوا مضطرين فراراً بدينهم وأنفسهم من محرقة صدام في الثمانينات، أما من غادر العراق بعدها فليس من عراقيي الخارج!!
لقد جرح مقتدى بكلامه الملايين وزاد من تعقيد الأزمة السياسية في العراق ولم يكتف بذلك بل أطلق مجموعة من الأكاذيب كان أوضحها زعمه أن ائتلاف دولة القانون عرض عليه اطلاق سراح معتقلي التيار الصدري لقاء التحالف وأنه رفض ذلك.
في الوقت الذي صرح فيه بهاء الأعرجي أن: الائتلاف الوطني وضع عدة شروط لمن يترشح لمنصب رئاسة الحكومة، منها أن يتعهد بإطلاق سراح المعتقلين.
فأيهما نصدق؟
ومن نصدق: مقتدى حينما يقول (إن القواعد الشعبية ترفض أن يعود المالكي رئيسا للوزراء ومن الناحية السياسية نترك الباب مفتوحا أمام الجميع، وليس لنا فيتو على أي شخص، بل على أفكار رئاسة الوزراء)
أم الأعرجي عندما يقول: "أي مرشح من حزب الدعوة أو شخصية مقربة منه لن تلقى قبولا من أغلب الكتل المشاركة في العملية السياسية"، و "إننا لا نريد أن نعيد أخطاء الماضي، لأن الوضع لا يتحمل"
أم نصدق الشعب الذي صوت للمالكي بمفرده في بغداد بأكثر من مجموع أصوات تيار مقتدى الصدر على مستوى العراق.
ومن نصدق من يزعم أنه (لا يخاف من أمريكا أو غيرها ) أم التاريخ الذي يثبت أن مقتدى بعث برسالة شكر للطاغية المقبور (خوفاً منه إذا أحسنا الظن به)
إن من هوان الدنيا على الله أن يتحكم أمثال هؤلاء بالعراق ويتطاولون على من أفنوا عمرهم يكافحون في سبيل عراق حر كريم، وإن من هوان الدنيا على الله أن يتهم من يقيم خارج العراق خوفاً على نفسه من يكافح داخله مضحياً بها بالفشل!
نعم فمقتدى لا يتواجد خارج العراق للدراسة، ولو كان ذلك صحيحاً لكانت سبة أخرى عليه فكيف يترك حوزة النجف الأشرف وعلماءها الكبار ليتتلمذ في حوزة أخرى أم إنها إملاءات وخطط تريد أن يتسلط أمثاله على العراق.
ولكني أقول لمن هاجمه مقتدى:
أزح عن صدرك الزبدا ودعه يبث ما وجدا
أزح عن صدرك الزبدا وقل تعد العصور صدى
أأنت تخاف من أحد أأنت مصانع أحدا
أتخشى الناس أشجعهم يخافك مغضبا حردا
ولا يعلوك خيرهم ولست بخيرهم أبدا
أزح عن صدرك الزبدا وهلهل مشرقاً غردا
وخل البوم ناعبة تقيء الحقد والحسدا
مخنثة فإن ولدت على سقط فلن تلدا
سينهي الفجر وحشتها ويلحقها بمن طردا
ألا أنبيك عن نكد تهون عنده النكدا
بمجتمع تثير به ذئاب الغابة الأسدا
عراة وهو مشتمل على أكتافه اللبدا
د. سالم الصراف
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1373 الاثلاثاء 13/04/2010)