أقلام حرة

الطاولة المستديرة شروط انعقادها وماهي ضروراتها

1. التسمية تاتي لتشير الى ان جميع الاطراف التي ستجلس خلف تلك الطاولة هي اطراف متساوية من حيث الثقل السياسي والبرلماني  او هكذا يفترض فهل ان جميع الاطراف المشار اليها هي اطراف متساوية في الثقل السياسي والبرلماني  الجواب  كلا

 

2. يجب ان تسبق الطاولة المستديرة اجتماعات ثنائية يسفر عنها اتفاقات وتنازلات محسومة  وفي حوار الطاولة المستديرة يتم اتخاذ قرارات نهائية تكون لها مقدمات  قد اشبعت بحثا وتم الفراغ منها والا فان الفشل هو مصير هذه الطاولة فالقصد من حضور   الرؤس المقررة هو للحسم وليس للنقاش والحوار نعم   الحوار والتشاور هو امر سابق لجلسات الطاولة

 

3. يجب ان يمثل كل كتلة برلمانية شخصية واحدة  لديها تفويض  مطلق باتخاذ القرارات وهذا الشرط ايضا غير متوفر فمن الذي سيمثل قائمة العراقية هل هو اياد علاوي  ام اسامة النجيفي ام طارق الهاشمي

ومن سيمثل الائتلاف الوطني هل هو السيد عمار الحكيم ام  شخصية صدرية  ام الجعفري ام الجلبي  لا احد يعرف

نعم القانون لديها شخصية واحدة تمثلها والاكراد ايضا لديهم شخصية واحدة محتملة

4. ان انعقاد الطاولة المستديرة قبل التهيئة وحسم المواقف المتذبذبة والمجاملات سيؤدي الى فشلها ولن تكون اكثر من جلسة او جلسات  لحوار  وجدل غير معروف العواقب وتسفر عنه نتائج سلبية لايحتملها الوضع العراقي الحساس

 

5. لذا فان العقل والمنطق يحكمان بجعل الطاولة المستديرة هي المرحلة النهائية والاخيرة  للحسم واتخاذ قرارات  يتوقف عليها مصير امة وشعب ودولة يترقب العالم كله مسيرتها وحركتها نحو الاستقرار والبناء

 

6.لايجدر بنا اجترار تجربة لبنان فلبنان بلد فاشل وكل مافيه يدل على الفشل وانعدام الثقة بين اطراف الصراع اللبناني يفوق الوضع العراقي بحيث لاتوجد اي امكانية للمقارنة

وحتى الاطراف اللبنانية عندما ذهبت للطاولة المستديرة سواء في الرياض او في الدوحة كان كل طرف لدية ممثل معروف  يمتلك  صلاحيات مطلقة  ولايحتاج للرجوع مرات ومرات الى اشخاص اخرين 

 وباختصار فالطاولة المستديرة هي طاولة للحسم وليس للجدل وابراز القدرات  الكلامية وبالتالي فالدعوة اليها جاءت متسرعة ويجب ان تسبقها حوارات ونقاشات طويلة والا فمصيرها الفشل وما ينتج عنه من احباط وتراجع

 

[email protected]

مختص بتحليل المعلومات والافكار السياسية

جامعة اوربرو -السويد

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1374 الاربعاء 14/04/2010)

 

 

في المثقف اليوم