أقلام حرة

لماذا نحن دولة (نايمة)؟!

وكذلك لأنّ هناك من لايهمه شيء سوى زيادة أرصدته او قمع الطموحين وتجاهل حقوق المواطنين، كما إن ّ ثمة أسباباً أخرى تجعلنا دولة تغط في (سابع نومة) ..

فإشارة الى القوانين التي تحد من الطموح وتحرم الإنسان من أبسط حقوقه نتوقف أولاً عند بعض قوانين التعليم العالي التي تدلل على قلة تقدير العلم لدينا وصولاً الى أسباب التخلف الأخرى :

ـ من ذلك على سبيل المثال إن من يرغب بإكمال دراسته العليا يصطدم بشرط العمر !! وما الضير في أن يتعلم الإنسان ولو لآخر لحظات حياته ؟!!

أليس تطوير الإنسان نفسه علمياً يصب في مصلحة البلد وبنائه ؟!! أم إن كسب العلم بعد الأربعين قد يمثل تهمة إرهابية دون أن ندري .. فإعلمونا، حتى نصمت !!

ـ ومن ذلك إن الرواتب تُبتَر والمخصصات تُحجَب عن طلبة البعثات !!

في حين يفترض أن تأخذ الدولة بنظر الاعتبار أن اولئك الذين يدرسون في الخارج يطورون أنفسهم وسيعودون الى البلد لخدمته، هذا من الناحية العلمية، وأما من الناحية الإنسانية فبما إنهم يدرسون خارج البلد فإنهم أحوج الى الدعم المادي لهم ولأسرهم، فلماذا قوانيننا جائرة ؟!!

ـ إننا دولة نامية او نايمة (لافرق) ، لأن بعض المؤسسات لاتيسر لموظفيها إكمال دراساتهم الأولية .. فتضايقهم ولاتراعي ظروفهم، وكأن مسؤولي تلك المؤسسات لايرغبون بتطور موظفيها . أليست المؤسسة التي تضم ملاكات من أصحاب الشهادات أرقى من غيرها ؟!

ـ إن دولتنا دولة (نايمة)، لأن بعض القوانين والقرارات تأتي مبتورة او لخدمة المرفه او قابلة للتأويل، وإذا جاءت واضحة فإن بعض المسؤولين عن تنفيذها في دوائر الدولة تحلو لهم لعبة الاجتهادات، وماأسهل الاجتهاد الشخصي حين يكون الهدف منه ضرب مصلحة الموظف ..

دولتنا متقدمة ويقظة فعلاً لكن في عادة الاجتهادات وتفننات وألاعيب من لايحبون الخير لزملائهم .

ـ إننا دولة (نايمة) لأن بعض المسؤولين والمقربين منهم من متملقين وماسحي أكتاف يضربون الموظفين الطموحين ويحددونهم ويضيقون عليهم، بل حتى قد يسرقون جهودهم وينسبونها لأنفسهم .

ـ إننا دولة (نايمة) لأن المسؤول مشغول بالإيفادات والمكافآت له ولرعيته، بينما يطبق قوانين التقشف على الموظفين البسطاء .

ـ إننا دولة ( نايمة) لأننا مبتلون بمجتمع تحكمه الأمراض الاجتماعية التي تحدد خطواتنا وتقيدنا، فالكثيرون مشغولون بالنميمة والحسد، ويضيعون الوقت الثمين في الاستمتاع بأعراض هذه الأمراض فيهم بدلاً عن استثمار الوقت في التطوير .

ـ  إننا دولة ( نايمة)  ومغيبة عن الوعي، بفعل الأفكار الرجعية والمتخلفة التي تعيدنا الى قرون خلت تحت شعارات براقة مختلفة .

ـ إننا دولة نايمة لأن التقاليد العشائرية مازالت تحكمنا، وهي فوق القانون أحياناً .

ـ إننا دولة (مايصير براسها خير) لأن أدعياء التدين لايدعون الناس وأنفسهم الى العمل بالمعروف، وأول علاماته وملامحه هو خدمة البلد والمجتمع، بل أول ما يقومون به هو توجيه عقدهم الى المرأة، الحائط الأقرب الذي يعلقون عليه كل خطايا آدم والمجتمع . والغريب أولئك الذين يشددون على المرأة بينما تتلصص عيونهم على نساء الغير ويسرقون وينهبون ويقتلون، فهم لايعدون هذه الأمور خروجاً على الدين، فالدين لديهم إن مرتبة الرجل أعلى من المرأة، وإنه أفضل منها عند الله حتى لو كانت هي صالحة وهو طالح وفيه كل عيوب الدنيا .

ـ إننا دولة ( مايصير براسها خير) مادام هؤلاء لايفهمون أن الدين الحقيقي هو أن نقدم اعمالاً تنفع الناس وتصون كرامتهم وتبني البلد وتحافظ على المال العام .

ـ إننا دولة (نايمة) لأننا ندعي الديمقراطية، ونحن أشد أعدائها، فهي شعارنا البراق وأمنا التي نبرّ بها إن تماشت مع مصالحنا الشخصية والحزبية والطائفية والعرقية، لكنها تصير (بيش كيلو) إذا تقاطعت مع تلك المصالح .

ـ إننا دولة (نايمة) لأن هناك من يفصِّل كل شيء على مقدار المصلحة الخاصة وليست العامة .

ـ إننا دولة (نايمة)، لأن لا أحد يفكر بقيمة الإنسان وبراحته وبالتخفيف من الضغوط التي يتعرض لها، بل نجد المسؤول يضغط ويضغط عسى أن يدفع بالموظف الى الاستقالة، وحينذاك يتنفس الصعداء، لأنه يتمتع بقطع الارزاق .

ـ إننا دولة (نايمة) لأنّ لديها ثروة نفطية، والمواطن هو الوحيد الذي لايستفيد منها !!

ـ إننا دولة ( نايمة) لأن الكثيرين يتجاهلون أن أهم ما يتطلبه بناء بلد ورفعه من مرتبة بلد نائم الى بلد يقظ هو الإخلاص، وأن الوطنية ليست شعارات، وأن احترام الإنسان ضرورة لتعزيز شعور الولاء في داخله تجاه الوطن ..

ـ إننا دولة (نايمة) لأنّ ولأنّ ولأنّ .... تعددت التعليلاتُ والنومُ واحدُ..

فأين أنت يادولتنا (النايمة) من متطلبات النهوض ؟!

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1425 السبت 12/06/2010)

 

في المثقف اليوم