أقلام حرة
شكرا لأنها وبخــتني يوما / طــلال معروف نجم
داعبت يوما صديقة عربية لي، بأن ضغطت على انفها بزاوية أصبعيّ، حيث أمسك عادة بها نهاية السيجارة، لتقول لي بأستهجان :
ـــ صوابعك يا طلال ريحتها وحشة .
فكان رد فعلي سريعا مشوبا بالتوتر، بأن ضغطت على علبة الدخان الفاخرة بقوة ورميتها في سلة المهملات .
قائلا بثقة :
ـــ وداعا للدخـــان .
طبعا على خلاف باقي المدخنين، يقسمون بأنهم سيتركون التدخين متى ما نفدت علبة الدخان التي بحوزتهم، ألا انهم سرعان ينقضون قسمهم بكل سهولة. أعترف بأن سبب هذه العزيمة مردها هذه الصديقة العربية. فكنت اتعامل معها بطريقة الشاب الحضاري، ناسيا ان السيجارة ليس ضررا صحيا فقط، بل مفسدة للحظات الحب التي يجب ان تكون هذه اللحظات متضوعة بأنفاس العاشقين . ترددت في نفس اللحظة أن ألثم منها شفتيها أنذاك، خوفا من ان يكون الدخان قد عبث برائحة فمي أيضا.
هذه تذكرة لمن يدعي بأنه غير قادر على هجر هذه الاْفة . التي حلت محلها في يومنا الحاضر "الارجيلة" . فعندما أمر بالمقاهي واشاهد الفتيات "يمصن" خرطوم الارجيلة، اتذكر صديقا من زمان بغداد الجميلة يقول " لوشاهدت سيجارة بين شفتي امرأة يرتفع ضغطي الى حد الهوس"، ترى ماذا سيقول لو شاهد اليوم فتيات صغيرات وسيدات، يمصمصن خرطوم الارجيلة، وثم يفغرن افواههن ليطلقن الدخان ؟ كما لو أن أفواههن تحاكي أتونا، راح يطلق حمما من الدخان، يحرق من يتجرأ التداني. كل هذا يحدث في مقاه يمشي المارة بين طاولاتها الهويناعلى طريقة مقاهي باريس. والمتطفلون يطيلون النظر الى حركة الشفتين بكل حرقة.
الا بناتنا .. بنات العراق العظيم فاعطيهن العذر كل العذر، فقد قرأت مؤخرا تقريرا صحفيا في صحيفة بغدادية، يقول ان بعض بنات بغداد اليوم، يشربن الارجيلة في مقاه راقية بمنطقة الجادرية.
لماذا اعطيهم العذر؟ . الجواب لأنهن يتحدين ولاشك اصحاب العمائم من التكفيريين والصفويين المتخلفين وهذا يكفي. واقول لهن مزيدا من التحديات يارائعات العراق الحبيب. فأنتن اجمل نساء العرب. وصدقت الفنانة فاتن حمامة يوما عندما قالت، " المرأة العراقية اجمل نساء العرب لو تكلمت لفقدت نصف جمالها ". واعطي لفاتن حمامة الحق، من ان اللهجة العراقية رجولية حتى بأدق مفرداتها، لايمكن للمرأة الجميلة ان تطوعها الى الرومانسية.
*
لو أحصينا ارقام الاموال التي نهدرها . على استيراد الدخان . او نصنعها في مصانعنا العربية، بماركاتها العالمية، التي ندفع مبالغ ايضا نظير استخدام الاسم التجاري، لتملكنا الفزع من هدر اموال طائلة . وصلت الارقام القادمة لنا من السعودية اومصر، لتقول ان مليارات الدولارات تهدر على السجائر والمخدرات . ناهيكم عن سلعة أخطر من الدخان والارجيلة، غزت اسواق عراقنا الحبيب، هي المخدرات وحبوب الهلوسة.
*
التوعية بشكلها الاعلامي التي تقول ان السجائر طريق الهلاك لاتجدي نفعا . أما برأي المفيد، ان يتم فحص كل من يروم الزواج "الرجل والمرأة" . من آفة شرب الدخان مسبقا . واعتبارها شرطا قبل المضي في مشروع الزواج، إسوة بالامراض السارية الاخرى التي تمنع الارتباط بين الجنسين.
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1533 السبت 02/10/2010)