أقلام حرة

الخلود تخلقه كلمة .. حتى لو مات الجسد / طــلال معروف نجم

فالروائي لانتذكره الا عندما نمسك رواياته . والمغني لانتذكره الا اذا سمعنا صوته . وقد يتم نسيانه بتجاوز عصره الغنائي . والفنان التشكيلي الا أذا مررنا بمتحف وشاهدنا لوحة له . أما الشاعر فيعيش بيننا ابدا . نستشهد بأبيات شعره في المواقف المناسبة . اذا كان الشاعر حكيما راحت ابيات شعره تضرب بها الامثال. ولعل المتنبي الخالد من النماذج الحية لشاعر عربي فذ، يعيش معنا في كل مفردات الحياة اليومية . يكفي اننا نتذكر بيت شعر للمتنبي يعيش معنا، كلما أمسكنا بكتاب ما، أو شعرنا بأن مكانة الكتاب قد تدنت، أمام هجمة السينما والانترنت والتلفزيون وغيرها من أدوات الحضارة، فنترحم على المتنبي ونردد قوله :

 " أعز مكان في الدنا سرج سابح  وخيرجليس في الزمان كتاب"

كثيرة هي الحكم عند المتنبي ومن رديفه أبي تمام . التي نستخدمها بأستمرار تذكرنا بهما دائما .

فمحمود درويش شاعر المقاومة وشاعر الرفض والهوان . رحل عنا جسدا طاهرا كريما. ولكنه ترك لنا شعر مقاومة سيكون درسا لكل الاجيال القادمة . سنستشهد بأبياته الشعرية في كل مناسبة . وستحفظ الاجيال القادمة من أطفال الحجارة شعره،  لتتحول الى أناشيد تغنى في المدارس والتجمعات الوطنية . تذكر من قد ينسى او يتناسى ان صوتا فلسطينيا صادقا كل الصدق، يحثنا ويحث الاجيال القادمة جيلا بعد جيل، على ان الثورة الفلسطينية مستمرة . بدليل اننا نردد اشعاره كل يوم .. اشعارمختلطة بلهاث محمود درويش .. تذكرنا بقسمات وجهه المشرق الجميل . بخصلات شعر رأسه البيضاء . كما لوانها ومضات سناء في حلكة ليالينا العربية.

وداعا لجسدك المتعب .. فألف طعنة خنجر وخنجرتخترقه .. طعنات التخاذل العربي . والتمزق الفلسطيني .. كثيرة هي الطعنات الموجهة لجسدك يا أعز المخلصين للقضية .

لايسعني الا وان أردد ماقلته في مقالة رثائية سابقة "وجع موتك يحاكي وجع النكبة" ..

أنت شهيد مؤجل موتك الى يوم القيامة ..

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1544 الاربعاء 13/10/2010)

 

 

في المثقف اليوم