أقلام حرة
من تحرير العراق الى تحرير رهائن كنيسة سيدة النجاة / سفيان الخزرجي
وقد ابلى رئيس وزرائنا نوري المالكي بلاءً حسنا في تحرير آلاف الارواح في مدينتي البصرة والثورة (مدينة الصدر).
ولكن تحرير رهائن كنيسة سيدة النجاة كان طفرة نوعية في التحرير، فحين لم يتم ازهاق معظم ارواح العراقيين في التحرير الاميركي فقد قامت قوات الحكومة العراقية بازهاق معظم ارواح المصلين في الكنيسة.
كلما عاتبنا الحكومة عن هذا الكم المرعب من القتل الجماعي جاءتنا تبريراتهم بأن كل هذا بسبب تنظيم القاعدة والمليشيات ودول الجوار، على فكرة، الم تلاحظوا ان حكومتنا المنتخبة لم تتهم يوما ما ولو عن طريق الخطأ اسرائيل؟ أليس هذا سؤالا جديرا بالتفكير؟
دخل مسلحون الى كنيسة سيدة النجاة واحتجزوا مجموعة كبيرة من الرهائن الابرياء مطالبين بالافراج عن معتقلين من افراد القاعدة.
وكما يبدو ان المسلحين اعلنوا عن مطالبهم باتصالات هاتفية مع قناتي البغدادية والسومرية. اما كان الاجدر بالحكومة المنتخبة ان تتصل بحلفائها الاميركان لاسبما وان طائراتهم كانت تحلق فوق الكنيسة وتصور الاحداث بالفيديو الذي عرضوه علينا لاحقا، اقول اما كان الاولى بهم ان يطلبوا نصيحة الاميركان قبل ان يقتحموا الكنيسة؟
فالمعروف للجميع بأن الاقتحام هو آخر الحلول. كان يجب ان يقوم طاقم خاص متدرب للتفاوض مع المسلحين لكسب الوقت لحين دراسة عددهم ونوع اسلحتهم وامكنة تواجدهم ورصد تحركاتهم اضافة الى ارهاقهم نفسيا.
كل هذا يتم بواسطة خبراء ان لم يكونوا عراقيين فيمكن طلب مساعدة حلفائنا من الامريكان او الاسرائيليين.
ليخرج لنا نوري المالكي على التلفزيون ويخبرنا عن الطاقم المختص الذي اشرف على عملية التفاوض.
حسب المصادر المتوفرة ان عدد المصلين حوالي خمسين شخصا وان عدد الضحايا يربو على الخمسين من المصلين والشرطة وعدد الجرحى يربو على السبعين. ومع ذلك فقد اسمته الحكومة تحرير الرهائن.
انه تحرير دامٍ جديد، وسيظل يحتفل العراق بالف تحرير مضرج بدم ابنائه.
سفيان الخزرجي
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1565 الاربعاء 03 /11 /2010)