أقلام حرة
ملابس الامبراطور الجديدة في البرلمان العراقي / سفيان الخزرجي
وانهما يحسنان نسج نسيج ذي الوان زاهية متناهية في الجمال ورسوم بديعة غاية في الاتقان وان الملابس التي تصنع منه تمتاز بميزة عجيبة، فهي لا يراها الخونة والعملاء والارهابيون ويراها فقط المخلصون والاذكياء والاكراد والمتقون من السنة والشيعة.
قد لا تصدقوني ولكن.. الحمد لله ان الاحداث تنقل مباشرة على الهواء وتسجل بافلام الفيديو.
ارجعوا لجلسة البرلمان العراقي في مساء الخميس 11 نوفمبر 2010، ذكر السنة مهم جدا فهذا الحدث لا يتكرر الا مرة كل الف سنة.
خلاف على ورقة سياسية تدفع القائمة العراقية بقيادة علاوي للانسحاب من جلسة البرلمان، ورغم ان هذه القائمة تمثل تلث اعضاء البرلمان وهي القائمة الفائزة في الانتخابات ولكن هذا امر يحدث في كل البرلمانات الديموقراطية وليس جديرا بكتابة مقالة عنه.
ولكن.. حين قام الامبراطور جلال الطالباني بعد انسحاب ثلث البرلمانيين والقى خطبته التي لا يدركها الا الاكراد والاذكياء والمتقون من السنة والشيعة قائلا:
اني اهنيء العراقيين باجتماع كل الاطراف السياسية بعد تجاوزهم كل خلافاتهم، انظروا يا ابناء شعبي الكريم كيف يجلس نواب دولة القانون جنبا الى جنب اخوانهم من نواب القائمة العراقية، قالها وهو يشير الى طارق الهاشمي وحسن العلوي المتبقيين الوحيدين من القائمة العراقية. التفت حسن العلوي وراءه مفتشا عن زملائه الذين يقصدهم الامبراطور، ويبدو ان العلوي من الذين يرون اللامرئي، وقد توارث هذه القدرة الفائقة ايام عمله مستشارا لامبراطور العراق السابق صدام حسين.
وبينما كان الامبراطور الطالباني يصدح بخطبته كانت موجة التصفيق تزداد حدة من الذين يرون اللامرئي وهم يشاهدون الاطراف كلها مجتمعة في البرلمان بدون خلافات.
اما الخونة والعملاء فانهم رأوا بام اعينهم ثلث اعضاء البرلمان وقد انسحبوا من البرلمان معترضين.
كم كان بودي ان اعرف النساجين البارعين اللذين صاغا خطبة الامبراطور جلال الطالباني، وربما انها طلسم كتبه احد الدراويش من كتاب الجلجلوتية.
سفيان الخزرجي
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1574 الجمعة 12 /11 /2010)