أقلام حرة

مايكل جاكسون .. 45 يوما في سلطنة عمان

إذ ربطتهما مشاريع سياحية كان جاكسون ينوي إكمالها خلال زيارة خطط لها أن تكون في ديسمبر من العام الجاري، أقول : وأنا أقرأ تلك الإنطباعات ترسخت لدي قناعة بأن هناك صورتان لكل نجم الأولى ظاهرة وهي من صنع وسائل الإعلام حيث تستثمر تلك الصورة مؤسسات تحقق من وراء ذلك أرباحا هائلة، والثانية تبقى غائبة خلف الصورة الأولى وهي صورته الحقيقية، وهي التي تحاول تلك المؤسسات حجبها عن الإعلام لتبقى تستفيد أكثر .

لقد علمت   بوجود مايكل جاكسون في مسقط من خلال زوجتي التي سمعت أن جاكسون شوهد يتجول في الكارفور حيث التقط معه عدد من زوار ذلك المحل التجاري الشهير الصور، ظننت أن الأمر مجرد إشاعة أو "يخلق من الشبه أربعين" ولكوني مسؤولا عن القسم الثقافي والفني في صحيفة "الشبيبة" العمانية كان لزاما علي أن أتحرى عن الموضوع، وكانت المفاجأة أن النجم الكبير كان في ضيافة صاحب جريدتنا، ولم يكن يشأ أن يظهر الخبر عبر وسائل الإعلام فزيارة (جاكسون) كانت شخصية وتتعلق بالمشاركة في مشاريع تجارية ينوي إقامتها في عمان، خصوصا إنه كان لا يزال يقيم في المنامة ضيفا على الشيخ عبد الله بن حمد بن عيسى ال خليفة نجل ملك البحرين، لذا إحترمت رغبته ولم أنشر الخبر ولا الصور التي التقطها مصور جريدتنا " جون سترادا "، وظل الأمر محصورا ضمن نطاق ضيق، فالذي كان يمشي في الأسواق، وسوق مطرح تحديدا حيث زاره عدة مرات وهو سوق شعبي لبيع التحف والهدايا التذكارية،   كان يسير متخففا من أعباء نجوميته الثقيلة، ولم يكن يتردد في قبول دعوة شاب عماني بإلتقاط صورة معه عبر كاميرا الهاتف النقال،مسندا ظهره للبحر، لعلمه أن تلك الصورة  ليست سوى تعبير عن محبة يكنها  ذلك الشاب  له وستبقى في ذاكرة الهاتف والمكان الذي يؤمه السياح الأوربيون، لقد كان الذي وافق على طلب الشاب  ذلك الشخص المختبيء في الداخل وليس النجم الذي تكفي تلويحة من يده لإحداث زلزال من الهياج والتصفيق والصفير في أي مكان يزوره في العالم  وهذا ما يؤكده  أنيس الزدجالي  في ذكرياته عن مايكل جاكسون فحين وصل  عمان  كان قد خطط للبقاء فيها لمدة ثلاثة أيام  فقط ولكنه مدد إقامته  إلى 45 يوما بل وجلب أطفاله وذلك لأن الناس عاملوه كإنسان عادي وليس كنجم وحتى الصور التي التقطها مع الناس لم تنشر عبر وسائل الإعلام وهذا ما طمأنه لأهل عمان أكثر و أسعده جدا وجعله يواصل إقامته فيها كل تلك المدة، بينما إعتدنا أن يعد نجوم الغناء العربي زياراتهم لمسقط بالساعات !!!

 

يؤكد الزدجالي أن جاكسون تأثر كثيرا بالثقافة العمانية الثرية كما قام بزيارة بيوت كثير من الأسر العمانية وقضى معهم وقتا كثيرا. وعرف الكثير عن أسلوب الحياة العمانية. يقول " قضى كذلك وقتا معنا في بيتنا. كنا نتناول طعام الغداء سويا وأصبح فردا من أسرتنا. لقد شعر براحة كبيرة هنا وحكى لنا الكثير عن حياته وعن كيفية معاملة الناس له هنا وفي أحد تلك الأيام، حكى لنا مايكل عن أطفاله وأنه يريد أن يكون لهم نفس الوجدان والعاطفة التي اكتسبها من هنا، وكيف أنه طلب منهم الحضور إلى عمان. وعندما وصلوا أخيرا، احتضنهم وقال لهم وهم في السيارة: "مرحبا بكم في وطنكم يا أولادي." فقال له الزدجالي مازحا : "كن حريصا يا مايكل لأني سأقتبس كلامك هذا للإعلام." فأجاب : "لا يهمني، فأنا أحب أن أكون هنا."

و يضيف الزدجالي" في البيت نظمنا حفلا لأطفاله لنعرفهم على أطفالنا. وقامت أخواتي بصنع كعكة له ولأطفاله، وكانت كعكة خاصة جدا حيث كتب عليها أسماء أطفاله ورسم عليها وجه مايكل وهو يقول: "أشعر بالحرية في عمان." عندها اغرورقت عينا مايكل بالدموع وقال لي: "أريد أن أبقى هنا،كان ابن أختي، طلال الزبير، -والكلام للزدجالي - من أكبر محبي وهواة مايكل. وفي أثناء الحفل قام بعمل استعراض قلد فيه حركات مايكل. اهتز مايكل طربا، وقال أطفاله: "بابا، لابد أن تأخذ طلال معك على المسرح المرة القادمة." أصبح طلال ومايكل أصدقاء واعتادا أن يتحدثا عبر الهاتف كثيرا من الوقت، فلقد كان  مايكل أبا محبا وحنونا على أبنائه. وقد اعتاد أن يعلمهم أشياء جديدة أغلب الوقت. أنا لا أصدق كل الشائعات المنتشرة في وسائل الإعلام"

ويبدو ان الزدجالي يقصد بالشائعات ما روجت له وسائل الإعلام خلال محاكمته عندما قدم للمحاكم حين أتهم من قبل أحد الاطفال عام 2005  بالتحرش الجنسي وإستمرت المحاكمات طويلا حيث أساءت الى سمعته وأثرت على نجوميته

 وحول علاقته بأبنائه يقول الزدجالي"ذهبنا في أحد الأيام مع الأطفال لمشاهدة أحد الأفلام. وفي طريق العودة سأل مايكل أحد الأبناء الذي كان جالسا خلفه في السيارة ماذا تعلمت من الفيلم؟ كان الطفل ذكيا وكان مايكل يتحداه بمزيد من الأسئلة. لقد كان يريد أن يكون أطفاله متقدي الذكاء وأن يعيشوا الطفولة التي حرم هو منها.

وحول ثقافة مايكل جاكسون يقول: كان مايكل نفسه يقرأ كثيرا، وقد أعطيناه كتبا عن تراث عمان وفنها المعماري والحرف والموسيقى بها. في يوم من الأيام اتصل بي الساعة السابعة صباحا ليسألني عن السلالات الحاكمة المختلفة في عمان والحصون وتاريخها ولديّ تسجيل يدل على مدى رغبته في البقاء في عمان"

ويؤكد الزدجالي "  إن خبر رحيل ما يكل جاكسون "سبب لعائلتنا صدمة عنيفة "، هذه الصدمة لا تشبه الصدمة التي تلقاها عشاق أغاني هذا النجم بل إنها صدمة إنسان يفقد صديقا ودودا وحنونا ولطيف المعشر، وهذا ما لا تظهره وسائل إعلام تلك المؤسسات التي تنظر الى النجم كدجاجة تبيض ذهبا لذا سارعت قبل أن يوارى جثمانه التراب الى الحديث ثروته المهدورة وديونه ووووو!!!

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1094  الثلاثاء 30/06/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم