أقلام حرة

هل تغيّر خطاب المالكي في لقاءه مع وول ستريت جورنال!

 للصحيفة على الانترنيت،  تحدث فيه عن مجموعة من القضايا الحساسة والهامة التي تخص العلاقة المستقبلية مع الولايات المتحدة الامريكية وزيارته المقبلة لها في 21 من تموز الجاري فضلا عن قضية الخلافات مع إقليم كردستان.

ويبدو أن ما قاله المالكي في اللقاء قد أفرح وسيُفرح الكثير من المعلقين والمراقبين الأمريكيين ممن استاءوا وغضبوا بشدة من كلمة المالكي في يوم انسحاب القوات الامريكية من مدن العراق في 30 حزيران الماضي،  حيث لم يقم المالكي  بشكر القوات الامريكية على دورها في مساعدة القوات العراقية في استتباب الأمن  كما فعل رئيس الجمهورية جلال طالباني حينما قال في كلمته في يوم الانسحاب " يقتضي الواجب و الأمانة منا، و نحن نحتفل في هذا اليوم، أن نعرب عن شكرنا و امتناننا لأصدقائنا من قوات التحالف الذين تحملوا الأعباء والإخطار و تكبدوا معنا خسائر بشرية و مادية، أثناء تخليص العراق من أبشع نظام استبدادي".

وعلى الرغم من تفهم بعض القادة الأمريكان لتجاهل المالكي لذكر دور القوات الأمريكية في خطابه حيث أرجعوه  الى أسباب سياسية داخلية على حد تعبير جينا كون الا ان ذلك لم يمنع من نقده من قبلهم حيث نرى الكاتبة الامريكية اليسا روبن تنتقد السيد نوري المالكي في مقالة لها بعنوان "العراق يشهد انسحاب القوات الأمريكية من المدن" المنشورة في صحيفة نيويورك تايمز بعد يوم واحد من خطاب المالكي أي في 1 تموز  حيث قالت " ....ولم يشر المالكي بكلمته التي بثها التلفزيون العراقي الرسمي الى القوات الأمريكية على الرغم من بقاء 130000 جندي في البلاد معظمهم انسحب من المدن قبل الموعد

النهائي .....فالمالكي ركز  في خطابه الذي وجهه إلى شعبه على الثناء على القوات العراقية وقوات الأمن لدورها في القتال ضد التمرد " وكأنه لم يكن دور للولايات المتحدة ".

بل نرى الكاتبة جينا كون والتي التقت السيد نوري المالكي الخميس  قد قالت في مقالة بعنوان "رئيس وزارء العراق نوري المالكي يعتزم شكر القوات الامريكية لتضحياتها في العراق" نشرت الجمعة الماضي 10-7-2009 في صحيفة وول ستريت جورنال، قالت "اثناء انسحاب القوات الامريكية في نهاية حزيران من مدن العراق اثنى السيد المالكي على قدرة الاجهزة الامنية العراق لاستلامها مهام القوات الامريكية لكنه لم يمدح او يشكر القوات الامريكية ".

ولكن يبدو ان المالكي قد شعر بما قالت عنه بعض وسائل الإعلام الأمريكي فحاول تغيير طبيعة خطابه والصورة التي رسمها عنه بعضهم فأراد المالكي، كما تقول  جينا كون في مقالتها، ان يعبر عن أمتنانه لتضحيات القوات الامريكية في العراق، وهو ما يمكن ان يرضي او يهدئ بعض القادة ممن يعملون في العراق .

فالمالكي اوضح لجينا كون بان القوات العراقية والأمريكية قد أنجزت عملا مشتركا ضد الارهاب، وكان هنالك تضحيات من كلا الجانبين أدت الى أحداث نتائج ايجابية وولادة الديمقراطية في العراق، وفي اجابته على السؤال المتعلق  بالرسالة التي يود ان ينقلها للادارة الامريكية في زيارته المرتقبة قال المالكي بان يعمل على تامين وضمان قاعدة لعلاقة الصداقة بين العراق وامريكا والتي ستكون علاقة استراتيجية طويلة الامد، بالاضافة الى التاكيد على اتفاقيتي التعاون الاستراتيجي والانسحاب الامريكي من العراق .

ولان هنالك خلافات وتوترات متصاعدة بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان بشان قضايا عديدة لهذا كان لا يمكن ان يمر هذا اللقاء دون التعرض لها خصوصا وان هذه الخلافات والتوترات تشكل مصدر قلق للسياسيين في العراق بالاضافة الى الإدارة الامريكية وقادتهم العسكريين في العراق .

فالمالكي اقر للصحيفة بانه كان يملك بعض الافكار والحلول التي اعطاها لنائب الرئيس الامريكي جو بادين في لقاءه معه وطالبه بان يؤجل الاكراد الاستفتاء على دستورهم

 لانه، في راي المالكي،  فيه العديد من المشاكل، وقد ايد بايدن اقتراح المالكي وقال له بان سيقول للاكراد هذا الامر وفعلا تم تاجيل الاستفتاء على دستور اقليم كردستان الذي ارجعه بعضهم لأسباب فنية وسياسية .

وعلى الرغم من جميع الخلافات والمشاكل بين الحكومة واقليم كردستان الا ان المالكي قد نصح  بضبط النفس وهو"الامر الذي نحتاج اليه في هذه المرحلة " على حد تعبيره. فهو   يرى ان هذه المشكلات  ليست صعبة جدا أو لا يمكن حلها ، فهي مجرد خلافات ويمكن الرجوع للدستور لحسمها او حتى المحكمة الاتحادية، مؤكدا على  ان الحكومة والاقليم قادران على ازالة هذه العقبات عبر الحوار الداخلي بين الأطراف وليس عبر التدخلات الخارجية لأطراف مثل أيران وتركيا .

 

 

مهند حبيب السماوي

[email protected]

   

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1105  السبت  11/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم