أقلام حرة
آهات مواطن
جسد الامام الحسين عليه السلام بين النواويس وكربلا . جاؤونا من خلف الحدود ومعهم معاويلهم الحادة التي اغمسوا أنصالها بالسم الأصفر الممزوج بالمكر والخبث والريح النتنة . جبل انت ياوطني .. قاعدتك الشعب وقمتك الحسين . شيدتك دماء الشهداء وتضحيات الأمهات . واشتد عودك بالصالحين على قلتهم . جبل انت .. كابر وكافح وقاوم وتحدى الزمن بكل ماحمله من صعاب وقهر وذل واحتلال ويهود ومغول واتراك وانكليز وامريكان وفرس واصحاب الجنسيات المتعددة وحملة الشهادات المزورة من دكتوراه وماجستير وبكالوريوس ودبلوم . هكذا انت ياوطني .. استمر وقوفك رغم المسدسات كاتمة الصوت والعبوات القاتلة الايرانية والطائرات الأمريكية والدبابات البريطانية .. ورغم سعي الخونة لإرضاء الآخر واشباعه وتجويع الوطن وذبحه . السلام عليك يا وطني. . السلام عليك يا وطني من المظلومين والمغتربين والفقراء والمساكين والصالحين والمبعدين . السلام عليك وقد طهرت ارضك اجساد الانبياء والائمة والاولياء . السلام عليك وقد سقت ارضك دماء الشهداء السلام عليك وقد روت ظمأك دموع الامهات والاباء . وطني .. هل كان حكامك عدولا ام ظلمة ؟ وطني هل كان صدام رئيسا ام سفاحا ؟ وطني هل اسقط الامريكان صداما لاجلك ام لاجلهم ؟ وطني هل جاء حكامك الجدد من الجوع والحرمان ام من التخمة والمتاجرة بدماء الشهداء ؟ وطني هل جاؤوا ليسرقوا ويقتلوا ويملأوا جيوبهم على حساب بطون ابناء الشعب السغبى ؟ بالامس سرقوا اموال الشعب وغذاؤه في وزارة التجارة وسرقوا الاموال بصفقات سلاح مشبوهة في وزارة الدفاع . وبعد ما سرقوا وجلبوا ادوية فاسدة وضارة احرقوا وزارة الصحة لإتلاف الوثائق التي تكشف سرقاتهم . – يدافعون عن السراق باستماتة لأنهم شركاء وبالإدانة يكشف امرهم .. تصدى نواب ووزراء ومسؤولون ورجال دين للدفاع عن وزير التجارة ومن معه من سراق قوت الشعب . – الآن وبعد ان سرق نفطك واهدره بسوء الادارة اصحاب الجنسيات المزدوجة او الثلاثية كالشهرستاني وغيره وحولوا البلد من مصدر ومتفضل الى مستورد ومستجد للمساعدات .. تدافع عنه الحكومة برئيسها ووزرائها وفضائياتها واعلامها واعضاء البرلمان ويتقدم الدفاع بعض المعممين مثل خالد العطية وغيره ويهدد من يقف ضده باراقة الدماء وبالصاق تهم مختلفة وبالتهميش والطرد من الوظيفة كما حدث لمدير نفط الجنوب فياض نعمة وغيره . – وطني .. يجلبون اغذية فاسدة ويوقفون الزراعة مع ان أراضيك اخصب الأراضي . – وطني .. يشترون من دول الجوار مواد رديئة جدا ويوقفون المعامل والمصانع الكبرى فيك ويمنعون اعادة تشغيلها بشتى الطرق . – وطني .. يستوردون ادوية منتهية الصلاحية ومسرطنة تضر المرضى ولاتنفعهم والمهم هو الربح الكثير . – وطني .. يحرقون الأراضي الزراعية فيك لكي تبقى تجارتهم في استيراد كل شيء والربح منه . – وطني .. يجلبون العمالة الأجنبية من الهند ومن باقي دول آسيا والملايين من الشباب فيك يفترشون ساحات تجمع العمال (المساطر) لانتظار من يشغلهم ويتجمعون على ابواب الدوائر الحكومية للحصول على فرص عمل لهم . هكذا ياوطني هم من يحكموك .. يسرقون ويقتلون ويحرقون .. وبهذه الثلاثية المترابطة في عالم الجريمة والتي تعلموها من عصابات المافيا العالمية تمحى آثار الجريمة ويخرج المجرمون من الباب الواسع في قاعة المحكمة .. مع انه لاتوجد محاكم عندنا لمحاكمة الوزراء والمسؤولون بسبب الحصانة المعطلة للعدالة . – ياايها الوطن المثخن بالجراح والغدر والخيانات .. من ذا الذي يضمد جراحاتك ويكفكف دموعك ؟ - قبل ايام سرقوا مصرفا في احدى زواياك ياوطني .. عصابة تابعة لأعلى سلطة في الدولة .. سرقوا المليارات وقتلوا الأبرياء من حماية المصرف . نفذوا اثنين من ثلاثية الجريمة .. سرقوا وقتلوا وفاتهم ان يحرقوا لأن الله تعالى اراد ان يكشف الشعب سارقيه . – في البداية أعلن عن الجريمة ومنفذيها ومن يقف وراءهم او الجهة السياسية المتنفذة التي دفعتهم لذلك .. ووصلت الخيوط الى نائب رئيس الجمهورية عادل عبدالمهدي .. وُصم جبينه وجبين اسياده بعار السرقة { وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} والقتل {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جميعاً}. وبعد أيام تراجعت وزارة الداخلية ولملمت القضية كما ارادها عادل عبدالمهدي والمجلس الأعلى وبهذا أصبح عادل عبدالمهدي هو البطل النزيه وهو الذي ابلغ الحكومة عن السرقة والسراق ومكان اخفاء الأموال المسروقة . النقود المسروقة وجدت في جريدة العدالة وهي جريدة المجلس الأعلى والسراق هم حماية عادل عبدالمهدي والمكان هو الكرادة وهي منطقة نفوذ وتواجد اقطاب المجلس الأعلى .. هل هناك ادلة اخرى يريدها شارلوك هولمز العراق ؟ هل يحتاج القضاء اكثر من هذا لكي يعرف المجرم؟ . هكذا ياوطني تباع وتشترى وتذبح وتقطع اوصالك .. لك الله ياوطني والثلة القليلة الصالحة من ابنائك الشرفاء الذين لاترهبهم التهديدات ولاتغريهم العقود و(الكوميشونات) .. ابناؤك الذين نذروا انفسهم لخدمتك ولتخليصك من السراق والقتلة .
عبدالكريم خليفة جابر
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1134 الاحد 09/08/2009)