أقلام حرة

محنة امريكا مع ال سعود / قاسم الخفاجي

بين ال سعود ونظامهم الارهابي المتخلف  من جهة وبين امريكا من جهة اخرى. فامريكا نفسها في حرج امام منظمات حقوق الانسان والراي العام الامريكي الذي لايقيم نظام ال سعود  الا على انه نسخة طبق الاصل من نظام طالبان سئ الصيت مع فارق ضئيل في ضبط الايقاع زائدا وجود النفط  الذي تحتاجه امريكا وتظهر حلمها من اجله.  كذلك لاتستطيع امريكا رغم نصائحها المتكررة ان تفك الارتباط بين نظام ال سعود كقبيلة حاكمة (يزيدعدد افرادها عن 10 الاف نسمة) وبين المؤسسة الوهابية التكفيرية  بسبب ان اصل النظام وتاسيسه قام على التحالف بين الطرفين. ولكن وبعد احداث 11 سبتمبر وتزايد جرائم الوهابية سواء عن طريق الفتاوى او الدعم المالي الهائل عبر العالم وكون هذا الدعم يلقى قبولا وتشجيعا لاينصرف الية الشك من ال سعود  انفسهم فعلى سبيل المثال عندما تزايدت الاعمال الارهابية في العراق وتعاظم القتل الطائفي  عام 2006  ظهر الملك السعودي عبد الله على التلفزيون  متفاخرا بقوله (الاسلام قوي الاسلام عزيز).  وبطبيعة الحال فان امريكا واجهزتها تراقب كل شئ ولاتترك اي شئ للصدفة ولكن في نفس الوقت فان لكل شئ حساباته . محنة امريكا ببساطة تعني ان الامريكان لايرغبون في رحيل حكم ال سعود  العشائري المتخلف  خشية من ان تعقبهم عناصر وهابية متشددة في الوقت الذي لاتستطيع امريكا خوض حرب جديدة  في المنطقة لاسباب  متعددة وشديدة التعقيد ذاتية واخلاقية. وانصبت جهود الامريكيين بشكل اساس وفاعل على انهاء العلاقة الحميمة بين ال سعود ورجال الوهابية وقد نجحت الادارة الامريكية ولكن بشكل جزئي ولايفي بالغرض فقد ظلت العناصر الوهابية التكفيرية  التي تصدر الفتاوى  بمناسبة وبدونها تصول وتجول مثل ناصر العمر وعبد الرحمن البراك  وغيرهم  دونما رادع او محاسب.  وعند التفكير مليا من قبل اجهزة الاستخبارات الامريكية فان الانقلاب العسكري  يظل خيارا اساسيا وحاسما ويجب تنفيذه في اللحظة المناسبة فمن المؤكد انه سيؤدي لمجئ نظام  جديد افضل يمهد لمرحلة جديدة ونظام حكم سياسي  ليس للوهابية اي فضل في صيرورتة وانبثاقه مما ينتج عنه بالضرورة اليات واسلوب للحكم افضل بكثير بعد تبني القوانين والانظمة العصرية التي تتناسب مع انسانية الانسان وتصون كرامته من العبث والفوضى القبلية التكفيرية. هل يحسم الامريكيون الامر ومتى فكل الانباء الصريحة والضمنية تؤكد انعدام الثقة بين الطرفين وان الامريكيين في طريقهم لاتخاذ قرارات تاريخية قد تغير  ليس وجه الشرق الاوسط وحسب وانما وجه العالم باكمله. لان  رحيل نظام ال سعود وانطواء صفحته هو رحيل للتخلف والارهاب والهمجية وشريعة الغاب وحتما ستكون بداية لعهد جديد وافاق اكثر تحررا واشراقا وعالم اكثر امنا واعتدالا وتسامحا.  لكن السؤال المهم يبقى هو متى يتحرك الامريكيون وباي وسيلة وكيف؟

 

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1602 الجمعة 10 /12 /2010)

 

في المثقف اليوم