أقلام حرة
الآن حصص الحق
ومن هنا كانت التصريحات المبرمجة والمستفزة أحياناً والمتناقضة في كثير من الأحيان حول أسباب الخلاف.
فقد صرح التيار الصدري أن حزب الدعوة يطالب بنسبة 51% من الائتلاف ليضمن رئاسة الوزراء وهو ما رفضته على حد زعمه باقي الكتل.
وإزاء هذه الدعوى كان المجلس الأعلى يصرح أنه لم يتم طرح موضوع نسب التمثيل لحد الآن.
وكذلك الحال بالنسبة لرئاسة الوزراء التي ادعى أكثر من طرف أن المالكي أصر عليها في حين صرحت أطراف أخرى أنها لم تبحث أصلاً.
وعلى هذا المنوال سار بعض الكتاب ممن عابوا على حزب الدعوة حرصه على إشراك مكونات أخرى من الشعب العراقي للخروج من التخندق الطائفي ولكنهم عادوا فمدحوا تشكيلة الائتلاف لاشتمالها على مكونات أخرى من الشعب العراقي.
إن المتابع للعملية السياسية يعرف أن الخلاف حول نسب التمثيل كان دائماً المعوق الأساسي في تشكيل أي ائتلاف، فمن حقنا أن نتسائل لماذا تم الاستعجال في اعلان الائتلاف قبل حسم المسائل الأساسية؟ ولماذا تم الاعلان عن ائتلاف غير ناضج نجزم أن عقده سينفرط عاجلاً أم آجلاً ما دام الذي يجمعهم الرغبة في اقصاء المالكي وحزبه عن رئاسة الوزراء. وسرعان ما سيتقاتلون على الغنيمة (إن كانت هناك غنيمة).
وإذا كان البعض يتناسى فإن العراقيين لم ينسوا أن حزب الدعوة تنازل عن عدد من مقاعده إرضاءً للتيار الصدري وحرصاً على مشاركته في الائتلاف السابق وهو ما لم تقم به أي كتلة سياسية أخرى، قبل أن تنقلب الكتلة المتذبذبة أصلاً في مواقفها على الائتلاف. ولذا فلا أحسب أن محاولة الصدريين وغيرهم الإيحاء بأن العائق الوحيد أمام مشاركة الدعوة في الائتلاف هو الحرص على عدد من المقاعد قابلة للتصديق فليس هذا شأن الدعوة ولا ديدنها.
ولم ننس أن كتلة الفضيلة انسحبت من الائتلاف بعد فشلها في الحصول على وزارة النفط. ولاشك أنها ستنسحب من الائتلاف الجديد بعد الانتخابات. فالائتلاف بالنسبة لها كان ولا يزال مطية تركبها لدخول مجلس النوب والتغطية على شعبيتها المتدنية التي كشفتها انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة.
أما طموح المجلس والتيار فمعروفة للجميع ولابد أن يزاح المالكي لكي تتحقق.
وها قد بدأت الأمور تتكشف فقد تناقش الجماعة واتفقوا على تقسيم المناصب، فرئاسة الائتلاف في البرلمان للجعفري ورئاسة الحكومة لعادل عبد المهدي. وبئس الاختيار فالأول لا يحضر جلسات مجلس النواب فكيف يترأس كتلة يراد لها أن تكون الكتلة الأكبر والأكثر فاعلية، فـ:
إن كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
والثاني محل ثقة الجماهير بعد حادثة الزوية !!! ويبدو أن الدور سيكون على خزينة الدولة إذا تولى رئاسة الوزراء.
الأيام القادمة ستكشف ما جرى خلف الكواليس وسيعلم الجميع من الذي كان حريصاً على المصلحة العامة ومن الذين كانوا يجرون خلف المناصب.
د. سالم الصراف
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1154 الاثنين 31/08/2009)