أقلام حرة
لماذا لانتظاهر؟ / عبد الرضا الوائلي
والمتقاعسين والساكتين والخانعين والنائمين والواقفين والخائفين والمرتشين واشباه المتدينين والمتوهمين والمشككين، وغيرها من العنوانين التي تنطبق على الذين يرتضون بالذل والهوان، والى اؤلئك الذين لايحسون بمعاناة الفقراء. افرزت التظاهرات الاخيرة التي عمت مدن عراقنا الحبيب من هو ضد او مع الظلم الاجتماعي، ومع شديد الاسف ان الكثير من الشعب العراقي بمختلف انتماءهم الطبقي الاجتماعي لم يناصروا المتظاهرين ولم يؤيدوا خروجهم للشوارع ولاسباب اعتمدواعليها لاتهمنا الاسباب بقدر ماتهمنا الاسباب التي دعت هؤلاء بعدم مناصرة المحتجين، ساذكر الاسباب قبل الدخول في نقد امة لها تاريخ اسود وغير مشرف – الكلام ليس على نحو العموم وانما يشمل العناوين التي ذكرت، ساكتب بالرغم من خطورة وحساسية الموضوع الذي اكتب عنه، الاسباب:
1-عامل الخوف الذي مازال يخيم على الكثيرين بسبب اجرام النظام السابق وقسوته انسحب هذا الخوف على النظام الحالي وظل البعض يعيش في فكرة سطوة الحكومة وقوتها التي لاترحم، وهذا العامل نلمسه في طبقة كبار السن نسبياً، والبسطاء من القوم وضعاف الارادة واصحاب الشخصيات التي لاتثبت على خط واحد فكري.
2- عدم وجود ثقافة التظاهر والتعبير المباشر لدى الكثيرين من الشعب وهذا السبب مترتب على العامل الذي سبق.
3- وجود طبقة منتفعة من سياسة النظام الحالي، وهؤلاء يختلفون في انتماءهم الطبقي، منهم التجار،المقاولون، الموظفون، المنافقون، المستفادون من الحكومة الحالية امثال شبث بن ربعي وحجار ابن ابجر .
4- عامل التبعية لدى اغلبية الشعب العراقي، بمعنى اخر ان غالبية الشعب تتبع المراجع الدين، وهؤلاء المراجع هم الذين يحركون الشارع كالسيد الشهيد الصدر الثاني(قدس سره) كان يحرك الشارع الشعبي بقوته الدينية يعني ليس بعلميته الفكرية، وقد تحدى النظام السابق بهذا العامل بحيث النظام السابق كان يحسب مليون حساب للتحرك الشعبي وذلك عن طريق قناة المرجع وهي الطاعة المطلقة من قبل الموالين للمرجع وخصوصا اذاما كان المرجع يتبنى نظرية ولاية الفقيه، وهناك حوادث حدثت في زمن السيد الشهيد الصدر لايسع المقام من ذكرها، هذا العامل برأيي هو اهم الاسباب التي دعت اغلبية الشعب لايتفاعل مع المحتجين او المنتفضين، ولا اجد في هذا الامر غرابة لانني ابن الجنوب وعاصرت انتفاضتين 91و99 ، وخصوصا انتفاضة 99 كان موقف المرجعية منها خجول، ومن هذا الباب ان الحكومة الحالية تعلم ان مرجعية النجف الدينية لاتول اهتماما لهكذا ظواهر اجتماعية وعلى هذا الاساس ان الحكومة تعلم مسبقاً لايسمها شر مادام المرجعية بعيدة عن الحكومة، وبالعربي الفصيح (نام رغد). نعم هناك مواقف للمرجعية في النجف الاشرف لكن لاتترجم على ارض الواقع.
5- عامل الخوف الطائفي، هنا اقف عند هذ النقطة، بعض عامة الناس من طائفتي يعتقدون التظاهر ضد الحكومة الحالية يعني اسقاط الحكم الشيعي في العراق هكذا اعتقادهم وهم معذرون لان الاعلام السلطوي الحزبي يضلل الرأي العام بحجة ان البعثيين يرجعون للحكم وان السنة يرجعون ويسيطرون على الحكم، مثل هكذا مخاوف باطلة جعلت الناس تبتعد عن التظاهر ضد الفساد المالي والادراي .
6- الاحزاب الموالية للحكومة بطبيعة الحال لايعجبها التظاهر لان التظاهر يتضارب مع مصالحهم الحزبية الضيقة.
7- هناك عامل مهم وهو تسيس التظاهر لفئة او جهة سياسية او حتى لطائفة وهذا التخوف راجح لان الانتفاضات تقوم على اكتاف الفقراء ويأتي متخم ويجلس على طبق من ذهب.
وهناك عوامل اخرى ربما لضيق الوقت او لضيق الافق الذي اتمتع به لم تذكر، والمهم والخلاصة نقول للحكومة: ان الديمقراطية التي تتكلمون بها هي تعني الحرية في التعبير وممارسة التعبير احدى اشكالها رفض او قبول عمل حكومة ما مع اخذ النظر بحجم المتظاهرين، وبالتالي ان خوف الحكومة ليس في محله من مجموعة تتظاهر قليلة على حد ادعاء الاعلام الحكومي.
يتبع
عبدالرضا الوائلي
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1776 الخميس 02 / 06 /2011)