أقلام حرة

الكهرباء والماء والهواء .. وحي الخضراء

 ولكن يبدولي في العراق ان الامور مختلفة تماما، كل شيء في العراق مختلف، حتى المناخ والجماد والحيوان فضلاً عن اختلاف الانسان فيه عن بقية بلدان العالم. اليوم العالم في حالة نهوض حضاري، وهذا النهوض يصب في مصلحة الانسان والحيوان، ولذلك نرى الدول المتحضرة تسعى الى اسعاد شعوبها موظفة امكانياتها المادية وحتى المعنوية في خدمة شعوبها. اذا ما عملنا مقارنه بين العراق وبين الدول علينا ان نستثني دول من هذه المقارنة كالدول الغربية والغيرغربية المتطورة، توجد دول تتشابه مع العراق بالعقيدة والتقاليد والمناخ وطبيعة المجتمع باستطاعتنا ان نقارن بينها وبين العراق. هذه الدول نرى شعبها ينعم بالخدمات الاساسية للحياة، ومعظم هذه الدول لاتمتلك الاقتصاد القوي كماهوالحال مع العراق مع ذلك نلاحظ انها في مصاف الدول التي تنعم بالحياة الجيدة نسبياً، ولكن بلدي العراق فالامر مختلف فيه ومرعب .ان فترة المسؤولين الحاكمين الحاليين ليست بالقليلة 6 سنوات بعد سقوط بغداد والى الان مشكلة مياه البصرة المالحة لم تحل بل تزداد مياهها ملوحة، هذه البصرة التي تعتبر شريان العراق والمغذي الرئيسي للعراق كبلد اقتصادي نفطي نراها مدينة بائسة فقيرة وسخة، اهلها يلعنونها ليل صباح من شدة ملوحة مياهها وعدم وجود الكهرباء فيها ومن هوائها المترب المغبر. هذه دولة الكويت من بعد خرابها واحتلالها نهضت في فترة قياسية واصبحت من الدول المصدرة للعراق، وماذا تصدر؟ تصدرالمياه المعدنية الحلوة العذبة!!!، يالعار العراق والبصرة، العراق يستورد مياه صالحة للشرب من دولة الكويت ذات المياه البحرية المالحة. انه امر محزن ان يكتفي المسؤول عن البلد بالتصريحات والوعود والتسويف بتوفير الخدمات والاساسيات للمواطن، وان اغلب هؤلاء المسؤولين  يعيشون في بيوت خضراء حمراء وبيضاء في منطقة  الخضراء ويحسون بنعمة الماء الصالح للغسل والشرب، ونعمة الكهرباء،بعبارة اخرى هؤلاء المسؤولين يعرفون جيداً ان الحياة من غير الماء والكهرباء والهواء ليست حياة بل هي موت حقيقي، فلماذا اذن هؤلاء المسؤولين يتسببون بموت الملاين وهم معظمهم ينتمون الى احزاب اسلامية؟!!!. يجب ان ننصف المسؤولين بالكلام والنقد، وان لانلقي اللوم المستمر عليهم فقط، الشعب ايضا مسؤول لان هو من اوصل هذه النماذج الفاسدة الى سدة الحكم والاستحواذ على القرار الرسمي للدولة. هذا الشعب لا ابالغ اذا اقول انه شعب يستحق التعب والعذاب الدنيوي، لانه شعب يحسن التصفيق والتطبيل والهوسة لمن هب ودب، ويحسن النفاق وتقبيل الايادي، ويبرع في الخروج عن بكرة ابيه اذا ما مات شخص ويهتفون باسمه، ولايخرج من اجل المطالبه بتوفير الكهرباء والماء و يقوم بنصب سراديق مطالبة واعتصام مثل مايفعل مع الاموات بنصب السراديق لهم،هذا الشعب يبدو لي انه استسلم للقضاء والقدر تحت مخدر الوعود واطاعة المرجعية وتحت مبدأ (انا شعليه) وماذا عسانا ان نفعل والامر بيد الحكومة ونحن لاحول ولاقوة، هذا عين الجبن والخضوع ان ترى الظلم ولاتتكلم ولاتطالب برفض الظلم. على مثقفي العراق ان يثقفوا الشعب العراقي ويعلموهم بان الحياة هي الكهرباء والماء والهواء وليست بيت دبل فاليوم وسيارةبرادو او كامري ومحرك توليد كهرباء امبيري . هذه مسؤولية الجميع ان يعلم المواطن بضرورة المطالبة بحقه الطبيعي الاساسي في الحياة، والطرق كثيرة ما على الشعب الا الاجتهاد بطريقة المطالبة، واول الاجتهاد ان لاينتخبوا نفس الوجوه التي فشلت في اسعادهم وجلب الراحة اليهم في الدنيا.

 

عبدالرضا الوائلي

[email protected]

02.09.09

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1156 الاربعاء 02/09/2009)

 

 

في المثقف اليوم