أقلام حرة
إهتزازات
قطاعات كثيرة تأثرت بالأزمة منها السياحة والسفر وسوق العقارات حتى أن الحكومة العراقية أعلنت مؤخرا أن العراق عدل عن بيع فيلا فخمة تقع في مدينة كان الفرنسية كان يملكها شقيق صدام حسين وذلك بسبب انهياراسعار العقارات والأمر لم يتوقف عند فرنسا التي توقع ف المركز الفرنسي أن تشهد الحالة الاقتصادية في فرنسا ركودًا حادًا ويكون الأقوى منذ الثلاثينات ففي الولايات المتحدة الأمريكية بدت الازمة في أوجها ولي صديق يقيم في مشيغان عرض بيته بنصف السعر الذي اشتراه به دون أن يجد مشتريا !!
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وصلت إلى نجوم موسيقى البوب الأغنياء الذين تقلصت ثرواتهم بشكل واضح. وأصدرت صحيفة "صنداي تايمز"قائمة رصدت خلالها ثروات 50 من نجوم الموسيقى في بريطانيا. !!
وحتى على المستوى الثقافي ظهرت إنعكاساتها، فصرنا نسمع يوميا عن تراجع مبيعات الكتب بسبب هذه الأزمة الطاحنة بل إنعكست على الجانب الفني ويبدو أن الأزمة المالية والرغبة في التوفير بأقصى درجة ممكنة وصلت حتى إلى كاتب أحد أنجح المسلسلات الأمريكية "زوجات بائسات" اضطر، مكرها، لإلغاء دور نيكوليت شريدان التي تقوم بدورة المرأة الشقراء ايدي لـ"أسباب اقتصادية" ليوفر لميزانية المسلسل ما بين 100 ألف وحتى 200 ألف دولار عن الحلقة الواحدة في المسلسل كما نقلت وكالات الأنباء !! فجعلها تموت في حادث سير !!
كل هذا أمر متوقع ويمكن أن يحدث ويتم إصلاحه حينما تنتهي الأزمة، لكن من يستطيع ايقاف التدهور الأخلاقي إن حصل في المجتمعات؟
وقد حدث شيء من هذا في أمريكا فقد جرى إفتتاح مقهى نادلاته عاريات الصدور كما قرأت في الزمان اللندنية حيث يقمن على خدمة الزبائن بصدور عارية في مقهي "غراند فيو توبليس" (Grand View Topless Coffee Shop) الذي يعج بالزبائن منذ اللحظة الأولى لإفتتاحه في بلدة "فاسالبورو" بولاية مين حيث ي التي إحتج سكانها "
ولكن ماعلاقة هذا المقهى بالأزمة الاقتصادية؟
يشرح المالك وجهة نظره قائلاً: "أعرف تحديداً ما يجذب الناس.. هم يحبون العري، والقهوة عمل مربح في ذات الوقت " ورغم إحتجاج سكان البلدة البالغ عددهم 4500 نسمة الإ أن طلبات العمل قد إنهالت، كما يؤكد الخبر، للإلتحاق بالمقهى وبلغت أكثر من 150 طلباً، خلال أقل من أسبوع في مؤشر آخر قد يعكس صورة متشائمة لوضع سوق العمل بالولايات المتحدة"
ويضيف كرابتري أن مقهاه يوفر المتنفس لعملاء يرزحون تحت وطأة ضغوط اقتصادية طاحنة، مضيفاً: "الاقتصاد سيئ للغاية.. الجميع يفقدون منازلهم وروابطهم، يفقدون كل شيء امتلكوه.. الناس يغادرون المكان وهم سعداء ويتشوقون للعودة مرة أخري.. من الجميل أن ترى البسمة تعود الي الوجوه مجدداً"
ويبدو إن هذه البسمة التي يتحدث عنها صاحب المقهى والتي أجهزت عليها الأزمة الإقتصادية لن تعود بحل هذه الأزمة بل ستعود مع إهتزازات الصدور العارية وستهتز مع كل إهتزازه قيمة أخلاقية !!!
صحيفة المثقفwww.almothaqaf.com العدد: 1054 الخميس 21/05/2009 (ارشيف الاعداد) الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي الصحيفة بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. |