أقلام حرة

برلمان أم خان جغان؟ / سفيان الخزرجي

تعمل هذه الكاميرات 24 ساعة وتسجل الفيديوات في قرص محفوظ في مكان لا يستطيع ان يصله من يريد الاضرار بالكاميرات، اضافة الى ان الكاميرات تنقل الصور لي عبر الانترنت حتى وانت كنت في اي مكان في العالم فيه انترنت. ولكي يفتح الشخص الاستوديو فعلاوة على جهاز الانذار فانه يحمل كارتا مغناطيسيا يسمح له بفتح الباب الرئيسي.

 

هذه حال ستوديو ليس مهما بالنسبة للشعب السويدي ومن المستبعد جدا ان يتعرض لعمليات ارهابية.

فما هي حال برلمان يضم 375 منتخبا من الشعب العراقي؟

سيارة مفخخة تمر بعدة نقاط تفتيش وتتفجر داخل البرلمان.

لنفترض جدلا ان اجهزة فحص المتفجرات فاسدة حالها حال اي جهاز حكومي، ولكن..

الا توجد كاميرات مراقبة عند كل نقطة تفتيش؟

في السويد وفي كثير من البلدان الغربية توجد كاميرات في الشوارع العامة لمراقبة السرعة، وعندما تتجاوز السرعة المحددة تلتقط لك الكاميرة صورة، ويأتيك تبليغ للبيت بمخالفتك مرفقة معها صورة مقربة لوجهك وانت خلف مقود السيارة.

هذه الكاميرات موجودة في الشوارع العامة لسلامة المرور، فكيف لا توجد مثل هذه الكاميرات في مدخل البرلمان العراقي لسلامة النواب الذين يمثلون الشعب.

ولماذا لا تكون الباجات (كارتات التعريف) التي يحملها اصحاب السيارات التي تدخل البرلمان مزودة بشريط مغناطيسي، يضع صاحب التصريح الكارت الممغنط على جهاز خاص يقرأ هذا الكارت المبرمج من قبل دائرة امنية خاصة وفي حال صحته يظهر ضوء اخضر ويفتح البوابة لدخول السيارة. فحتى الشرطي او الجندي المسؤول عن البوابة لا يستطيع فتح البوابة بدون هذا الكارت الممغنط، وبالتالي يتعذر على الشخص الغير مخول تجاوز البوابة حتى وان هدد حارسها.

طبعا هذه الكارتات الممغنطة تحمل رقما سريا يسجله الجهاز المخصص عند البوابة، وهذا الرقم مسجل عند الدائرة الامنية التي سلمت الكارت باسم الشخص الذي استلمه

وعليه فان الباج (الكارت) الذي قرأه الجهاز يحمل اسم صاحب الباج.

 

قد يقول قائل ومن اين لدولة في مجاهل افريقيا هذه التقنية المتقدمة؟

ولكن.. وهذا ما يجعل العراقي يفقد صوابه ان العراق يملك القدرات التكنولوجية قبل دخول الاميركان.

ودعونا نتقبل الفكرة ان العراق كان بلدا متخلفا ولكن اميركا بكل عظمتها وكل تقدمها التكنولوجي كان تدير العراق في الوقت الذي كانت تسرح وتمرح فيه السيارات المفخخة.

الم يستطع الاميركان وضع مثل هذه الكاميرات او تقديم مثل تلك الباجات لحماية افراد البرلمان المنتخبين من الشعب؟

مرت السيارة المفخخة عبر عدة نقاط تفتيش وتفجرت داخل البرلمان، وما زالت الحكومة تضرب اخماسا باسداس لمعرفة صاحب السيارة، والرئاسات الثلات تتبادل الاتهامات!!

 

فيا اخوان، أهذا برلمان أم خان جغان؟

 

سفيان الخزرجي

 

.................

للتعريف: خان جغان هو خان واسع كان يقع في بغداد خلف خان مرجان مقابل الشورجة، شيده والي بغداد سنان باشا جغاله زاده عام 1590 م وقد اصبح اخيرا خانا للمسافرين يدخلونه ويخرجون منه بلا حواجز ولا ابواب.

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2011 الثلاثاء 24 / 01 / 2012)

 

 

في المثقف اليوم