أقلام حرة

بين قفازات الحكم والمعارضة.. ديمقراطيه بمقاس عراقي / فريدة الحسني

ومن بين كل الضباب والدخان والعتمة حاولوا ولازالوا يحاولون قيادة  العراق نحو ضفة الأمان والاستقرار وكان من ابرز الشخصيات التي تصدت ولازالت هي شخصية نوري المالكي حيث تمكن هذا الرجل ومن خلال دورتين انتخابيتين  تحمل  خلالها كل الصعاب، صعاب تحدي الإرهاب، وتحدي المؤامرات الإقليمية والدولية التي اجتمعت كلها على البلد، إضافة إلى تحمله أمزجة الخصوم ، وحين نريد ان نتكلم وبكل تجرد نجد ان هذا الرجل هو الشخص الأنسب لقيادة البلاد في المرحلة الراهنة، لهذا نجده قد وقع بين محنة الحكم والمعارضة ولانه يقود تيارا وطنيا يريد او يحاول ان يصل بالعراق إلى بر الأمان ويريد عراقا قويا سياسيا واقتصاديا وغير خاضع للنفوذ الخارجي وهذا مالمسناه من خلال عمله طيلة السنوات التي مرت وهو يدير البلاد  فقد دخل شرنقة المعارضة الغير مبررة في اغلب الأحيان، فمن خلال ادارته لاحظنا كيف يواجه تيارات عديدة فمنها جزء من الحكومة ومنها ما هو خارجها تتصارع معه انتصارا لأجنده تحملها، فهناك من يسعى لقلب المعادلة السياسية الجديدة لصالحه وبدعم سعودي قطري تركي،  وهذا الخصم نجده مشاركا في الحكومة ويمارس دوره التخريبي من خلال هذه المشاركة وهناك من يصارع الحكومة المركزية اليوم بقوة ويريد ان يشارك الحكومة المركزية في كل شئ، لكن لا يسمح بان يشاركه احد في حدود نفوذه، فهم الإخوة الاكراد، الذين يريدون مشاركة المركز في كل شئ، ولا يسمحون للمركز بان يمارس صلاحياته الدستورية في الاقليم، والملفت للانتباه انهم جزء من الحكومة ويهاجمونها وكأنهم غرباء عليها ونسوا او بالأحرى تناسوا انهم جزء مهم في الحكومة، لذا أرى ان استغلالهم لهذا الظرف هو ليس في صالحهم، كما عليهم ادراك انهم جزء من العراق وان الشعب العراقي لن يتخلى عن حبه للاكراد لانهم جزء منه وبالاضافة الى هاتين الجهتين هناك جهة اخرى. تاثيرها ضعيفا الا انها تولد زخما وتشجيعا لبقية المعارضين المشاركين في الحكومة المركزيه فهم من يستغل الإعلام بطريقه  التشويش  على عمل الحكومة وهؤلاء ايضا يتحركون بدافع الحسد والانتقام فنراهم مرة يصطفون مع هذه الجهه واخرى مع تلك، لالشيء سوى بدافع المنفعه والطمع في الحصول على المنصب وهذا امر يؤسف له لان مثل هؤلاء لا يفكرون بالمصلحة العليا للوطن، بل بالمصلحة الشخصية فحسب، كل هؤلاء هم موضع اهتمام واحتضان القوى الاقليميه المعاديه للعراق وشعبه لانها تريد منفذاً ومبررا تتسلل  من خلاله حتى يسهل لها التدخل في شؤون العراق الداخلية بغية إضعاف العراق وتعويق تقدمه الديمقراطي فهم ضد ارادة الشعب العراقي الممثل في حكومة المالكي المنتخبة من الشعب، الذي يرفض الابتزاز، ويرفض التقسيم على اساس قومي وطائفي، ويرفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للعراق، ويرفض مصادرة الدستور، ويرفض الاجندات الخارجية.

صحيح ان الاحتلال خلق وضعا شائكا في العراق وصحيح ان الخراب شمل جميع مرافق الدولة لكن العراق ضحى بكل هذا ولايزال يضحي من اجل ان يضع الاسس الحقيقية لربيع عربي ينطلق منه ، ورغم كل ماحصل ويحصل من محاولات اعاقة وتخريب فأنها لايمكن ان تقهر ارادة الشعب. لكن المؤسف حقا ان الشركاء قد وضعوا حكومة السيد المالكي بين حصارين يتمثلان بالحكم والمعارضة في ان واحد، لذلك أن الفرادة التي يتميز فيها النظام الديمقراطي العراقي عن سائر الديمقراطيات في العالم هي ان الحاكم يحاصر بين سندان الحكم ومطرقة المعارضة فالحكم والحاكمية لها أسلوبها ونهجها وكذلك المعارضة وكل واحدة لها منهج مختلف فهي اذا اجتمعت تصتدم وتولد شرار ينعكس على مجمل الحياة العملية للدولة وهذا تحديدا مايعاني منه اليوم رئيس الوزراء نوري المالكي، فهذه ميزة تفرد بها المالكي وقاد العراق بمنهج ديمقراطي ستتضح ملامحه في الزمن القريب ديمقراطيه على مقاس عراقي اذا صحت التسمية بين اللين والشده تبرز ديمقراطيه مميزة وهذا مااتسمت به حكومة المالكي فقد اثبت جرأته وتوجهه الى خدمة الشعب وإرجاع هيبة الدولة والحكومة الى مكانها الصحيح ، وسوف يلقى المزيد من التأييد الشعبي اذا استمر بإصراره، ان العراق بحاجة الى قائد ملتزم بوعوده نابذا المحاصصة والطائفية مادا يده إلى كل القوى الوطنية التي أثبتت طوال تاريخها السياسي مدى إخلاصها للشعب والوطن فلا فرق بين مواطن وأخر الا مقدار ما يقدمه من خدمات إلى شعبه ووطنه.

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2087 الاربعاء 11 / 04 / 2012)

في المثقف اليوم