أقلام حرة
هكذا تكلم السرداح / زيد الحمداني
في مجتمعاتها فتحت لنا بابداعك اللامتناهي فرصة اللقاء بوجوه تشع نورا ومعرفة.
بالامس فقط وفي كتاب الوجه الذي اخترعته "الفيس بوك" قرأت خبرا غمرني بحزن عميق على صديق رائع وأديب مبهر. حيث نشر صاحب القلب الكبير استاذي د. سعد الصالحي تعليقا يقول فيه: " مسلم السرداح تعرض لجلطة دماغية. لمن يود الاطمئنان عليه يستطيع ان يتصل به تلفونيا ورقم هاتفه الجوال هو .... "
شعرت بهم يقدح في صدري، وانتابني قلق ظاهر. اتصلت بالسرداح على الفور. لم يرد على اتصالي أول مرة. أزددت قلقا، ثم عاودت الاتصال مرة أخرى. فاجاب.
- " حبيبي مسلم، كيف حالك؟ عسى ان تكون بخير ايها الصديق الطيب."
- " الحمد لله على كل حال." قال لي بصوت متعب. ثم أردف قائلا: " عفوا من أنت؟"
-" هذه أول مرة اتصل بك. انا زيد يا صديقي. زيد من جماعة المثقف."
نعم فنحن جماعة والدليل ان الجميع هرعوا للاتصال بك وانت في أزمتك ياصديقي. لكن جماعتنا ليست جماعة حزبية قائمة على ايديولجيات فكرية معينة. لا ابدا. جماعتنا هي جماعة تعتنق الثقافة الانسانية فكرا ومنهجا.
قلت لي انك بحالة مستقرة الآن. ارتحت لذلك كثيرا ياصديقي البصراوي. " ما أجمل البصرة؟!" فكرت في نفسي وانا اتحدث معك. اغنى مدينة في بلاد الرافدين. ولربما من أغنى مدن الأرض بما تحمله في رحمها الخصب من ثروات لا تقدر بثمن.
ثم صرت تحدثني عن رحلتك العلاجية الغرائبية. قلت لي ان سيارة الاسعاف التي حملتك الى مشفى البصرة كانت تئن من اوجاعها. حتى غطى أنين اوجاعها على انين اوجاعك ايها الطيب. والأنكى من ذلك أن راعيها -سائق السيارة- طلب منك أجرة النقل. عجيبة!!
قلت لي أيضا أن المشفى المحترم يستقبل مرضاه بكل مودة. ابتهجت لذلك حقا. وتجاوزت محنة السائق الطماع وسيارته المتهالكة. لكن فرحتي لم تدم طويلا. لأن أجهزة العلاج الطبيعي لا تعمل. والسبب خطير ومذهل ومدهش: الكهرباء مقطوعة!!
فكرت ان اكتب رسالة اقول في مطلعها:
عزيزي ابو اسراء.. مشفى البصرة الفيحاء.. بلا كهرباء.. فما حالكم في المنطقة الخضراء؟!!
ثم عدلت عن فكرتي البلهاء حين استرجعت ما حدث مع سيد الشهداء هادي المهدي. الذي قال كلمة حق عند مافيا الوطن، فعالجته برصاصتين في الرأس.
يا سرداح.. يا صاحبي.. ايها الجانح نحو الشمس.. لاتحزن.. ان الله معنا.. الم تقرأ قوله: ((وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ))
عسى ان يزول كربك.
وتتجاوز محنتك.
وتعود لقلمك.
فنحن في انتظارك.
د. زيد الحمداني
أبوظبي 12/06/2012
تابع موضوعك على الفيس بوك وفي تويتر المثقف
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2150 الاربعاء 13/ 06 / 2012)