أقلام حرة

بشرى سارة للسمان في العراق !! / أسماء محمد مصطفى

من جراء تحفز الغدتين الكظرتين على إفراز هرموني الأدرينالين والكورتيزول في الدم . وعليه فإن الدراسة تنصح السمان بإزالة أسباب التوتر ليتخلصوا من الوزن الزائد، من خلال بعض الإجراءات، منها :

إعداد قائمة بالأمورالنفسية والجسدية التي تصيب الشخص بالتوتر، لكي يحدد مسببات الضغط العصبي بدقة، ومن ثم يحاول التخفيف منها، عبر عدّ وسائل تقترحها الدراسة، ومن ذلك :

الاسترخاء في مواعيد يومية ثابتة وبلامقاطعة، وممارسة رياضة اليوغا، والتنفس العميق، واخذ حمامات ساونا مرة أسبوعياً، وتناول الأطعمة المضادة للتأكسد ذلك إن التوتر المستمر يتسبب في زيادة معدلات التأكسد في الجسم .

تثير تلك الدراسات شجوننا في هذا البلد المتوتر منذ عقود طوال، إذ إننا إذا عملنا بنصائحها، من خلال تأشيرنا أسباب التوتر، نجد أن القائمة طويلة وعريضة لاتسعها صفحة واحدة .

فمن حقوق إنسانية منتهَكَة الى أوضاع سياسية ملتبسة واقتصادية واجتماعية غير مستقرة، الى شظايا أحلام وطموحات خافتة لدى شرائح مختلفة وفي مقدمتها شريحة الشباب العاطل عن العمل والعاجز عن الزواج لأسباب مادية، الى مخاوف تأصلت في أطفالنا الذين فتحوا عيونهم على واقع عنيف، والى .. والى .. والى ..

إن أبسط حقوق المواطَنة يتمثل بالحصول على خدمات جيدة او على الأقل مقبولة إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار الظروف الاستثنائية التي مرّ بها البلد مروراً بالمخاض الصعب لولادة لم تكتمل بعد لعراق جديد يرفل بالامن والسلام والحقوق الإنسانية . لكن أين هي هذه الخدمات، وأغلب مايحصل عليه المواطن يمثل خدمات عليلة او غائبة غالباً من جراء سرقة المال العام مما يدل على ضعف قيادات المؤسسات الخدمية اوغياب إخلاص القائمين عليها .

إذن كيف لنا أن نزيل هذا السبب، لكي تخف قائمة التوترات قليلاً ؟!

لاتكمن إشكالية تلك الدراسات في مسببات التوتر فقط، وإنما في طرائق إزالة المسببات !! إذ إن المطلوب أن نسترخي في مواعيد ثابتة من غير أن يقاطعنا احد ! لكن أين نسترخي ؟

أنفعل ذلك في البيت الذي نمارس فيه ( رياضة ) يومية قسرية، بدلاً عن اليوغا، اسمها مركب : حوِّل على الوطنية .. راحت الوطنية جتي السحب .. انكَطع واير السحب .. مولدة الشارع عطلت .. طفي الثلاجة راح نشغل مولدة ؟!! انهجم بيت اديسون على هاالاختراع !!

أم نسترخي أمام شاشات الفضائيات التي تدر علينا بأخبار المصائب من مفخخات وطائفيات الى اقتسام الكعكات وغير ذلك ؟! آخذين بنظر الاعتبار أن نشرات الأخبار تسبب الاكتئاب، أم نجد في الشوارع سلوتنا للاسترخاء حيث الزحامات الخانقة وضياع الوقت الثمين من أعمارنا في انتظارات غير مجدية وهواجس ومخاوف من أن تختصر عبوة ناسفة اوسيارة مفخخة علينا عبء الانشغال بسبل الخلاص من التوتر، بإلقائنا الى الفناء ؟

أم نسترخي في العمل حيث تنتظرنا قائمة أخرى من المنغصات، قد يستطيع الدبلوماسيون والمتفانون فقط التكيف معها او الانشغال عنها بالعمل الجاد ؟!

ومن الطرائق المزيلة للتوتر، والتي تؤكد عليها تلك الدراسات : الاستعانة بحمامات الساونا .. وهي متوفرة لدينا مجاناً وموزعة بيننا قسراً وعلى نحو واسع صيفاً، حيث ما أن تنطفئ الكهرباء حتى نستمتع بالساونا الاجبارية، وهذا يحدث كثيراً ومراراً في اليوم الصيفي الواحد، وبما إن السنة في العراق تتكون من أحد عشر شهر جهنمي وشهر واحد صيفي !! فإننا في طليعة الشعوب الممارسة للساونا، ومع ذلك لا تنقص أوزاننا !!

كما تشير الدراسات نفسها الى أهمية تناول الأطعمة المضادة للتأكسد، ولاندري إن كانت أطعمتنا صحية فعلاً من جراء الملوثات حولنا وحولها، حتى تسهم بالتقليل من التأكسد ؟!

فبشراكم بشراكم أيها السمان، لن يكلفكم تقليل الوزن سوى القليل من غض البصر عن تلال من الهموم والمتاعب !!

ولكن مع ذلك ولكي لايقال أننا نكتب مايحبط الناس، وقد يزيد من توترهم، مما يؤدي الى مزيد من السمنة ـ نضع بين أيديكم قائمة ببعض الأغذية والفيتامينات التي تخفف من الشد العصبي، على وفق ماجاء في الدراسات :

الخضروات الورقية ومنها الداكنة كالبقدونس والفواكه الحمضية والحبوب والأسماك وزيوت بذور الكتان ولحم الكبد والسبانخ وحامض الفوليك، والتركيز على فيتامينات E و6 B وB12 وC و"المغنسيوم" والزنك والأعشاب .

نتمنى لكم شهية طيبة لتناول كل مامن شأنه التخفيف من الضغط العصبي والنفسي، وإن كنا نحلم بظهور دراسات أكثر عملية وأيسر تطبيقاً في العراق لكي ينعم ساكنوه بأيام خالية من التوترات، كدراسة تبين لنا كيفية فقدان الذاكرة في وقت قياسي، حتى ننسى الكثير من همومنا اليومية، فلا نتوتر !

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2174 السبت 07/ 07 / 2012)

في المثقف اليوم