أقلام حرة

30 مليار تقسيم 30 مليون / سمير اسطيفو شبلا

وبما ان الإنسان هوالحيوان الوحيد الذي يعرف انه ولد وانه سيموت لذا يشكل عنده نوع من القلق والاضطراب, كوننا داخل فترة زمنية داخلية في حاضر زمني مع حقائق هاربة منا التي خُنِقنا واختنقنا بها, وها هي تذهب سريعاً عنا ونحن نبقى في مكاننا دون ان نفكر بدوران الأرض! هنا لا بد بوجود زمن يبقى وهو "أنا" الموجود المدرك الواعي / وهذا الوعي والإدراك يتطلب كوني – أنا – موجود فعلاً يتطلب العيش الفترة الزمنية الداخلية مع حقائقها الهاربة اليوم بحرية! أي لسنا سجناء داخل المساحة الممنوحة لنا, من ولادتنا إلى مماتنا! ان أردنا ان لا نكون سجناء في الزمن علينا ان ننتبه للحقائق التي نعيشها منها وجوب ان نقسم 30 مليار على 30 مليون

 

الموضوع

لا بد الإشارة إلى الحقائق ونعيشها بالرغم من تحركها ومرورها ولكنها باقية بتواصل في حياتنا منها/ أُزيل النظام بكامله دون المقدرة لتأسيس وإنشاء بديل موضوعي – لا حكومة كاملة بشهادة الحكومة نفسها – لا برلمان صحي بشهادة البرلمانيين أنفسهم – رواتبهم أعلى من معظم رؤساء الدول العالمية – لا يحضرون الجلسات بانتظام – محاصصة طائفية – امتيازات كبيرة وخاصة بحيث زاد الفقير فقراً وزاد الغني ثراء وبالتالي لم نلمس نقص فقير واحد مقابل صعود غني واحد بالعكس أصبح اليوم في العراق طبقتين, طبقة الفقراء التي تضم ثلاثة مراتب للفقر وهي الفقير فوق الخط – تحت الخط – والفقر المدقع الذي يضم بنات وأطفال الشوارع وعوائل القمامة! وفي المقابل أيضا طبقة الأغنياء التي تضم ثلاثة مراتب للأغنياء, والنتيجة كانت المحاصصة السياسية والعسكرية, وتغليب فكر وفرضه على فكر آخر – واعتبار الحصص كأنها ملك صرف للمسئول بحيث لا يتصرف كعراقي بل يتصرف باسمه الأول وعشيرته, الأمثلة كثيرة جداً وستجاوز ما حدث في وزارة التجارة والكهرباء وواو,,, إلى هنا وحقائق الفساد بدأت تأخذ عمقاً, كلما مر الزمن عليها صعب اقتلاعها, لذا وجوب ان نأخذ نموذج الكهرباء مثالاً لهذه الحقائق التي لا تنتهي

 

الخاتمة والخلاص

التقارير الرسمية والشعبية / الوطنية والدولية تؤكد ان حكومة العراق صرفت 30 مليار دولار – كرقم وسط – على الكهرباء دون نتيجة / بالرغم من عدم الأخذ بنظر الاعتبار ما هوواقع حال في كردستان العراق! من جانب آخر ان فرضنا انه لم يكن هناك أية مولدة كهربائية في العراق! وأردنا ان نؤسس كهرباء جديدة كلياً لوطن / بلد فيه 30 مليون نسمة! فكم ياترى نحتاج إلى مال ووقت لانجاز المهمة لكي يستمتع كل عراقي بالكهرباء لمدة 24 ساعة أسوة ببني البشر في الدول الأخرى لا نقول الدول المتقدمة بل نقول: أسوة بجيرانه! فهل يا ترى هناك أسباب مخفية وراء الموضوع؟

 

30مليار تقسيم 30 مليون

النتيجة تكون لكل نسمة من العراقيين كان المفروض ان يستلم مليون دولار 1000000 بالتمام والكمال – إذن لكل عائلة 4 – 5 مليون دولار صرفت عليها للكهرباء فقط – ان حسبنا ان عدد أفراد العائلة العراقية 4 أو 5 أفراد كمعدل! هذا المبلغ من الكهرباء فقط! ماذا عن حصة كل عراقي من النفط - من التجارة والصناعة والزراعة والعسكر!!! لنرجع إلى نموذجنا – الكهرباء/ البطل

ان سلمنا مليون دولار لكل فرد من العراقيين كل 10 سنوات! من الكهرباء فقط, هل نجدها العائلة المكونة من 5 أفراد بدون كهرباء؟ الجواب معروف عند الحيتان الكبيرة وخاصة عند اللذين صرفوا لحفلة زواج واحدة مليون دولار – أي حصة طفل عراقي من الكهرباء فقط! الرسالة مفهومة وواضحة كوننا لسنا ضد شخص! إنما نحن ضد الفساد مع حقوق العراق والعراقيين, المفتاح يمكن في استلام رجال ونساء حقوق الإنسان موقعهم في الدولة ورقابتها! وإلا الزمن سوف يقطعكم.

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2208   الاربعاء  22/ 08 / 2012) 

في المثقف اليوم