أقلام حرة

الازمة السورية ودول الجوار / فريدة الحسنـــي

تحذيرات سمعناها من اطراف كثيرة عن هذه الازمة، فهي لم تنحصر داخل حدود البلاد وستطال نيرانها جميع دول الجوار، هل من الممكن فعلا ان هذه الازمة ستطال كل دول الجوار؟

وزير الخارجيه السعودي قال : ان الازمة السورية قد تطال الاخظر واليابس في كل المنطقه هو امر مبالغ فيه، اما احمد بن حللي الامين المساعد لجامعة الدول العربية يذكر من جديد او يعيد التذكير بما قاله في السابق بان الازمة السورية ستطال دول الجوار

 

اعود الى لبنان

ان اثار الحرب الاهلية والحروب التي تبعتها لم تنته بعد وما زال لبنان يعاني من تداعياتها على جميع الاصعد وخاصة على الصعيد الاقتصادي والسياسي والبنى التحتية، ويشهد لبنان صراعا وتنافسا حادا بين الاطراف الداخلية على السلطة والسيطرة على القرار فيه، ولهذه الاسباب مجتمعة لم يستعد لبنان موقعه الذي تمتع به قبل نشوب الحرب الاهلية، والذي كان معروفا بأنه سويسرا الشرق الاوسط. ان الوضع في لبنان مفتوح على كل الاحتمالات، وهناك سيناريوهات متعددة تنتظر لبنان، واول هذه السيناريوهات هو نشوب اقتتال داخلي بسبب التفجيرات التي من الممكن ان يشهدها لبنان واغتيال شخصيات سياسية مهمة هنا وهناك، ومن اول مؤشرات هذه المرحلة هو اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن، وايضا الدفع بتوتير الاوضاع في طرابلس بين العلويين والسنة ومناطق اخرى، وبدون شك بان هناك قوى عدة اقليمية ودولية تعمل على خلط الاوراق في المنطقة ومن مصلحتها تفجير الوضع في لبنان، وتقوم هذه القوى ايضا بتصفية الحسابات فيما بينها على الارض اللبنانية

الازمة السورية تلقي بظلالها على الاوضاع الداخلية في لبنان وعلى استقراره فما تزال اليوم فيه قطع الطرقات، واطلاق النار والاحتقان السياسي المتزايد فيه لايزال مرشح للمزيد من التأزم، السؤال هنا : هل الازمة بدأت تزحف الى لبنان امر مبالغ به ؟ الجواب نعم انهم اليوم في لبنان يحاولون استعادة لحظات العام 2005 عندما جرى اسقاط الحكومة على خلفية حادثة اغتيال رفيق الحريري من اجل اعادة تكوين المنظومة السياسية في لبنان على اسس مختلفة وعندما لم يتمكنوا من استمرار مشروعهم، بدئوا الآن يحاولون استعادة نفس اللحظة باغتيال احد الرموز الموالية لسعد الحريري واغتياله يؤكد بالضرورة الى تحريك طائفي استثمر مباشرة ضد رئيس الحكومة بوصفه يمثل السنه في لبنان وبالتالي قدم للرأي العام بوصفه خائناً لهذه الطائفه، ويريد زعماء المعارضة بلبنان وأنصارهم استقالة ميقاتي قائلين انه مقرب جدا من الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله اللبناني المشارك في حكومة ميقاتي.

 

استغلال هذه الازمة لصالح المعارضه سيؤدي الى

اولا: يتم توظيف هذا الاغتيال في الانتخابات النيابية القادمة بما يمكنهم من تكوين اكثرية

ثانيا : يقود لبنان الى لحظات مصيرية، اما ان يكون هناك فراغ سياسي يستثمر في الضغط على سوريا واما ان يكون هناك حكومة معادية لسوريا تستكمل عمليات الضغط لخنق سوريا اقتصاديا واغلاق جميع المنافذ التي يمكن ان تشكل متنفسا لها بعد ان جرى تضييق الخناق بالعقوبات الدولية المتواصله، هذا هو الذي يعملون على استثماره في لبنان الآن .

 

العقلاء في لبنان

مطلوب من العقلاء في لبنان العمل على وقف هذه المهزلة فهذه الأيام يواجه لبنان تحديا حقيقيا يعرض أمنه وسلامة مجتمعه وصيغته التوافقية للخطر المحدق ويختبر وعي قادته ومثقفيه وكل تياراته السياسية والإعلامية وإرادتهم وقدرتهم على التفريق بين الاختلاف المشروع في ميدان المنافسة السياسية، ضمن إطار النظام الديمقراطي، وبين إيقاظ الفتنة في مرحلة الخطر والذهاب إلى حافة المجهول حيث احتمال الوقوع في دائرة انفراط الأمن وإشعال الحرب وعدم القدرة على التوقف عن السقوط في المنحدر.

 

سؤال يطرح نفسه

هــل مايجري الآن في لبنـــان كـان مقصـودا ام غيـر مقصـود؟


فريدة الحسنـــي

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2260 الثلاثاء 30 / 10 / 2012)


في المثقف اليوم