أقلام حرة

ممارسات تَنسف المَعنى / بهاء الجبوري

وبالتالي أن تقييمنا الى كل شيء في الحياة يكون من خلال  مقدار ألأندماج في المعنى وهذا يؤدي بدوره الى أننا يجب أن نبقي على الشيء الذي يتناغم مع المعنى وألغاء كل شيء ينفك عنه .

وقبل كل شي علينا ان نفهم ماهية وحيثية المعنى بالشكل الصائب والشكل الصائب في حقيقة المعنى تقول أنسانية المعنى حيث  أن ألأس ألأنساني هو ألأس ألأمثل في تعاطينا مع الحياة بكل ألأتجاهات وعلى كافة الصعد.

والمشكلة كل المشكلة في ان الكثير من بنو البشر يتمسكون بكثير من الممارسات  بكل ألأتجاهات ولكنها في الحقيقة تكون فارغة من المعنى بالجملة والتفصيل وبالتالي يؤدي هذا بدوره الى أستهلاك الكثير من الجهد ألأنساني الذي ما لو أستخدم ألأستخدام ألأمثل من خلال التركيز على المعنى في  الممارسة هذه أو تلك لكان أجدى وانفع بشكل كبير، ومن هذا الشيء الكثير فعلى سبيل المثال أن هناك الكثير من الممارسات الدينية الفاقدة للمعنى سواء كانت هذه الممارسات من داخل الدائرة ألأسلامية أو من خارجها حيث لا وجود لأي معنى في طيات هذه الممارسات والطامة الكبرى ان هذه الممارسات تحاط بهالة من القداسة وتندمج مع الصفة ألألزامية التعبدية التي تجعل من هذه الممارسات من الصعوبة للناقد والمصحح أن يأخذ دوره المطلوب بالنقد البناء والتصحيح أللازم لتغيير هذه الممارسة أو قل لتوجيهها التوجيه الصحيح حتى تكون ممارسة لها التأثير في الواقع المعاش التأثير ألأيجابي المنتج في المناخ ألأنساني المعاش وطبعاً يجب أن لا يُنسى من يقف وراء هذه الممارسات ومنهم الجاهل في حقيقة الممارسة ودلالتها ألأنسانية وألأخر الذي يعي ويفهم ما لهذه الممارسة وحقيقتها العقيمة في النتاج المطلوب ذلك لأن مثل هؤلاء لا يكون لهم وجود ولا يكون لهم أي عنوان يتعنونون به الا من خلال هذه الممارسات الفارغة .

أما لو جئنا الى الواقع المجتمعي فالحقيقة المجتمعية تخبرنا بالكثير من هذه الممارسات التي لا وصال للمعنى فيها والتي أصبحت تمثل عادات وتقاليد وأعراف من الصعوبة ألأنفكاك عنها ونسفها ..هذا بلحاظ أن الكثير منها أصبح يمثل قيمة مجتمعية لها وجودها في الحيز القيمي للمجتمع وهي أيضاً أصبح من الصعوبة للمصحح صاحب الطموح التغيري أن يأخذ دوره المطلوب لتوجيه الممارسات المجتمعية التوجيه المطلوب حيث تكون في النهاية ممارسات لها القابلية في أيجاد النماء وألأرتقاء ألأجتماعي المطلوب وخير دليل  ما يلاحظ أن المجتمعات ذات التمسك بالممارسات ألأجتماعية الموروثة  الفاقدة للمعنى نجدها أكثر تخلف عن ركب التطور وألأرتقاء من تلك المجتمعات التي ثارت على عداتها وتقاليدها الموروثة التي لا تواصل المعنى ولكن لم تكن ثورتها شمولية وجذرية بالشكل المطلوب .

ومسائلة عدم وصال المعنى في الممارسات ألأجتماعية شكلت معضلة كبرى في عملية التفاعل ألأجتماعي  الحقيقي المفترض أن يكون عليه المجتمع المجبول على فطرة أنسانية تناشد التفاعل الانساني ألأجتماعي بغض النظر عن كل ألأعتبارات من تقسيمات دينية وعرقية وطائفية وغيرها من التقسيمات التي حُكمت الطبيعة البشرية عليها وجودياً .

وكل هذا جاء من عقلية هي أصلاً لا تعي المعنى وماهيته وحقيقته في البناء ألأنساني المطلوب وألأنكى من ذلك  وجود عقلية تتوهم المعنى لأنها توجِد  معنى هو في ألأصل بعيد عن المعنى كل المعنى ،معنى مزور ومحرف معنى مقلوب أنقلاباً جذرياً عن حقيقة المعنى.

وبذلك فأننا نحتاج الى ثورةٍ في المعنى نحدد من خلالها المعنى ونعمل بكل ما أوتينا من قوة لأيجاده على ارض الواقع ألأنساني لتكون كل ممارساتنا ذات معنى  وبذلك سوف يتحقق البناء ألأنساني المطلوب بكل ألأتجاهات وعلى كافة المستويات وعلى كل الصعد.

 

بهاء الجبوري

18 تشرين الثاني 2012م

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2293 الأثنين 03 / 12 / 2012)


في المثقف اليوم