علوم
حسن عجمي: العلوم السوبر خلاّقة

العلوم السوبر خلاّقة تقدِّم نقائض النظريات العلمية والفلسفية والفكرية السائدة فتؤسِّس لنشوء علوم وأبحاث جديدة على ضوء نظرياتها المناقضة للمعارف المهيمنة على العقل البشري. وبذلك تتصف العلوم السوبر خلاّقة بتحرير العقل من ديكتاتورية الأفكار والنماذج الفكرية التي تتحكم بتفكير معظم الأفراد والشعوب. للعلوم السوبر خلاّقة أبعاد إنسانوية كبرى لأنها تتكوّن من علوم ونماذج فكرية قائمة على الحرية الفردية والعدالة الكامنة في المساواة المعرفية بين كلّ الأفراد من خلال تفعيل مشاركتهم في صياغة العلوم والأبحاث الفكرية الجديدة المعتمدة على نسف النماذج العلمية والفكرية السائدة. هكذا العِلم السوبر خلاّق يفتتح عصر التحرّر من النماذج والنظريات العلمية والفكرية الماضوية ليبدأ ببناء علوم وفلسفات المستقبل على ضوء قرارات علمية ومنطقية يتخذها الفرد حيال صياغة نماذجه الفكرية. ومن الممكن التعبير عن العلوم السوبر خلاّقة على النحو التالي: العلوم السوبر خلاّقة = إنتاج نقائض المعارف والمعاني الماضوية والسائدة × إنتاج كلّ الفرضيات والتفاسير والتآويل الممكنة والمحتملة والمختلفة.
للعلوم السوبر خلاّقة فضائل عديدة منها فضيلة تحريرنا من المعارف والمعاني الماضوية والسائدة. فبما أنَّ العلوم السوبر خلاّقة = إنتاج نقائض المعارف والمعاني الماضوية والسائدة × إنتاج كلّ الفرضيات والتفاسير والتآويل الممكنة والمحتملة والمختلفة، إذن تحرّرنا العلوم السوبر خلاّقة من المعارف والمعاني الماضوية والسائدة من خلال إنتاج نقائض المعارف والمعاني الماضوية والسائدة. مثل على العلوم السوبر خلاّقة اعتبار أنَّ القوانين الطبيعية ليست مُحدَّدة سلفاً بل الكون هو المُنتِج للقوانين الطبيعية على ضوء ما يحدث من أحداث كأن يُسجِّل الكون حدوث حدث بعد آخر فيُبرمِج قانوناً طبيعياً محتملاً مفاده ارتباط الحدثيْن السابقيْن. بهذا المعنى، الكون برنامج مُنتِج للقوانين الطبيعية. والفرضية السابقة مناقضة للفرضية السائدة في العلوم والفلسفة القائلة بأنَّ القوانين الطبيعية مُحدَّدة مُسبَقاً. من هنا، فرضية الكون المُنتِج للقوانين الطبيعية المناقضة لفرضية أنَّ القوانين الطبيعية مُحدَّدة سلفاً هي مثل على العلوم السوبر خلاّقة التي تقدِّم نقائض المعارف السائدة والماضوية.
من فضائل العلوم السوبر خلاّقة أيضاً فضيلة ضمان إنتاج نظريات فكرية وفلسفية وعلمية جديدة. فبما أنَّ العلوم السوبر خلاّقة تتكوّن من إنتاج نقائض المعارف والمعاني الماضوية والسائدة، إذن تضمن العلوم السوبر خلاّقة بناء نظريات جديدة من خلال إنتاج نقائض المعارف والمعاني السائدة والماضوية. كما تضمن العلوم السوبر خلاّقة نشوء ثورات فكرية وعلمية متتالية مما يضمن بدوره استمرارية التطوّر الفكري والحضاري. فبما أنَّ العلوم السوبر خلاّقة = إنتاج نقائض المعارف والمعاني الماضوية والسائدة × إنتاج كلّ الفرضيات والتفاسير والتآويل الممكنة والمحتملة والمختلفة، إذن تضمن العلوم السوبر خلاّقة نشوء ثورات فكرية وعلمية متتالية من خلال بناء نقائض المعارف السائدة والماضوية وصياغة كلّ الفرضيات الممكنة والمحتملة والمختلفة. هكذا تضمن العلوم السوبر خلاّقة التجديد الفكري واستمرارية البحث المعرفي والتطوّر العلمي من خلال ضمان نشوء الثورات الفكرية والعلمية المتتالية.
تنجح العلوم السوبر خلاّقة أيضاً في تكثير المعارف. فبما أنَّ العلوم السوبر خلاّقة متكوِّنة من إنتاج كلّ الفرضيات والتفاسير والتآويل الممكنة والمحتملة والمختلفة، إذن تنجح العلوم السوبر خلاّقة في تكثير المعارف من خلال إنتاج كلّ الفرضيات والتفاسير والتآويل الممكنة والمحتملة والمختلفة. من المنطلق نفسه، تنجح العلوم السوبر خلاّقة في ضمان قبول الآخر مما يؤسِّس للعدالة الإنسانوية القائمة على قبول الآخرين وإن اختلفوا عنا فكرياً أو عقائدياً أو سلوكياً. فبما أنَّ العلوم السوبر خلاّقة متكوِّنة من إنتاج كلّ الفرضيات والتفاسير والتآويل المختلفة، إذن تتضمن العلوم السوبر خلاّقة قبول الفرضيات والتفاسير والتآويل المختلفة فيما بينها مما يضمن قبول الآخر المختلف. كما تتمكّن العلوم السوبر خلاّقة من ضمان مشاركة الجميع في صياغة المعارف مما يتضمن تحقيق العدالة الكامنة في المساواة المعرفية بين كلّ الأفراد. فبما أنَّ العلوم السوبر خلاّقة متكوِّنة من إنتاج كلّ الفرضيات والتفاسير والتآويل الممكنة والمحتملة والمختلفة بينما البشر المختلفون ينتجون فرضيات وتآويل وتفاسير مختلفة، إذن تضمن العلوم السوبر خلاّقة مشاركة كلّ البشر وإن اختلفوا في عملية الإنتاج المعرفي. هكذا العلوم السوبر خلاّقة إنسانوية بامتياز.
العلوم السوبر خلاّقة بطبيعتها منطقية وعلمية. فبما أنَّ العلوم السوبرخلاّقة متكوِّنة من إنتاج كلّ الفرضيات الممكنة والمحتملة بينما الفرضيات الممكنة مبنية على ومنسجمة مع مبادىء المنطق وإلا لم تكن ممكنة والفرضيات المحتملة قائمة على قدراتها العلمية الناجحة في تفسير الظواهر وتقديم الحلول النظرية والعملية وإلا لم تكن تلك الفرضيات محتملة الصدق، إذن العلوم السوبر خلاّقة متكوِّنة من إنتاج الفرضيات المنطقية والعلمية. هكذا تكتسب العلوم السوبر خلاّقة مصداقيتها بفضل طبيعتها المنطقية والعلمية.
***
حسن عجمي