أقلام حرة
سألته
رأى ابتسامة عريضة على محياي فشعر بتواطئي معه.
سألته: ما العلمانية؟
قال: شذوذ جنسي وعري وخمر و...
ضحكت لما فاجأني بهذا الجواب. وبينما هو يفكر في زيادة نقطة أخرى ألقيت عليه هذا السؤال: ما الدِّينُ؟
قال: هو حمار الليل متى ضرب أحدا منا ضَبَّعه.
قهقه قهقهة عريضة غير مكثرت بينما أنا نظرت يمينا وشمالا متوجسا خيفة ثم سألته:
ما الوطن:
قال: حظيرة كبيرة يرتع فيها البقر والغنم والدجاج والكلاب ويتصايحون فخرا بها على الكتب والجرائد والشاشات.
وجدت كلامه يفوق مستواه وكأنه مابعد-حداثي. انبهرت وظهرت علي علامة الجد كما في البدء. سألته:
- ما حرية المرأة؟
قال: هي أن تعطي من القبل أو من الدبر مجانا أو بمقابل. حرة فيهما معا.
لم أتمالك نفسي أمام هذا الانحدار المفاجئ فقهقهت عاليا. أحسست أن الرجل تجاوز كل الحدود وضحكي سيزيده إصرارا وتوغلا في قلة الحياء. توقفت عن ملء استمارة البحث. أعطيته عشرة دراهم وانصرفت . كنت مشغولا أضحك وأفكر فيما قاله لما صدمتني سيارة حتى طارت مني محفظتي. طاف عليها طائف ففقدتها لحد كتابة هذه السطور. لحسن الحظ أنني وضعت الاستمارة في جيبي ..
عبد الغني بنكروم – كندا
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1251 الاربعاء 09/12/2009)