أقلام حرة

بنكيران: هذا الرجل المصاب بفوبيا التعليم !!!

alhasan alkyriلا يختلف اثنان أن زعيم الحزب الملتحي "ديكورا" والأغلبي "ورقيا"، ورئيس "محكومتنا" عفوا حكومتنا، مصاب بما يمكن أن نسميه فوبيا التعليم. ذلك أن هذا السياسوي الفياش والنفاش منذ أن جيء به ليطلق النار على رؤوس الكلمات غداة ما بات يسمى بالربيع العربي- والذي حولته أمريكا إلى خريف عربي- ما فتئ يطلق أحكامه العنجهية وتعابيره الفاشستية والعنصرية ضد من كاد أن يكون رسولا. أقصد أسياده الأساتذة الذين علموه حرفا فما كان عبدا لهم شكرا وامتنانا بل هجاهم والهجاء عنهم أبعد وهم منه براء. وكلنا يتذكر عشية نعت صناع الأجيال هؤلاء بالأساتذة المتجولين في ساحات الرباط، عندما خاضت الشغيلة التعليمية أطول إضراب في تاريخ التعليم في هذه البلاد السعيدة دائما وأبد !!!، في إطار تنسيقية الماستريين والمجازين، احتجاجا على اغتصاب حقها في الترقي بالشهادات الجامعية التي ترقى بها عدد من الملتحين البيجيديين وغيرهم ممن يعشق التلون مثل الحرباء واللف والدوران مثل الأفعى الرقطاء تغليبا للمصالح الشخصية على المصلحة العامة التي يتم التبجح بمراعاتها في كل فعل حكوموي أو حزبوي بيجيداوي أو غيره. فقد تعددت اللصيقات الدلالية والظلم واحد.

كما أنه لا يمكن أن ننسى خرجة عنترة المغرور هذا بطلعته "البهية" وهو يحمل في إحدى تصريحاته المستفزة الأساتذة فشل الإصلاحات في قطاع "اللاتربية" و"التغنيم"، نسبة إلى الغنم، متناسيا أن هؤلاء الأساتذة تم سحب البساط، عنوة، من تحتهم وحقروا ودمروا وضربوا واستنزفوا وذلوا، مع سبق الإصرار والترصد، لكي لا يصنعوا الرجال الذين من شأنهم أن ينغصوا حياة "مول الكيران" عفوا بنكيران. فكلنا يعرف من أين تؤكل الكتف، ونعرف حتى خبايا الخبايا الثاوية في الحنايا والزوايا والثانيا !!!

ومن أواخر الضربات الموجهة للأساتذة الأبطال والأستاذات البطلات إقرار بنكيران على سبيل ما يشبه زلة اللسان أن التعليم العمومي مثل "الزوجة" الرخيصة القيمة والتعليم الخصوصي مثل "الصاحبة" المكلفة؛ وهو معجم لا يليق بكل المقاييس برئيس "محكومة" أو حكومة بحيث إما أنه يكشف عن عقد نفسية مترسبة في لا وعيه أو إشارة حداثوية مبيتة يريد أن يستميل بها الناخبين في الاستحقاقات القادمة، مبينا لهم أنه رجل حداثة !!! ومن يدري؟؟!! وأخيرا وليس آخر، يسوؤنا أن يشبه رجل من المفترض أن يكون قدوة، موظفي الدولة ومنهم رجال التعليم طبعا ب"القراد" وكأن التشابيه والاستعارات ماتت وذابت فلم يجد إلا تشبيها مقززا كهذا.

نقول للمدعو بنكيران وزبانيته، لا تحلم يوما أن ينجح أي إصلاح في قطاع التربية والتعليم ما لم تعط العناية الضرورية لرجال ونساء التعليم حتى يكونوا أسيادا أحرارا وأنتم عبيدا خداما لهم، إن شئتم أم أبيتم، اقتداء بما فعلت ألمانيا وكوريا الجنوبية والنمسا وغيرها من الدول التي أصبحت متقدمة في هذا المجال الحيوي الذي يعتبر في تلفزتكم اليتيمة والموقرة، دائما وأبدا، أولى الأولويات وآخر الأولويات بالنسبة لنا، نحن معشر الأساتذة والأستاذات، ما دمنا نعيش على الأرض ونفهم مضمرات القول مهما اجتهدتم في التنميق والتزويق ومحاولة التطبيق. وإلى قذف آخر !!!!

 

بقلم: ذ. لحسن الكيري

كاتب وباحث في الترجمة والتواصل / الدار البيضاء – المغرب.

 

 

في المثقف اليوم