أقلام حرة
العالم العربي والاسلامي جحيماً للمسيحيين
في عيد القيامة المسيحي لهذا العام وقع اعتداء دموي على المسيحيين في باكستان أدى الى قتل وجرح خلق كثير منهم، ويكاد لا يخلو عيد لهم دون أن يتحول الى مأتم وبكاء ودموع.
وفي تركيا تزامناً مع ذلك العيد، صادرت الحكومة التركية (10) كنائس، وقبل نحو 3 أعوام هددت 100 الف مسيحي أرمني يمغادرة تركيا، علماً ان المسيحيين سكنوا تركيا قبل أن يحتلها الاتراك ويسكنونها، وبعد احتلالهم لها فأنهم سلطوا مذابح بشعة على المسيحيين الارمن الى حد إبادتهم لأكثر من مليون ونصف المليون أرمني في الحرب العالمية الأولى.
أما في العراق فأن الاستيلاء على دورهم وممتلكاتهم يتواصل يذكر أنه منذ الفتح الاسلامي للعراق، فأن الاضطهاد ضدهم لم يتوقف، فبعد أن كانوا يشكلون الاكثرية في العراق المسيحي فأن عددهم الان لايتجاوز بضع عشرات الالوف. ولقد أشارت صحيفة بريطانية الى أنه منذ عام 2003 فان مليون مسيحي غادر العراق فيما قدر مصدر عدد المغادرين بمليون ونصف المليون. وعلى امتداد الاعوام الماضية قتل وذبح منهم على يد الارهابيين اكثر من الف شخص، ولم يخلو عقد في العراق دون أن يتعرض فيه المسيحيون الى المذابح والهجرة، منها انه بعد 12 سنة على تأسيس الدولة العراقية، قام الجيش العراقي بمجزرة مروعة في (سميل) اسفرت عن مصرع اكثر من 4000 مسيحي اشوري وتشريد عشرات الالوف منهم. ان من الصعب ذكر جميع المجازر واعمال القتل التي حلت بهم في العراق.
ان المسيحي في سوريا على خطى مسيحي العراق، فيوماً بعد يوم تتناقص اعدادهم وبشكل جد لافت نستطيع معه القول فمنهم من هاجر ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.
وليس حال الاقباط المسيحيين في مصر بافضل من حال المسيحيين في الدول العربية والاسلامية الاخرى. فهم بدورهم لاقوا الامرين ومازالوا وانتشروا في الغرب هرباً من ظلم المسلمين، وكما نعلم فانهم السكان الاصليون لمصر سكنوها قبل ان يحتلها المسلمون.
ويا لليل المسيحيين المرعب الرهيب وبالحياتهم القاسية بين العرب والمسلمين.
وقد يلومني بعضهم على اتهام شعب بأضطهاد شعب أخر، لكني اقول لهؤلاء ان الحكومات العربية والاسلامية وشعوبها ضالعتان بذبح ومحو المسيحيين وتشريدهم، فلو لم تكن هذه الحكومات مع قتل المسيحيين لما تجرأ مسلم على اضطهادهم والتحرش بهم، وليس داعش وحده يقتل المسيحيين، بل ان اضطهادهم وقتلهم يعود الى مئات السنين في العراق وسوريا ومصر.. الخ أي قبل ظهور القاعدة وداعش وتواصل المنظمتان التضييق على المسيحيين تنفيذاً للتعصب الديني للمسلمين الاوائل، ولقد شحنت الشعوب الاسلامية وماتزال بالتعصب الديني وبافكار شريرة لمعاداة ليس المسيحيين فحسب بل اليهود والصابئة والايزيديون.. الخ من الامم غير المسلمة. وليس هناك قهر واضطهاد للمسيحيين في العالم باستثناء العالمين العربي والاسلامي.
فألى متى يقهر المسيحي ويجبر على العيش في ظلام دامس، الى متى يبقى كابوس الظلم والاهانة جاثماً على صدورهم في العالم الاسلامي والعربي؟ الم يحن الوقت لكي يقول الضمير الانساني الحي كلمته ويطالب المجتمع الدولي بوضع حد لأبادة المسيحيين في الشرق الاسلامي الذي يتراجع عدد المسيحيين فيه، في حين نجد تزايداً في عدد المسلمين بالغرب المسيحي؟
عبدالغني علي يحيى