أقلام حرة

الكونفيدرالية الكردية الواسعة هي البديل عن داعش بعد القضاء عليها!

الكثير منا سألَ مراراً عن الحكمة في ترك الفلوجة بيد الارهاب الداعشي وهي تحاذي بغداد ولا تبعد عن العاصمة سوى ٦٢ كيلو متر مع أنّ السيارات المفخخة والحمير المفخخين تأتي منها.

بل وهي العقل الذي استقطب اصحاب الأفكار المتطرفة والمريضة التي لا ترى حق العيش لمن يخالفهم بالفكر والعقيدة.

وذهبت بعض الاّراء الى ان عدم تحرير هذه المدينة ناتج من اختلاف سياسي والبعض الاخر يدفعها باتجاه مشاركة الحشد الشعبي.

الا اننا نرى ان الامر اعقد مما نتصور ومرتبط بإرادات خارجية تعمل على بلورة مشروع ما للمنطقة

وهذا المشروع يتفهمه (الامريكان والروس والإيرانيون والسعوديون والاتراك والسوريون ) وقد تكون القيادات الكردية لها بعض الهامش من المعرفة الا انّ القيادات الشيعية والسنية العراقية لا تملك اي معرفة او تصوّر وانما لها دور هامشي من خلال تحفيزها في وقت معين او ظرف معين وبمعنى ادق هي عبارة عن ادوات تتحكم بها الأطراف الرئيسية اللاعبة في رسم هذا المشروع او تعطيلة او المناورة فيه.

لا يخفى على الكثير من المتابعين أنّ المعركة التي تدور في سورية والعراق هي معركة مصالح اقتصادية وقوة نفوذ بالمنطقة والخاسر الوحيد هي دماء الأبرياء من السنة والشيعة الذين يبحثون عن الخلاص والحياة الآمنة.

لذا فنحن نعتقد ان ظهور داعش كانت الخطة ألف وهي التي ترسم إقامة دولة فاصلة بين العراق وسورية تستقطع أراضي عراقية وسورية لتكوين هذه الدولة الداعشية لذلك فانّ موقع الفلوجة القريب من العاصمة جعلها تكون محطة قلق وانشغال للعاصمة العراقية ونقطة خلاف يتصارع عليها الاخوة الأعداء.

الا انّ التدخل الروسي والايراني في سورية والعراق افشل هذه الدولة مما اضطر الامريكان بتنفيذ الخطة باء وهي الفدرالية الكردية والتي ستمتد من كردستان العراق لتصل الى الرقة وعلى امتداد الحدود العراقية السورية وهي البديل الفعلي والمعتدل والمقبول الذي سيكون بديلاً عن الدولة الداعشية فتظهر امريكا بالمظهر المحارب لداعش وها نحن نراها اليوم تتحرك مع القوات (وحدات حماية الشعب YPG) الكردية لاقتحام الرقة معقل الدولة الداعشية فأعطت هامشاً للقيادة العراقية بالتحرك على الفلوجة لسببين:

أولاً: رفع الضغط الشعبي عن حكومة بغداد وإشغال الشارع الشيعي بالمعركة وغض الطرف عن المحاصصة الطائفية والمكوناتية.

ثانياً: تشتيت الفكر السني العربي بين الفلوجة والرقة وبما ان الفكر العربي السني طائفي بامتياز فسيترك الرقّة ويتّجه نحو الفلوجة ويصب حقده على الشيعة فتسير الأمور كما هو مخطط لها فتصبح في ليلة وضحاها كنفدرالية كردية واسعة بالمنطقة بغطاء فدرالي مفروض على حكومة بغداد ودمشق.

 

سلمان السلمان

 

في المثقف اليوم