أقلام حرة

اياد الجصاني: لم اجد لزيارة الرئيس الفرنسي هولاند الى بغداد اي معنى ولو كعد ابيته كان افضل لنا وله!

ayad aljasaniكتبت رسالة على ال اي ميل لولدي علي في فرنسا وابني هذا يعمل في احدى دوائر الدولة الفرنسية الحساسة منذ نزوحنا من الكويت بعد الاحتلال المشئووم من قبل الطاغية صدام حسين عام 1990 وكان قد انهى المرحلة الثانوية ذلك العام هناك . ولعلمي انه كثيرا ما يرافق المسئوولين الفرنسيين في عمله الى الشرق الاوسط كمترجم نظرا لاجادته العربية التي تعلمها مني والفرنسية لغته الام الثانية الى جانب الانجليزية. وبمناسبة اعياد راس السنة ارسل لي صورة جميلة لابنائه اي احفادي مع التهاني بالعام الجديد فشكرته وكتبت له يوم الاثنين الماضي الثاني من يناير صباحا وقبل سماعي بوقوع التفجيرات ببغداد: "عزيزي علي هل انت اليوم ايضا في بغداد الف سلامة انشاء الله وانا خايف على رئيسكم لا تلوحة مفخخة ". الا ان ابني لا ادري لم لم يفهم سؤالي فلربما انها اعياد راس السنة ولم يسمع بعد بوصول الرئيس الفرنسي هولاند الى بغداد لكنه اجابني قائلا: "مساء الخيرات يا ابي وكل عام وانتم كلكم بألف خير بصراحة ما فهمت سؤالك بالضبط عن بغداد وارجو التوضيح " ! وبعد هذه الرسائل بيني وبين ابني ارسلت له التوضيح التالي :" ابني العزيز.... في الحقيقة كنت اتوقع ان تكون برفقة الرئيس الفرنسي هولاند الى بغداد حيث وصل بالامس الاثنين الثاني يوم من العام الجديد في ساعة مبكرة من الصباح وبدأ يصرح ما يحلو له بدعم العراق في حربه على الدواعش واكد ان انتهاء الحرب على داعش وتحرير الموصل سيتم في الصيف القادم " وجيب ليل واخذ عتابة " . بينما رئيس الوزراء العراقي العبادي سبق وان صرح في نوفمبر الماضي " ان تحرير الموصل سيتم في نهاية ديسمبر ا من العام الماضي " . ما يخالف خلي انشوف ولكني اسال لماذا هذه الزيارة التعيسة الان وليش هولاند يزور بغداد اما كان من الافضل ان يزور ملكة بريطانيا المريضة بجواره؟ هذه الزيارة المشئوومة استقبلت هولاند بعشرات التفجيرات في كل مكان من بغداد وسقوط المئات من الضحايا الشهداء الجرحى والقتلى اي ان العزاء والحزن عم بيوت بغداد وعوائلها في كل صوب من بداية العام الجديد " وجانت عايزة التمت" كما يقول المثل المعروف . ولا ادري بعد ان طار هولاند الى كوردستان والتقى بالزعيم الكوردي البارزاني فهل وقعت تفجيرات لاستقباله هناك مثلما وقعت في بغداد ام ان الاستقبال يجب ان يكون في بغداد بحرارة على هذا النحو الدموي نظرا لدفئ الجو فيها ولان الجو اكثر برودة في اربيل وان اربيل وحدها محروسة بعناية رب العالمين؟ وياليت حطت طائرة هولاند في اربيل واكتفى هولاند باستقباله من قبل البارزاني لكان على الاقل ما وقعت هذه المصايب . انا ارى ان هذا الرجل شئوم على البشرية كلها وليس على العراقيين فقط . لم يكن لزيارة هولاند الى بغداد اي معنى على الاطلاق في مثل هذا الوقت ولو كعد ابيته كان افضل لنا وله . ولو لاحته مفخخة من المفخخات الكثيرة لكان الدواعش خلصوكم من هذا الرئيس المشئووم . هذا ما قصدته يا ولدي بالسؤال ان كنت برفقته في بغداد . والحمد لله على سلامتك وعدم مرافقتك لرئيسكم المنحوس . فلتتقبل عوائل الشهداء في بغداد عزاءنا ولتبقى بغداد شامخة وما النصر الا من عند الله . تقبل قبلاتي الحارة. الوالد .. .

 

في المثقف اليوم