أقلام حرة
خيارات شعب وليست خيارات قادة
ستتحرر نينوى وستعود الموصل ويعود ابطال الحشد الشعبي بكل مراتبهم وترتيباتهم وانتماءاتهم ودياناتهم وطوائفهم، وانتصاراتهم التي حققوها بسواعدهم، وسقوها بعرقهم ودمائهم وزفوها مع ارواح شهدائهم. وسيطالبون السياسيين ان يكونوا عراقيين " فقط " مثلهم او اقلها ان يكونوا شامخين كقامتهم ورجال كرجولتهم وشجاعتهم. لن يطالبوا بغير هذا، لا اكثر ولا أقل .
والا فالحديث سيكون عراقيا صرفا، لا كهذيان مقتدى الصدر ولا كشراهة عمار الحكيم، ولا مثل عفلقية الدون علاوي، او اخوان النجيفي او بصلافة وغباء الاخوين المطلكين، او كمساومة العبادي ومن نصبه، ولا تحت قيادات لم تأتي بما وعدت لاكثر من ثمان سنوات، ولا تيمناً بمسعود واولاده وابناء عشيرته القابعين في صومعة في اعالي جبال كردستان الشامخة الابية، ولا حتى تحت سيطرة قادة احزاب باتت تهضم وتجتر تاريخها شرهة للسلطة تتشبث بأقل امل من جاهل الحس والمعرفة .
وفم ليس كالمدعي قولةً ......... وليس كآخر يسترحم
و لن يستمع هؤلاء العائدون الابطال الذين مازالوا يحملون جراح التحرير على اجسادهم وفي ضمائرهم ومع ذكريات وخواطر زملائهم الذين استشهدوا بآلاف القرابين كقرابين ايوب، لن يستمعوا لهذيان المصابين بالعقم وبالتعفن .
سيطالبون بعراق ابي كما عرفناه وعشناه وأحببناه وعشقناه ونتذكره من ابعد اطراف الغربة وحتى عند حافات النسيان، عراق ليس كأي بلد وشعب ليس كأي شعب، تم تغييبه لسنوات وراء واجهات مستوردة مزيفة لا يؤمن بها حتى من سوقها وروج لها بعد استيرادها وحشرها.
سيعود ابطال الحشد المقدس بشموخهم، يطالبون بانصاف شعبهم. لا شعارات بعد ذلك اليوم الكريم، شعارات مزيفة مغشوشة تصنع وتكتب وترسل من الخارج لانتماءات بائسة لكل شواذ وشذاذ الارض . شعارات يسترزقون منها من هم من انصاف المتعلمين وانصاف المثقفين وكتاب القطعة وعديمي الضمير وسماسرة الرواتب والتقاعد المصابون باسهال الكلام.
سيعود ابناء الحشد يطالبون بحقوقهم وحقوق فقرائهم وشهدائهم وجرحاهم .
فالثورة تنموا بين النباع وتحتمي بظلال نخيل العراق الباسقة وتنمو وتترعرع قرب السواقي وبين حافات الشواطئ واعماق الاهوار .
سيقولون للعراق الابي نحن ابنائك، فكما حررنا اراضينا سنبني وطننا. خطوة خطوة، ثم تاتي الحقيقة التي تعاون في اخفائها الكل تقريبا ! الحقيقة التي اخفوها وزوروها واطلوها وسوقوها على انها " الحرية " لكنها كانت حرية لهم فقط . او الديمقراطية التي مسخوها، وجرجروها واستغلوها حتى ينتخبهم الناس فيسيطرون على كراسيهم ومناصبهم باستغلال عفوية شعب صعدوا على اكتافه وباصواته .
هما ضميران، واحد لئيم واخر كريم .
اربعة عشر عاما مرت سدى بعد اعوام البعث العجاف والحصار الاقتصادي والمقاطعة وسيطرة ازلام البعث وابناء جرذ العوجة، والشعب صابر ينتظر الوعود بين ظلال السديم. كم من تحالفات وقعت باسم الشعب تحت حكمة ونيوءة لينين (ليس المهم مع من تتحالف) لكن الاهم هو(على ماذا تتحالف)؟ فعلى ماذا تحافوا اذا؟ حتى عام 78 يوم سلموا كل الضباط اليسارين لقمة صائغة للبعث . ولن اذكر حكمة "المؤمن " التي تتكرر عضاته من ذات الجحر مرارا، ولا من يحس بها ولا حتى من يتعظ منها .
هرم مقلوب على راسه، هي حالة العراق اليوم . اكثرية صابرة صامتة غدت غير (القاعدة)، وقادة اقلية جائرة جاحدة متزمتة تقود شعب وكأنهم قادة معصومون ومنزلين ممن كتب عنهم بين طيات القران الكريم والانجيل، فهذا ابن سماحة فلان وذاك عميد عائلة فلتان وآخر توارث سيوفه الخشبية عن حزب عنصري طائفي يحلم منذ خمسين عاما يتوسد عضويته تلك منذ شباط الاسود. وآخرون حديثي الولادة والاستغلال شرهين لا رادع عندهم الا سباق التضخم والتورم بأموال السحت الحرام . فاصبح الحرام جاه ومكانة وقيمة يتوسط الناس الجياع عندها ويستعطفون .
سيعود ابطال الحشد الشعبي وسينتفضون لحقوق هذا الشعب يطالبون بحقوقه المنسية بكل قوة وعزيمة كعزيمتهم عند مقاتلة الدواعش ومن ورائهم ومن خلفهم ومن مولهم وجندهم واحتضنهم، ومن مازال يتبنى شعاراتهم الملغومة بالحقد والعنصرية وكل انواع الائمة.
فكل محب لشعبه مصيب وكل غد لناظره قريب
اما الموعد،،، فازف لا محالة، عن ابي فرات سنة 1960 في مؤتمر اتحاد الطلاب العالمي الثاني في بغداد الحبيبة
ازف الموعد والوعد يعن والغد الحلو لاهليه يحن
عبد الصاحب الناصر
01/03/2017