أقلام حرة
جورج أورويل في سوريا
شهد صباح الجمعة الموافق 07/04/2017 ضربات جوية أمريكية فاق عددها ال59 ضربة جوية استهدفت معاقل النظام، وكل ذلك جاء نتيجة ذرائع أمريكية باستخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية في قرية خان شيخون السورية واستهداف المدنيين بهذه الأسلحة المحرمة دوليا .
هذا وقد صرح النظام السوري من قبل ونفى استخدامه لهذه الأسلحة، وأنها لم تستخدم هذه الأسلحة ولن تستخدمها مستقبلا، وأيضا التأكيد على أن لا حاجة تذكر لاستخدام النظام لمثل هذه الأسلحة المحرمة دوليا، خاصة وأنه يشهد الآن مرحلة تفوق في معركته ضد القوات المعارضة .
كل ذلك جاء كالصاعقة علينا، وما هو أكبر من القصف الأمريكي هو الاعتراف الدولي وتأييده لذلك بشكل عام، والعربي بشكل خاص ورؤيته عبر أغلب التصريحات العربية بأن هذه الهجمات لم تكن إلاّ لأنّ النظام الطاغية يستحقها، ولإحقاق الحق ونشر السلام واحترام حقوق الإنسان ومبادئ العدل الدولية، وكأنهم في ذلك لم يشهدوا ولم يدركوا ما حصل في العراق سابقا التي سفكت دمها الولايات المتحدة الأمريكية بعد اتهامها للنظام العراقي القائم آنذاك باحتوائه على الأسلحة النووية وتهديده للسلم العالمي، ثم تبين لهم بعد ذلك واكتشفوا أن هذه الأسلحة كانت في المكتبة العراقية في كتاب للإمام النووي وخلطهم هذا بذاك، بينما أبو عرب يصفق في ظلماته التي يعيشها .
هذا ما يجري في سوريا، وهو ما يوحي بأن القوى الكبرى وهي في خدمة للمصالح الإسرائيلية لن تسمح للشعوب العربية أن ترفع رأسها، وهو ما تم التصريح عنها في مجلة كينوفين الإسرائيلية عام 1980، وتبعه بعد ذلك مخطط حدود الدم الأمريكي في المنطقة العربية .
بعد كل ذلك، أعتقد أننا أمام عراق جديد في سوريا، وأننا سنشهد إحياء لجورج أورويل ومزرعة الحيوانات خاصته في سوريا، بينما حماره بينجامين وهو أعقل منّا ليس بيننا ليدلنا .
سفيان توفيق