أقلام حرة
طغت فجنت علي نفسها براقش
طغت فجنت على نفسها المفوضية المستقلة للانتخابات ... وا أسفاه.
رغم كل البذخ والاموال التي صرفت، والتسهيلات والمساندة الكبيرة من كل الشعب العراقي والاعلام، ومؤسسات المجتمع المدني، بالإضافة الى عدم التدخل في اعمال المفوضية المستقلة للانتخابات. رغم كل ذلك شاهدنا عجز وتخبط فني غير مبرر، واصرار غير منطقي (بأنهم يملكون الخبرة الفنية)، في معالجة الاجهزة التي تعاقدوا عليها، علما ان امريكا تشتكي من التدخل في مجال الأمن السايبري (cyber security). كما صرح رئيس مجلس الوزراء اليوم انه اتفق معهم على استشارة خبراء دوليين في هذا مجال، وخصصت لهم المبالغ الكافية لذلك لكنهم لم يفعلوا، لماذا، وهذا سؤال مهم جدا؟
لنترك التدخل في نتائج الانتخابات حاليا، ونتساءل عن قرارات اتخذت لا نجد لها اي مبرر، مثلا لماذا أغلقت صناديق الاقتراع في الساعة السادسة مساءً؟ وفي بلد ذو حرارة عالية مثل العراق؟ كلنا نعرف ان الاجهزة الإكترونية تبرمج من قبل اصحابها بمفاتيح خاصة مؤمنة، ولانه توقت فقط،لا اقل ولا اكثر، فمن قرر ان تغلق في الساعة السادسة؟ وحتى بعد وضوح قلة المساهمين في الانتخابات خلال الساعات الاولى من النهار كان بإمكان المفوضية اعادة التوقيت باضافة ساعتين من السيطرة في المركز وبحضور كل الاعضاء، وهم من يملك مفاتيح الاجهزة واعلان التمديد مباشرة وعلى كل وسائل الاعلام. إلا ان تصرفهم هذا وفي رأيي المتواضع شعورهم بالأهمية والتعالي.
من سمح للسفير الامريكي بالتجول في قاعات الانتخابات، بالأخص القاعة الرئيسية، ثم ماذا جاء يصنع الامريكي برت مكورك في العراق في يوم الانتخابات وفي صاللاتها؟
و من قرر منع التجوال وتعميمه بهذه الصورة الاعلامية الضخمه؟ هنالك فرق بين منع التجوال وبين منع سير المركبات خوفا من الارهابيين. الامر الذي أخاف الناس من الارهاب مع كل الاستعدادات الامنية الكبيرة والتي اثبتت القوات الامنية جدارتها بكل احترام وتقدير .
وكان تصرف اعضاء المفوضية في الايام الاخيرة للانتخابات قد تعدى حدود اللياقة والمهمة التي اختير اعضاءُها لأداء واجباتها، لندع قضية عدم تطابق النتائج بين العد اليدوي إن اجري والعد الاكتروني، لقد صرفت مبالغ ربما لا حصر لها لشراء المعدات الإكترونية،اخذنا نسمع اليوم عن تأخر اعلان النتائج النهائية بعد مرور ثلاثة ايام، ثم تحتج المفوضية بقضية الطعون كان بإمكانهم اعلان النتائج الاولية بعد ساعات من انتهاء الانتخابات ومعالجة قضية الطعون لاحقا، الا اذا كانت المفوضية تعرف ان الطعون والتدخل كبيرة، وواسعة بحيث انها ستأثر على النتائج كليا، اذاً ما فائدة كل هذا الصرف على كل هذه الجهزة؟ ومع ذلك لم تعالج المفوضية الشكاوى المقدمة عن محافظة كركوك لحد هذه الساعة علي الرغم من ان انها وعدت قبل يومين السيد رئيس مجلس الوزراء بإجراء ذلك فورا، هذه اوضاع تدعو الى الشكوك .
وتتكرر هذه الحالات منذ قضية السيد الجعفري، ثم المالكي واليوم السيد حيدر العبادي الذي اثبت الرجل كل جدارة بإدرة البلد والمعركة مع الارهاب، فيستحق الاحترام والتقدير. الا إن الشخص القادم والمختار من السعودية وامريكا وهو من يحب ان يلقب بصانع الملوك، كما ابتسم وانتعش لهذا الوصف على قناة دجلة في مقابلته مع السيد احمد ملا طلال. وإذا السيد مقتدى الصدر الذي سينقلب على من آزره من مؤيدي الحزب الشيوعي العراقي. ونتمنى ان لا يجني الشيوعوين كما جنت على نفسها براقش.
مازالت الادارة الامريكية ترغب في حكومة المحاصصة واشراك الكل في الحكم وفي المعارضة. ربما سيتحمل السيد العبادي كما تحمل السيد الجعفري و المالكي تبعة طلبه بحكومة الاكثرية النيابية.
فمن يا ترى امر بهتافات معادات الجارة ايران امسية اعلان النتائج الاولية (بغداد حره حره، ايران بره بره). الا تذكرنا هذه الهتافات بشعرات البعث الغاشم، واليس هذا هو مطلب السعودية (ام الديمقراطيات في العالم!) والذي يتناغم اليوم مع المطالب الصهيونيه الاسرائيلية، في وقت يقدم الشعب الفلسطيني عشرات الضحايا ومئات الجرحى . ليس من مصلحة العراق الانجرار وراء تحالفات مناطقية . ولنضع كل الخلافات الشيعية على الرف ولنبحث في عداء مقتدى الصدر للحشد الشعبي، فهل استبدلت امريكا اياد علاوي بمقتدى الصدر وبصباح الساعدي .
سننتضر نتائج العد والفرز اليدوي، واذا حصل (لا سامج الله) ان هناك تلاعب في الاصوات، فيجب تقديم من ساهم من اعضاء المفوضية الى المسائلة. انها قضية شعب ومصير بلد ومصداقية الانتخابات والديمقراطية الفتية في العراق .
عبد الصاحب الناصر