أقلام حرة

الفرق بين ألأمس واليوم غير واضح لقادة العراق السياسيين

يوم أمس البعيد وفي نهاية الحرب العراقية الايرانية كانت حلبجة الجريحة محتلة من قبل الايرانيين وبتاريخ 16.17 1988 انسحب الجيش الايراني وقام الجيش العراقي بقصف حلبجة بالكيمياوي مما ادى الى قتل 5500 مواطن كردي عراقي حالا وادعى صدام بان ايران هي التي قصفت البلدة بالكيمياوي . انتشرت الاخبار بعد حوالي ثلاثة اسابيع ولم يكن هناك فضائيات وانترنيت، اليوم احتجت هيئة الامم المتحدة على لسان رئيسها على الحكومة العراقية وانتقدت طريقة معالجة التظاهرات المشتعلة في اغلب المحافظات العراقية في الوسط والجنوب، الا ان السلطة العراقية اثبتت اليوم بانها لا زالت تتصور بانها بعيدة وبمعزل عن العالم الخارجي حيث انتقدت منظمة العفو العالمية طريقة الحكومة العراقية في التعامل مع المتظاهرين في العراق واستعمال القوة المفرطة في تفريق التظاهرات السلمية فقد بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا في هذه الانتفاضة السلمية خمسة عشر شهيدا واليوم سقط شهيدا أخر في النجف المقدسة، وقد تم القاءالقبض على عدد كبير من المتظاهرين في جميع المحافظات العراقية مما ادى الى خفوت الانتفاضة الشعبية نسبيا، مع العلم بان القوات ألأمنية تستعمل طرقا في التعذيب والصعق الكهربائي وهذا ما بثته قناة الشرقية خلال حوار مع ناشطة مدنية و لقد اثبت الشعب العراقي بانه لا يختلف عن باقي الشعوب التواقة للحرية والتي تملك الشجاعة الكافية لتدافع بالطرق السلمية عن شعاراتها وكرامتها وشرفها لتتحمل المسؤولية لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين وتعرف جيدا مواطن الخلل التي تمارسها القيادة السياسية للعراق وهي نظام المحاصصة الطائفية المقيتة والمحسوبية والمنسوبية والمناطقية، ان هؤلاء المنتفضون يمثلون القدوة الصالحة الشريفة المستعدة للتضحة للأخرين، العمل للمصلحة العامة وليس للمصلحة الشخصية فهم المدافع ألأمين عن حقوق الشعب والذين سيصمدون للنهاية حتى يحققوا ألأماني الشعبية في محاربة الفساد والفاسدين وارجاع اموال الشعب المنهوبة العيش الكريم ورفعة الرأس في وطنهم الذي احبوه ودافعوا عنه وطردوا الدواعش الانذال الظلاميين واليوم يدافعون عن حقوق الانسان والمواطن بلا تفرقة عابرين الطائفية المقيتة .

 

طارق عيسى طه

 

 

في المثقف اليوم