أقلام حرة

غابة التوحش والحداثة القاتلة

تتلاشى أحلامنا الضائعة بين أطياف المكان. ما زال فجرنا العقيم يحتضر تحت أعتاب المغيب.

عذرا اخي الإنسان فقلمنا اسود لا يرسم الالوان.. وضميرنا ميت لا يسمع آيات الصفح والغفران.. عذرا اخي الإنسان فاوراق مشاعرنا ممزقة من كثرة النسيان... عذرا فلم تعد تحركنا عيون طفل جاءع وصيحات ام تشكو قسوة الأزمان. بل وينظم عقلنا في البكاء قصيدة اشتعال القاهرة وبغداد وسائر البلدان.

هكذا أنا وانتم وكأننا في فترة نقاهة خارج الكون، نتسلى بمطاردة الأحلام، فلا جديد تحت الشمس التي تحترق لاجلنا ونحن نتغزل بالقمر.. تقلبنا ذاكرة الأيام حتى لا نصاب بالتعفن. وبين الهشاشة والصلابة قصة تطرفنا الذي اغرقنا حتى القاع.. حتى لا قاع تحتنا.. وشر البلية ما يضحك.. شر البلية ما يجعلنا نسخر من افعال لا يمكن تصديقها ولا تصورها. ايعقل ان تحصل هذه الأفعال البشعة والعالم صامت متفرج واحيانا فاعل.. نعم احنة شعب الدولمة ملفوفين ومفصلين على هوى السياسة الغربية في طبخة فريدة من نوعها بلا ذوق ولا رائحة ولا قيمة.. ففي مطبخ الغرب تتحول البامية الى صواريخ عابرة للقارات ولا تسقط الا على رؤؤسنا.. مبرمجة بتقنية عدائية وتكنولوجيا مميتة تمسخ الانسان وتنسخ الانسان الى نسخة مشوهة تعاف منها حتى القردة والخنازير.

بورما... وما اقسى المسافة بين الصمت والكلام ... بين الفعل والسكون... نعم لا اتحدث عن جراح ولا عن ألم حزن مذلة هوان لا انسانية،، بنسختها الاسلامية الاصيله لا الغربية المشوهة.... اذا قتلتم فاحسنوا .. فاحسنوا لم هذه البشاعة، قلوبنا تتفطر وتكاد تنفجر على عجل يذبح او كبش يضحى فيه دون رحمة واعتبار لفطرته واحساسه .. نتألم على حشرة تطالها اقدامنا دون قصد... لم هذه الوحشية. العدوانية. العنصرية. انا معكم بعض المسلمين تحولوا الى ارهابيين... لكن من الذي اواهم ومدهم وخطط لحروبهم المزعومة.... اليس هو الغرب الذي اسلم يوما ما ... ماهذه العدوانية المتاصلة في نفسية السياسة الغربية.. الستم بشر... نحن معكم لا تؤمنوا ولكن اعقلو.. الم يرد على السنتكم اعقل ثم آمن... العالم يحسبكم عقلاء بنيتم حضارة القرون الحديثة والمعاصرة بابها صورها المادية الا انها من الداخل فارغة بلا قيم بلا ضمير بلا عقلانية فارغة من النزعة الفطرية السوية.. انتم كما قال فيكم الشاعر: شبيه الطبل يدوي من بعيد.. وداخله من الخيرات خالي، والا فسروا لنا تفشي الفقر والمجاعة والظلم بفضاعة لا يمكن تحملها ... بهذا سيتحول الاخر الى صناعة ارهابية بامتياز سيتحول الى ما دون الوحشية او بعدها. نسال الله ان يذيقكم طعم ما كسبتم وطعم ما طبختم... فلم تجلب حضارتكم سوى الحروب والامراض والفتن والمحن والحزن والدمار والحقد والكراهية وانحطاط الاخلاق.... والجحود والكفر، كفرتم حتى بالهتكم . فالطبيعة التي تؤمنوا بها دمرتموها، والعقل جننتموه، والانسان اوحشتموه... الله من انتم حتى لا ضمير لكم، كفرتم حتى بالضمير فلم يعد يوجعكم ، كفرتم بالذوق والرحمة والعدالة والنزعة الانسانية.... تدعون ان حضارتكم ذوقية فنية جمالية وانتم تتلذذون بالدماء والخراب والقتل والتهجير لترسموا على تراب الارض صورة الشيطان الذي يعدكم الفقر ويخوفكم... حتى ضاع علينا اانتم اشر ام الشيطان.. وبالمناسبة والله الذي لا اله الا هو لانتم اجبن خلقه، وما تطاولكم على اطفال ونساء وعزل ان هو الا بسبب خوفكم وجبنكم وحرصكم على حياتكم الفانية الخاسرة والا فالتتحرك ضمائركم المتحجرة السوداء الصماء...

قرانا في لا ادبياتكم الحب التضحية الرحمة الانسنة العولمة الحداثة وما بعدها..... قراناها وانتم اول من كفر بها كانها عجل امتطيتموه.... واخيرا كنا نتصور ان تاريخ البشرية واحد الا اننا اليوم نفرق بين تاريخ شيطاني دنيوي متعصب عنصري احمق سفيه عنيد...... وبين تاريخ رحماني انساني متسامح .

 

أ. م. د. سامي محمود ابراهيم

كلية الآداب جامعة الموصل العراق

 

في المثقف اليوم