أقلام حرة
العودة الى المستقبل (3)
(حين سكت أهل الحق عن الباطل، توهم أهل الباطل انهم على حق)
عن الامام علي عليه السلام
هذا ما يدور في كل العالم هذه الايام حين علت اصوات غطرسة القوة وسكتت الاكثرية الصامته .
من الاحداث الحقيقية الثابتة عن العراق، عزوف سبعون بالمئة من الشعب العراقي عن ممارسة حقهم في الانتخابات الاخيرة، ثم مقولة – “المجرب لا يجرب ” دون اعطاء اي شرح او تحليل واقعي لبلد يحتاج الى خبرة اي انسان عراقي ليخدم في السلطة التنفيذية ويمكن تفسير هذا كما عززه الطغاة بان الانسان اذا اجتهد وعمل سيفقد منصبة للاستمرار بمشروعه الاصلاحي . تشتت وتفكك القوى والاحزاب السياسية اكثرها على بعضها،نجاح اكثر من ثمانون بالمئة من النواب الجدد (الشباب). نداء المرجعية الكفائي للانخراط بالحشد الشعبي لمحاربة داعش ونجاح كل القوى الخيرة العراقية بتحرير أربعون بالمئة من ارض العراق. حركة تقديم الانتماء الوطني على الطائفي والعنصري ولو انها عند بداياتها .
وتشكيل تجمعات او تحالفات غير طائفية او عنصرية في مرحلة الانتحابات .و من اهمها الغاء الاستفتاء في اقليم كردستان العراق صحوة جميلة ما ابدعها . فمن يا ترى قد شلها والتف عليها منذ بدايتها ؟
اذا تركنا مؤقتا او جانبا تدخل القوى الخارجية في الشأن العراق، لنتحدث عن الأشخاص الذين يحاولون التدخل في هذه الصحوة واحتوائها ثم اخلائها من محتواها وهي الصحوة التي بات البسطاء من الناس يتخوفون من الحلم بها .
هنا نرى التشابه في الهدف الذي جرني للاستشهاد بمقولة شكسبير
” انما الماضي الا هي المقدمه ”
يقود السيد مقتدى الصدر تيارا وتجمعا كبيرا فحصل على عدد كبير من النواب ” سائرون ” وتحالف الرجل مع اليسار العراقي فتنفسنا الصعداء فرحا وحللناها بحلاوة احلام الصغار فقلنا ان السيد قد تعلم وتطور وتثقف . ثم اتفق شخصان ذو تطلعات متينة وكبيرة ” السيد مقتدى والسيد العامري ” على نقاط كثيرة جيدة، كانتخاب رئيس للجمهورية ورئيس لمجلس النواب، شابان مطلعان ومثقفان ذو دينماميكية وتحرك مبارك كبير .
فحدث ما كنا نتخوف منه وما استشهدت به اعلاه .
” انما الماضي الا هي المقدمه ”
الاخلال بالنصاب لجلسات مجلس النواب لاكمال تسمية الوزراء تصرفات واعمال اعتقدنا اننا سوف لن نشاهدها او نتخوف من حدوثها .
كما حدث في السنة الاولى لحكومة السيد العبادي، سحب الوزراء والهجوم على بناية محلس النواب وتدمير الاثاث وبعض المعدات . ليست هذه اعمال ضمن فهم التصرف او التصور الديمقراطي . بماذا يفكر اليوم السيد عادل عبد المهدي (بينه وبين نفسه)! وانا كشخص مشاكس ومتهم ابدا سأفكر وسأقول نيابة عن السيد عبد المهدي،هل عادت حليمة لعادتها القديمة ؟
كيف سيطمئن وتزداد ثقة الرجل في برنامجه (الإصلاحي) وبمسيرته اذا كان يتخوف من “بعبع” الانسحاب والمقاطعه والتشويش وربما احتلال مقر مجلس الوزراء ناهيك عن الشروط المسبقة بالتهديد .
يصرح الكل حتى قوائم الاخوة الكرد بانهم اعطوا لعبد المهدي حرية الاختيار، لكنهم وضعوا شروط لا حصر لها ولا سقف لتغييرها يوميا، لن احتاج للاستشاهد بشكسبير هنا، بل للمثل العراقي عن “الارنب والغزال” .لكن السؤال يبقى يلح علينا، في اي بئر سيسقط عبد المهدي، ام هم من سيسقطوه ؟ هذه ما يراد لها ضرب “تخت رمل” .
تتباين الحالة السياسة في العراق والصراع على السلطة بكل تفاصيلها وعنادها وفضاحة وصلافة سياسييها، تتباين لي كمضمون مسرحية شكسبير الاخيرة
(الرياح العاصفة الهوجاء) The Tempest هي المسرحية الاخيرة التي كتبها شكسبير سنة 1610/11
باختصار
يعتقد العديد من النقاد أنها المسرحية الأخيرة التي كتبها شكسبير وحده. قصه حدثت على جزيرة نائية في ايطاليا، يوم كان الساحر بروسبيرو، دوق ميلانو يخطط لاستعادة مكانة ابنته ميراندا إلى مكانها الصحيح باستخدام الوهم والسحر والتلاعب الماكر. فهو يستحضر عاصفة، هدفها أن يتوهم فيعتقد شقيقه [أنتونيو] الغاصب والملكه المتواطئة معه الونسو من نابولي أن يصدقوا انهم قد غرقوا في تلك الجزيرة. يؤكد هنا شكسبير مناكده لتجلب الكشف عن طبيعة انطونيو المتواضعة، وسعيه لتزويج ميراندا إلى ابن ألونسو، فرديناند.ا ي التامر باي شكل وطريقة للوصول الى الهدف.
والصقت ترجمة حرفية (. metaphrase ) تتكر ويستشهد بها كحكمة بالغة من هذه المسرحيه ثبتت في اذهان الناس الى هذا اليوم تقول الحكمة
” انما الماضي الا هي المقدمه ” “What’s past is prologue”
يتهمني شخص ويكرر اتهامه لي "على الدوام " فيعلق بانني امجد المالكي،لا يهمني هذا، لست مسخرا من احد الا ما يمليه علي ضميري وحدث هذا في مقالتي الأخيرة التابو وهيمنة الغطرسه (taboo ) .
لكن ومن الغريب انني لم اذكر ولم اكتب ولم اشير الى المالكي في هذه المقالة ابدا، فاذا لم يكن ذلك الشخص الكريم قد تلبس بحقده علي شخص معين فاخذ يتهم الكل الذين لا يتفق معهم بانهم موالون للمالكي!.
كما اخذت تنتشر وتتوسع تسريبات عن عبد المهدي تخونه وتحط من مكانته وتتهمه بالعمالة للاستعمار الغربي، ويتبنى هذه الاتهامات فريق من التيار اليساري وبعض ممن ينتمون لتيار سائرون . اي ممن رشح عبد المهدي، وانتشينا لم يكن قصدهم تفيض عبد المهدي بل كانت نكاية باخرين لسد الطريق عليهم . لكن الرجل صمد ويطيل البال وماسك لاعصابه جامدا، لست من محبي عبد المهدي، لكني ارى ان نعطيه الفرصة لينفذ ما وعد به في برنامجه الذي صادق عليه مجلس النواب وتوخيا لعدم اطالة معانات الشعب العراقي . واعود لاستعين بحكمة شكسبير لكن من الطرف الثاني للمعادلة .عندما هبت جموع الشعب العراقي لتدافع عن العراق ولتسقط خرافة الدواعش، ما كانت هذه النهضة الا مقدمة لمسيرة عراق جديد .حيث صحى وانتفض وانتمى حتى من صدق اكذوبه التفرقة الطائفية ومن صدق خرافة الدواعش . وقفوا وقفة جامدة ضد الارهاب والتحمت جموع كثيرة من الشعب والجيش والبيشمركة والعشائر وبقية القوات المحاربة الطاردة للارهاب، فتحرر العراق.
و بقى الارهاب الداخلي، بكل انواعه تقودهم غطرسة القوة وما تحتمي به من سلاح بايادي غير عسكرية .
ونشرت جريدة الحزب الشيوعي العراقي (طريق الشعب) بخجل مخيف مقال نقلا عن “العربي الجديد ” كمستحاة عن فشلهم، خبر عنوانه”-
بغداد ــ العربي الجديد
(“حكومة الأقارب” تصدم العراق: عبد المهدي ينقلب على وعوده).
فاقول هنا،لم ينقلب عبد المهدي على وعوده .انتم من يصر على العزة بالاثم . تبا لهذه القيادة لهذا الحزب الوطني ذو التاريخ . مسختم كل تاريخه الحاضر وستمسخون حتى ماضيه العظيم .
عبد المهدي لم ينقلب على وعوده بل جاء مخلص لتفكيره واخلاقه واتصالاته . انتم من تتباكون اليوم سوء حظوظكم . متى تغير الاتجاه فاصبحنا نعتمد على مصادر الاخبار القطرية ذو الصبغة الاخوانية ؟
عبد الصاحب الناصر
..........................
عن: العربي الجديد . لندن
– برنامج العرب الجديد
شركة خاصة لصناعة وسائل الإعلام الأخبار تأسست في مارس 2014 ؛ منذ 4 سنوات، مؤسسه عزمي بشاره، المقر الرئيسي لندن، المملكة المتحدة، مالكها الحقيقي شركة فادات للإعلام، alaraby.co.uk الموقع
هي منفذ إعلامي عربي عمومي مقره لندن. تم إطلاقه لأول مرة في مارس 2014 كموقع إخباري على الإنترنت من قبل الشركة القطرية Fadaat Media. استمر لإنشاء صحيفة يومية في سبتمبر 2014. [1] [2] في كانون الثاني / يناير 2015، أطلقت فرقة Fadaat شبكة تلفزيون العرب كقوة موازنة للجزيرة، والتي ينظر إليها في عالم الصحافة الحرة الحقيقية على أنها تتحيز للإخوان المسلمين.
https://en.wikipedia.org/wiki/Al-Araby_Al-Jadeed