أقلام حرة

ثمن الجولان!

عبد الصاحب الناصرما هي الاسباب الحقيقيه وراء اعتراف "ترامب" بعائدية الجولان لدولة اسرائيل وما هي الابعاد التي جعلت التوقيت في هذه الايام؟

ادناه نقاط اسطرها كما حصلت وادت الى هذا الاعتراف :

١- تقرير روبرت مللر

٢- الانتخابات ألإسرائيلية

٣- قرب اكتمال انتصارات الجيش السوري

٤-ـ مزارع شبعا والجولان

١- تقرير روبرت مللر

بعد سنتان تقريبا جاء تقربر مللر لتبرئة ترامب من علاقاته مع الروس وايدها المدعي العام الامريكي بغرابه وبسرعة لا تتماشى مع مدة التحقيق وهذا يدل على ان هناك صفقه قد تمت يجب دفع ثمنها، كما يجب ايقاف المد الديمقراطي الذي حصل في الانتخابات الامريكية الاخيره وصعود نواب (غير بيض) واسلاميين خصوصا تصريح الانسه إلهان عمر التي فتحت الانظار والابواب على مصراعيها على هيمنة منظمه التعاون الامريكية ألإسرائيلية الصهيونيه،AIPAC

American Israel Public Affairs Committe لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية

خصوصا وقوف كثير من اليهود الى جانب هذه الانسه الشجاعة، الامر الذي هز مضاجع قيادات الصهيونية، وفتح باب لتقييم منْ منَ اليهود مع الديمقراطية ومن منهم مع الصهيونية العالميه . وثمن اخر لكنه (مبيت)، قدموه للرئيس ترامب يأملوه بانتخابات ونجاح قادم، الا انه في الواقع كان لتبيض وجه قادة الحزب الجمهوري بعد ان فقدوا السيطرة على مجلس النواب .فالسيد مللر والمدعي العام الامريكي هم اعضاء ذو اتجاه جمهوري معروف .

وكان هذا مع الاسف بالتعاون مع (قادة) الحزب الديمقراطي وخوفهم من سيطرة الوجوه الشابه القادمة للتغيير الحقيقي الديمقراطي الامريكي، خصوصا السيدة السيناتور كاميلا هاريس Sen. Kamala Harris  وامها من اصل هندي، دكتورة عالمه متخصصه في بحوث سرطان الثدي من تنزانيا والاب دبلوماسي من اصل افريقي كاريبي .اي لا يجب ان يصعد الى الحكم شخص مثله مثل اوباما

https://www.youtube.com/watch?v=HMlrGte-RmM

Alexandria Ocasio-Cortezاو مثل النائبة الكسندرا اوكاسيو كورتز وهي من اصل بورتريكي (ذو الديانة الكاثوليكية، غير (البروتستانتيه / الانكلو ساكسون) .

وهذا اثبات على عدم عمق الديمقراطية الامريكية، هذه الديمقراطية التي تقف مع الحق وإن كان ضد مصالحها .كوقوف اكثرية الاعلام الامريكي الذي يدعي الديمقراطية مع ترامب في محاصره الشعب الفنزويلي .

٢- الانتخابات ألإسرائيلية

جاء اعتراف ترامب بعائدية الجولان لاسرائيل للاسباب التاليه حسب اعتقادي المتواضع. وهو اعطاء زخم لنتنياهو في الانتحابات الاسرائيليه القادمة، وهو زخم وقتي لانه لا يستند على اي شرعيه دوليه. ثم ليجبر الشعب السوري والرئيس الاسد للتفاوض على الجولان واجباره ان يوقع عقد ايجار طويل الامد بعد وضوح انتصارات الشعب والجيش السوري، اي ارسال رسالة مبطنة للرئيس الاسد بانهم على استعداد لعدم لممانعة ببقائه اذا تم ايجار الجولان، إذا هو ايجار وليس احتلال والكل رابحون ومفيش حد احسن من حد.

سيجر هذا الى الاعتراف ببعض الحكم الذاتي لاكراد سوريه بمساندة امريكا وقبول تركيا. اي الابقاء على النار تحت الرماد يوقدونها متى شاؤوا. حسب سياسات الاستعمار البريطاني السابق.

الكل يعرف (حق المعرفة) انهم لن يتمكنوا من ضم الجولان لاسرائيل الى الابد، وخلق جبهة اخرى من الشمال تضعهم بين فكي كماشات، مع الضفة الشرقية المحتلة وشريط غزه المحاصر وهضبة الجولان وجنوب لبنان . انه ورقه مساومة ليس الا .و مجال للتراجع الامريكي وكانه انصياع للقوانين الدوليه والاعراف العالمية . لاحظوا ردود الافعال العالمية، ناهيك عن ردود الافعال العربية المخزيه .

٣- قرب اكتمال انتصارات الجيش السوري

بات من المؤكد والواضح انتصارات الجيش السوري الذي سيرفع من شعبية الرئيس بشار الاسد . وبهذا الاستعجال (اعلان انضمام الجولان لاسراذيل) يؤشرون للاسد قبل انتصاره انهم مستعدون ان يناصروه اذا تخلى عن حزب الله وعن علاقاته مع ايران والا سيسقتطع جزء اخر، هذه المرة من شرقي الفرات لتبقى تحت امرة القوات الكردية الديمقراطية ! وابقاء العراق (تحت الحقة) يتخوف من عودة داعش .اي زرع (دنبلة) اخرى موقوته تيمنا بسياسة بريطانيا العظمى الاستعمارية السابقة .

هنا نرى كيف تتسارع وتتسابق الاحداث في منطقة الشرق الاوسط بدءا من اللقاء الثلاثي بين العراق ومصر والاردن ! سبقها صعود الرئيس السوداني الى واجهة الاحداث وتنويهه الى عودة سورية الى الجامعة العربيه وتلتها الزيارات الكثيرة المكثفة الى العراق بدون اي نتيجة واضحه لمساعدة العراق، الا اذا وافق على انشاء قاعدة امريكية .و هناك فرق شاسع بين التعاون مع العالم من منطلق وطني لمصلحة الطرفين وبين التعاون من منطلق العصى والجزرة .

وهذه سياسة استمعارية واضحة، استقطع ثم تراجع لتجعل رجالك في المنطقة وكانهم منتصرون رجال وطنيون اشداء جل هموهم عند مصالح شعوبهم .كلنا نتذكر اتفاقية النفط مقابل الغذاء في العراق حين تبرع " جرذ ابن العوجة " ببناء دور سكنية للصحفيين الاردنيين وكان العراق مهدما بكل معنى الكلمة .

واعتقد وبتواضع شديد ايضا،حتى الصاروخ الذي اطلق على اسرائيل من غزه كان موقوتا لاعطاء اسباب لاسرائيل لقصف الشعب المسكين الفلسطيني في غزه، ولنتنياهو لتعضيد انتخابه واخراجه بانه البطل الضرورة .

٤-ـ مزارع شبعا والجولان

خلق واثارة الخلاف من جديد بين لبنان وسوريه لاشتراك الاراضي المتقاربه بينهما، موضوع مزارع شبعا بين سوريه ولبنان المتاخة لهضبة الجولان واثارة النعرات الطائفيه في الوسط اللبناني من جديد.و احراج ايرن من حيث مع من ستقف مع الشيعة ام مع كل لبنان، كما يقولون، ان الشيطان في التفاصيل.

كما هي العادة، هل سيستقرأ الحكام العرب هذه اللعبه وهل سيستقرأ سياسي العالم المنكوب العربي ان اهم من مناصرة الاحزاب هي مناصرة الشعوب . وكما قالها الجواهري سنة ١٩٥٩ على صدر مقالته على صحيفة الراى العالم البغدادية : لمن ان لم تكن للجماهير؟

 

عبد صاحب الناصر - لندن

 

في المثقف اليوم